الجزيرة - المحليات:
أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله يقود حراكاً اقتصادياً وسياسياً كبيراً، ويشرف على التحولات الإيجابية المهمة التي تعيشها المملكة حالياً، وما ستشهده من تحولات كبرى خلال الفترة المقبلة.
مشيراً إلى أن الهيئة تستحضر الخطّ الذي قامت عليه هذه الدولة المباركة، وتستنير برؤى العلماء والمشايخ في كل البرامج السياحية والعناية بالتراث الوطني، وتعمل بانفتاح مع المواطنين وتكامل مع جميع المؤسسات الحكومية والمناطق والمعنيين، ولا يمكن أن تستأثر بقرار ولا تفاجئ المجتمع بما لا يخالف ثوابته.
جاء ذلك في تصريح صحفي لسموه بعد إطلاقه أمس الأحد في مقر الهيئة بالرياض برنامج (رحلات ما بعد العمرة) الذي تنفذه الهيئة بالشراكة مع كل من: وزارة الداخلية، وزارة الخارجية، وزارة الحج، وذلك بحضور صاحب السمو الأمير خالد بن سعود بن خالد آل سعود مساعد وزير الخارجية عضو مجلس إدارة الهيئة، ومعالي الدكتور أحمد بن محمد السالم وكيل وزارة الداخلية عضو مجلس إدارة الهيئة، والدكتور عيسى بن محمد رواس وكيل وزارة الحج لشؤون العمرة عضو مجلس إدارة الهيئة، واللواء سليمان بن عبدالعزيز اليحيى مدير عام الجوازات، وعدد من المسؤولين في الجهات المشاركة في البرنامج.
وقال سموه: «نحن في هذا البرنامج ننفذ رؤية وتعليمات سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان يحفظه الله الذي يقود اليوم كل ما يحدث في المملكة من تحول سياسي واقتصادي واجتماعي مستقبلي إن شاء الله، وهذا البرنامج بدأت فيه الهيئة منذ سنوات، وأخذ وقتاً طويلاً في التداول، وكانت هناك بعض الإجراءات التي لم تكن مهيّأة مثل: تحويل التأشيرات من العمرة إلى السياحة بطريقة آلية وغيرها من الإجراءات التي تم اعتمادها وتوفيرها بالتعاون والتنسيق مع الجهات المشاركة في البرنامج».
وأضاف سموه: يعد البرنامج أحد مسارات مبادرة «المملكة وجهة المسلمين» الذي تعمل الهيئة عليه بالتعاون مع عدد من الجهات، ونحن نريد أن يأتي المسلم إلى المملكة بلد الحرمين الشريفين ويجد فيها الراحة، والاستقرار، والاطمئنان والبهجة والسرور، والمعاملة الحسنة، ولتصبح المملكة إضافة إلى كونها قبلة المسلمين فإنه يجد فيها مطلبه بالتعرّف على مواقع التاريخ الإسلامي، وزيارة مناطق المملكة، والاستفادة من المعارض والمؤتمرات أو الأنشطة الاقتصادية أو التداول والتجارة بين الناس، وأن يتعرف ويعايش التنمية والأمن والاستقرار التي تنعم به هذه البلاد والحمد لله، وهي في نفس الوقت بلاد تنظر للمستقبل وتعمل له وتتطور في كل الاتجاهات، مع التزامها بحمد الله بالدين والقيم الإسلامية».
وتابع سموه: «نحن اليوم في الهيئة، وقدوتنا في ذلك خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله ومن سبقه من ملوك هذه البلاد نعمل وننفذ برامجنا وأنشطتنا بالتنسيق المباشر والعلاقة الوثيقة ولله الحمد بالمشايخ الأفاضل ،وسماحة المفتي وهيئة كبار العلماء، ولا نربط هذه الأمور مجردة من تمسك أهل هذه البلاد بالدين الإسلامي وتمسكهم بكل التفاصيل التي لا تجعلنا نذهب بعيداً عمّا أسست عليه هذه الدولة وهو دين الإسلام والقيم الإسلامية العظيمة، فلذلك نحن ننظر إلى (المملكة وجهة المسلمين) كمبادرة فيها تحول كبير في علاقة المملكة بالمسلمين وارتباطهم بهذه البلاد لتكون في قلوبهم وأذهانهم وفتح أبوابها للمعتمرين ليقوموا بهذه الرحلات الثقافية أو العلاجية أو التعليمية أو التسويقية أو المتعلقة بالمعارض والمؤتمرات وتنبع من نفس المسار الذي بدأت فيه هذه الدولة المباركة.
وكان سموه قد وقّع اتفاقية إطلاق البرنامج مع كل من صاحب السمو الأمير خالد بن سعود بن خالد آل سعود مساعد وزير الخارجية عضو مجلس إدارة الهيئة، ومعالي الدكتور أحمد بن محمد السالم وكيل وزارة الداخلية عضو مجلس إدارة الهيئة، والدكتور عيسى بن محمد رواس وكيل وزارة الحج لشؤون العمرة عضو مجلس إدارة الهيئة.
وأكد سموه في كلمة له بعد التوقيع بأن إطلاق هذا البرنامج الوطني الكبير جاء بعد سنوات من العمل المضني والدراسات الدقيقة، وفق مسار أقره مجلس إدارة الهيئة الذي تشارك فيه 13 جهة حكومية وعدد من المواطنين المعينين لذواتهم ويمثلون مناطق المملكة وتخصصات مختلفة، وبالتشاور مع كل الأطراف المحلية والاستشارة بآراء سماحة المفتي، وأعضاء هيئة كبار العلماء.
مشيراً إلى أن إطلاق البرنامج يأتي متزامناً مع المرحلة التاريخية التي تمر بها المملكة، كما يأتي في إطار الخدمات التي تقدمها الدولة للمعتمرين، لافتاً إلى أن المملكة فتحت أبوابها وقلبها للمسلمين عبر تاريخها، ولا تتردد في أن تسخر كل إمكاناتها مادياً وخدماتياً وتنظيمياً لخدمة المسلمين.
وأبان سموه أن البرنامج جاء أيضاً استجابة لطلبات المعتمرين الذين يتوقون لرؤية منبع الإسلام، والاطلاع على هذه البلاد وهي تلتزم وشعبها بهذا الدين قولاً وعملاً، كما يأتي البرنامج استجابة لرغبتنا جميعاً في أن الزائر لهذه البلاد يستمتع بها ويستفيد منها ويتوق لزيارتها مرة أخرى وتكون حاضرة في قلب وذهن المسلم.
وأكد سموه أن الهدف الرئيس من مبادرة (المملكة وجهة المسلمين) التي يعد برنامج «رحلات ما بعد العمرة» أحد مساراتها الرئيسة هو أن المملكة كما هي قبلة المسلمين فإننا نريدها أن تكون وجهة المسلمين.
وأضاف: أن هذا البرنامج لا ننظر إليه على أنه برنامج تسويقي أو اقتصادي بل الأهم أنه يتيح الفرصة للمسلمين بأن يتعرفوا على المملكة وبخاصة تاريخ المسلمين وراعية شؤون المسلمين ومستقبلهم، نريد أن نكسب الزائر المسلم وأن يرتبط ببلادنا قلباً وعاطفةً ومكاناً، وأن نعزز علاقاتنا مع شعوب الدول الإسلامية من خلال هذه الرحلات والزيارات.
وتابع سموه: المسلمون يأتون من أصقاع الدنيا وقد وصلهم الإسلام ويتوقون لمعرفة المواقع التي انطلق منها الإسلام ومرّت بها أحداث السيرة النبوية ومواقع التاريخ الإسلامي.
وختم سموه بالتأكيد على أن الإعداد لهذا البرنامج أخذ وقتاً طويلاً من تهيئة القطاعات التي لم تكن موجودة مثل منظمي الرحلات السياحية، والأدلاء السياحيين الذين عملنا على تأهيلهم وتطوير قدراتهم، كما تم استكمال جميع الترتيبات الأمنية والخدمية ليكون البرنامج مثمراً ولا يشكّل عبئاً إضافياً على الأمن والخدمات التي تتشرف المملكة بتقديمها للحجاج والمعتمرين.
وأعرب سموه عن شكره وتقديره للجهات المشاركة مع الهيئة في هذا البرنامج على دعمها وما وفرته من خدمات وتسهيلات لإطلاق البرنامج.
من جهته أشاد سمو الأمير خالد بن سعود بن خالد آل سعود مساعد وزير الخارجية عضو مجلس إدارة الهيئة ببرنامج «رحلات ما بعد العمرة» الذي يعد أحد البرامج الوطنية المهمة والذي يتميز بمشاركة عدد من الجهات فيه.
وقال في كلمته: «نحن في وزارة الخارجية اهتممنا كثيراً بهذا البرنامج، ومن أبرز الأسباب التي جعلتنا ندعم البرنامج والاستعجال في تنفيذه هي ما يصل الوزارة وممثلياتها في الدول من طلبات كثيرة من المعتمرين بأن يمكّنوا من زيارة مناطق المملكة، والاطلاع على مواقع التاريخ الإسلامي، والاطلاع على النهضة الحضارية في المملكة أو زيارة الأصدقاء أو حضور أنشطة أخرى، ووجدنا في هذا البرنامج المنظم فرصة لتحقيق هذه الطلبات وخدمة المعتمرين وبلادنا في آنٍ واحد».
بدوره ثمن معالي الدكتور أحمد بن محمد السالم وكيل وزارة الداخلية عضو مجلس إدارة الهيئة دعم الأمير سلطان بن سلمان ومتابعته الدقيقة والمستمرة للبرنامج، ناقلاً اهتمام ودعم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية للبرنامج.
وقال: «هذا البرنامج هو مثار للاعتزاز والفخر لكل المشاركين فيه، فهو يمثل فرصة فريدة للمعتمرين للاطلاع على المواقع التاريخية والحضارية في المملكة، وما تختزنه بلاد الحضارة والتاريخ من مواقع متميزة، ولاشك أن وزارة الداخلية ومسؤوليها يؤكدون دعمهم ومساندتهم لكل أعمال الهيئة التي حققت في زمن قياسي العديد من الإنجازات ونرى تواجداً لها في كل مكان، فقبل فترة لم نكن نسمع عن السياحة والآن مع تواجد هذا الجهاز القوي تحققت الكثير من الإنجازات للسياحة والتراث الوطني».
من جانبه أكّد الدكتور عيسى بن محمد رواس وكيل وزارة الحج لشؤون العمرة عضو مجلس إدارة الهيئة أن هذا البرنامج يمثل خطوة جديدة ومهمة مبنية على أسس علمية ومنهجية لخدمة المعتمرين.
وأضاف: «المملكة بلد يحوي كل ما يتمناه المسلم ومن المواقع التي يتمنى كل مسلم زيارتها، وقدوم الزائر بتأشيرة عمرة يستطيع من خلالها زيارة عدد من الأماكن الأخرى سيكون أحد المحفزات الأساسية لدعم جهود الدولة في مجال خدمة المعتمرين، خاصة وأن هذا البرنامج صمم بطريقة دقيقة وجيدة، نسهم في استفادة قطاعات كثيرة في الدولة واستفادة المواطنين وقبل ذلك تحقيق أمنيات المعتمرين وزيادة ارتباطهم ببلاد الحرمين الشريفين».
يشار إلى أن برنامج (رحلات ما بعد العمرة) يتمثل في تنظيم رحلات في مناطق المملكة يشارك فيها المعتمر بعد أدائه العمرة ليتمكن من خلالها من التعرف بشكل صحيح على التاريخ الإسلامي، وعلى البعد الحضاري للمملكة وتاريخها ونهضتها ودورها التاريخي في خدمة الإسلام والمسلمين ويلتقي خلالها ببعض أبناء الوطن مما يساهم في تكوين روابط قوية للمسلمين مع أرض الحرمين وقبلة المسلمين.
ويستفيد من البرنامج الزوار المعتمرين والقادمين تحت تأشيرات غير العمرة مثل: رحلات العمل، وحضور المؤتمرات، والمعارض والفعاليات الأخرى، ومواطني دول مجلس التعاون الخليجي، والمعتمرين من الدول التي سبق اعتمادها للسياحة الوافدة، وضيوف الدولة المعتمرين، والزوار من مختلف الدول، وركاب الترانزيت، ورجال الأعمال، وكبار الزوار من مختلف الدول الإسلامية (في مرحلة ثانية).