الجزيرة - المحليات:
أكد وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة أن الأمير سعود الفيصل أدى دورا دبلوماسيا عظيما وحكيما وناجحا خلال الفترة التي مرت بها مملكة البحرين في العام 2011، مبيناً أن سموه كان يعتبر في هذه الفترة بمثابة وزير خارجية مملكة البحرين إضافة إلى عمله.
وقال الشيخ آل خليفة: «إن شعب البحرين لن ينسى مواقف سعود الفيصل ويقدرها بعظيم الإجلال والامتنان»، وأضاف: «دبلوماسيته تعد مدرسة نتعلم منها جميعاً، ورسخت مكانة المملكة العربية السعودية، والتي يمكن وصفها بالثابت وما حولها هو المتغير».
وتابع وزير خارجية البحرين: «كان الأمير سعود الفيصل يقول الحقيقة في مملكة البحرين بأفضل وأبدع صورة يمكن شرحها، ويبيّن للقاصي والداني في الحلفاء والأصدقاء وكذلك لمن كان لديهم رأي آخر، وكان سموه مستعدا على الدوام لإظهار الحقائق وما يجري على الأرض في البحرين بحكم تواصله معنا هاتفيّا حتى في الليل وفي ساعات الفجر للاطلاع على الأموركافة، كما زار سموه البحرين في تلك الفترة عدة مرات عدة، ووضع سموه كل جهده لإيضاح الصورة الحقيقية، في موقف لن ينساه شعب البحرين لهذا الرجل الكبير.
ويقول الوزير البحريني: «عملت مع الأمير سعود الفيصل منذ نحو 10 سنوات، وقبل ذلك بحكم عملي في السلك الدبلوماسي، وكنا نلتقي بين الحين والآخر في مختلف المجالات، وتعلمت من سموه الكثير، حيث رأيته في أصعب المواقف وتعلمنا منه كيفية التعامل معها».
وأضاف: «بعض هذه المواقف تحدث في بعض الاجتماعات العربية التي تشهد أحيانا صعوبة في النقاش حول بعض الأمور، والتي كانت تهدد بإنهاء الاجتماع، غير أن الأمير سعود الفيصل يطرح في لحظة حرجة طرحا لا يحمل أي ذرة تنازل أو تراجع، لكنه يحظى في نفس الوقت بالقبول من الجانب الآخر، وهو حقيقة مدرسة تعلمنا منها، ولازلنا نستذكرها سواء في اجتماعات الجامعة العربية أو بعض اللقاءات مع الدول الكبرى، وفي مواقف دقيقة تتعلق بأمن المنطقة».
ومن جانبه قال طاهر المصري، وزير الخارجية الأردني الأسبق ورئيس الوزراء في عقد الثمانينيات ورئيس مجلس الأعيان الأردني: «لي مع الأمير سعود الفيصل ذكريات عميقة وحميمة».
وأضاف المصري: «الفيصل رجل السهل الممتنع، حيث كان صارمًا وواضحًا في مواقفه وقراراته، لكنه في الوقت نفسه رجل في منتهى اللطف والعفة والذكاء الدبلوماسي».
وتابع: «أذكر أنني تزاملت معه ست سنوات في العمل الدبلوماسي في وقت الحرب العراقية - الإيرانية، حيث كنت والفيصل والشيخ صباح السالم وزير الخارجية الكويتي نعمل سويًا ضمن إطار اللجنة السباعية التابعة لجامعة الدول العربية، وشكلنا نحن الثلاثة محور التحركات الدبلوماسية في الأمم المتحدة من أجل الوصول لقرارات تصدر عن مجلس الأمن الدولي قبل أن تعلن إيران قبول وقف القتال».
ووصف المصري الأمير سعود الفيصل بأنه «رجل متمكن من عمله، وكان محبًا للأردن وله بصمات واضحة وأثر كبير جدًا في الدبلوماسية العربية، لكون والده الملك فيصل بن عبدالعزيز - رحمه الله - كان وزيرًا للخارجية السعودية، فهو عاش في بيت سياسي مثقف بشكل واضح انعكس على عطائه للدبلوماسية العربية والسعودية».
وقال وزير الخارجية الفرنسي الأسبق هيرفيه دو شاريت وهو من المعجبين بالأمير سعود الفيصل وبالعمل الذي قام به طيلة أربعين عاماً على رأس الدبلوماسية السعودية:»إن لديه «كثيرا من الذكريات» عن الأمير سعود الفيصل الذي «طبع الدبلوماسية السعودية بطابعه خلال سنوات طويلة يحسده عليها كثير من وزراء الخارجية» الذين لا يمضون عادة عُشر ما أمضاه الفيصل وزيرا للخارجية».
ويضيف هيرفيه دو شاريت أن السعودية التي خدمها الفيصل وزيراً للخارجية «لعبت دورها كاملاً كقطب للاستقرار والأمن في الشرق الأوسط».
ويستذكركلار دو شاريت المرحلة التي قامت خلالها إسرائيل بعملية «عناقيد الغضب» عام 1996م ضد لبنان والتي لعب فيها الوزير الفرنسي دوراً هاماً للتوصّل إلى اتفاق لوقف النار. وبهذه المناسبة التقى دو شاريت الأمير سعود الفيصل عدة مرات ما بين الرياض والقاهرة.
وعن هذه الفترة يقول: إن وزير الخارجية السعودي السابق كان» شريكاً صلباً وثابتاً، ومن غير أن يتخلى أبداً عن الكياسة واللطف في التعاطي مع الآخرين».
من جانبه ثمّن وزير الخارجية الأميركي جون كيري مجهودات الأمير سعود الفيصل. وقال كيري: «الدوائر السياسية ستفتقد الأمير سعود الفيصل كثيرًا». وسلط كيري الضوء على مجهودات الأمير سعود على مدى أربعة عقود من الدبلوماسية الدولية، قائلاً:» ساعد سعود الفيصل في توجيه المملكة العربية السعودية في عالم أكثر تعقيداً من أي وقت مضى، واقدّر صداقته والساعات الكثيرة التي كنا نقضيها في مناقشة التحديات التي تواجه دولنا».
وأضاف كيري: «لم يكن الأمير سعود الفيصل أقدم وزير خارجية في العالم فقط، بل أكثر وزراء الخارجية حكمة، وقد عمل مع 12 من وزراء الخارجية الأمريكيين السابقين، وكان محل إعجاب الجميع».