الزيارات الملكية الأخيرة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى كل من جمهورية مصر العربية ودولة تركيا، إضافة إلى دلالتها السياسية ومعطياتها الاقتصادية والعسكرية. فهي تحمل مضامين أخرى تاريخية ودبلوماسية. وتؤتي آثارها ليس لشعوب المنطقة بل وللعالم ككل.
جمهورية مصر العربية التي كانت وما زالت هي الدولة العربية الأكبر والأهم في المنطقة، وأدت طوال العقود الماضية أدوارا هامة على الأصعد السياسية والعسكرية والدينية والاقتصادية لجميع الدول العربية دون استثناء. وكانت مصر هي الأم الحنون لجميع العرب. ولا سيما في مراحل توهجها السياسي والاقتصادي.
وقد أدرك الملك عبدالعزيز الأهمية القصوى لمصر في المنطقة والعالم...
ويذكر التاريخ أن الزيارة الخارجية الوحيدة التي قام بها عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل كملك للمملكة العربية السعودية كانت لمصر. وحرص على مد جسور التعاون. في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية.
مما جعل البلدين الشقيقين يتكاتفان ويتعاونان ويقوي كل منهم الآخر.. ومن ثم شكلت مصر والسعودية مع تعاقب السنوات قوة إقليمية ضاربة. وصارا الجنحان المهمان والقويان في المنطقة.
وتذكر القوانين المصرية الغير مكتوبة إن أول زيارة خارجية لأي رئيس مصري يجب أن تكون للمملكة العربية السعودية.. مما يعني قوة ومتانة العلاقة المصرية السعودية.
مصر لا غنى عن السعودية، والسعودية لا غنى لها عن مصر. هكذا يذكر التاريخ والمعطيات السياسية والعسكرية والاقتصادية.
والأمة العربية كلها لا غنى لها عن السعودية ومصر..
وضعف مصر هو ضعف للسعودية وللأمة العربية. ومن قوة السعودية أن يتم تقوية مصر.. الأمن الوطني السعودي والعمق التنموي السعودي يقتضي أن تكون مصر قوة.. وعزيزة.
الزيارة الملكية الكريمة للملك سلمان لمصر جدت كل هذا وأكثر... وأعطت الدروس إلى الجميع دون استثناء على التكامل والتجانس القوي بين السعودية ومصر..
ويشهد الجميع أن السعودية ظلت الشقيقة الوفية والأصيلة مع مصر.. في السراء وفي الضراء.. مواقف كثيرة كانت شاهدة على عمق الترابط ووحدة المصير بين السعودية ومصر..
وفي تركيا تكون ثاني محطات الجولة الملكية المباركة.. فقد أدرك الملك سلمان بن عبدالعزيز التواجد والنفوذ القوي الذي باتت تؤديه تركيا كدولة قوية ومؤثرة في المنطقة، وكدولة صار لها ثقل اقتصادي إضافة إلى أهميتها الكبرى في الجانب السياسي تركيا التي ترتبط مع المملكة العربية السعودية بروابط الدين والتاريخ.
فكانت المرحلة تقتضي تكاتف وتوحيد الجهود السعودية والتركية لما فيه مصلحة الأمة الإسلامية كلها وفي مختلف قضايا الأمه الإسلامية.
المرحلة تقتضي تظافر الجهود وتقوية الروابط بين السعودية - مصر - تركيا كثلاثي إسلامي قوي وفعال، لعزل القوى الإقليمية الأخرى التي تسعى لزرع الفتن وتوليد الصراعات الداخلية في دول المنطقة وشرذمة شعوبها..
الملك سلمان بن عبدالعزيز بحنكته وحكمته يسعى لخلق استقرار دائم وشامل في المنطقة، ويسعى لزرع الألفة والمحبة بين شعوب ودول المنطقة، وسيكون مصدر قوته بعد توفيق الله تعالى هو المحور الإسلامي القوي السعودية -مصر - تركيا...
نسأل الله تعالى للملك سلمان بن عبدالعزيز كل التوفيق لخطواته ومبادراته المباركة. لما فيه خير ونماء الأمة الإسلامية جميعا.