الجزيرة - غدير الطيار:
جاء ملتقى فطن التطوعي الأول محققا لأهدافه التي تمثلت في نشر ثقافة العمل التطوعي بين الطلاب والطالبات والاستفادة من ذوي الخبرات والأفكار التطوعية الناجحة في قيادة العمل التطوعي بالرياض، وإكساب المهتمين والراغبين من الطلاب والطالبات مهارات التطوع.
وقد عبر عدد من وكلاء وزارة التعليم وبعض من الاكاديميين عن ملتقى فطن التطوعي وأثره، حيث ثمن وكيل وزارة التعليم للمناهج والبرامج التربوية الدكتور محمد بن عطية الحارثي رعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية حفظه الله للملتقى التطوعي الأول لفطن.
وأكد الحارثي ان رعاية ولي العهد تأكيد لاهتمام الدولة رعاها الله للتعليم وأهله، مشيرا الى ان العمل التطوعي بلا شك يساهم في صقل مهارات وقدرات ابنائنا وبناتنا في كافة جوانب الحياة، كما أنه يعتبر استثماراً مباركاً لطاقات الشباب و استثمار أوقات فراغهم فيما ينعكس إيجابا عليهم بما يسهم ان شاء الله في الشخصية لدى المتطوع والمتطوعة وبناء مهاراتهم الشخصية والاجتماعية بدءا من ديننا الحنيف وصولاً بموروثاتنا الثقافية والاجتماعية.
وثمن الحارثي الجهود الكبيرة التي يقوم بها مركز فطن على كافة المستويات، مشيرا الى ان ما سمعه من مدير فطن عن التوسع في أعمالهم ومشاريعهم حتى بات عملهم يشمل اكثر من 23 ألف مدرسة.
فيما تجاوز عدد المتطوعين ثلاثة آلاف متطوع كما اثنى الحارثي على التفاعل الكبير من قبل الجهات العارضة وقال ما شهدته في المعرض من تقديم للأعمال التطوعية على كافة الاصعدة والتي تعكس اهتمام ابناء وبنات المملكة يالعمل التطوعي. واختتم الحارثي حديثه بالشكر للمولى عز وجل ثم لولاة الامر حفظهم الله على دعمهم اللامحدود لابناء وبنات الوطن، كما تقدم بالشكر لوزير التعليم الدكتور احمد العيسى على دعمه للعمل التطوعي والمتطوعين.
ومن جانبه أكد سعادة المهندس يونس بن عمر البراك وكيل وزارة التعليم للمباني على أهمية البرنامج الوقائي (فطن) والذي يعد من أكبر البرامج أهمية لحماية هذا الجيل ووقايته من المهددات الأمنية والاجتماعية والثقافية والصحية والاقتصادية التي تحيط به.
(فطن لجيل آمن) شعار هذه المرحلة الحرجة والتي سيطرت فيها التقنية على العالم لتجعله قرية صغيرة من خلال برامج التواصل الاجتماعي، مما يؤكد أهميته ليكون سداً منيعاً عن دخول الأفكار الهدامة لشبابنا.
واعتبر المهندس البراك أن هذا البرنامج من البرامج النوعية التي تقدمها وزارة التعليم بالتعاون مع وزارة الداخلية والجهات الحكومية الأخرى، وسيكون لها الأثر الكبير على احتضان ووعي الشباب في المرحلة القادمة.
وأشار أن هذا البرنامج استمد اسمه من حديث النبي صلى الله عليه وسلم (المؤمن كيِّس فطن) وهي دعوة ليكون المؤمن محيطاً بما يجري من حوله من أحداث وأن لا ينساق خلفها دون أن يعرف مآلها وأن يكون ذكياً واعياً مدركاً لما يرادُ منه.
وبين سعادته أن (فطن) جاء لتعزيز الثقة والهوية والانتماء والمهارات الشخصية والاجتماعية ومواجهة المهددات الأمنية.
واختتم سعادة المهندس البراك حديثه أن البرنامج سيكون له أثر على المدى القريب بإذن الله وكذلك المدى البعيد، وانه يمثل نهج المملكة العربية السعودية وقيادتها حفظهم الله ورسالتها للعالم (فطن لجيل آمن).
ومن جهته قال د/يوسف بن احمد العوهلي المشرف العام على تقنية المعلومات: برنامج فطن هو برنامج وطني يسعى لتنمية المهارات الشخصية والاجتماعية للطلاب والطالبات لإعداد جيل مؤكدٍ لذاته واثقٍ بنفسه منتمٍ لوطنه وأمته، فخورٍ بولاة أمره. نشأ برنامج فطن بسبب الحاجة الملحة لوجود برنامج وطني وقائي يسعى من خلال خطته الاستراتيجية والتدريبية والاعلامية أن يكون الاول وقائيا محليا وإقليميا.
وأضاف العوهلي أنه أطلق البرنامج الوقائي الوطني فطن ضمن خططه الملتقى التطوعي الأول وذلك تحت شعار (جيل فطن.. يبادر بالتطوع) وهدف الملتقى لنشر ثقافة العمل الخيري والتطوعي بين أبناء الوطن من طلاب وطالبات وتعزيز روح الانتماء للوطن الغالي مع ترسيخ التواصل الإنساني من خلال المُلتقى الذي يعد وسيلةً مثلى لتعزيز الانتماء الاجتماعي ومبادرات التطوع واستثمار طاقات أبنائنا الطلاب وأوقات فراغهم في بناء مهاراتهم الشخصية والاجتماعية لتحصينهم ذاتياً وفكرياً، ولوقايتهم من آفة المخدرات والسلوكيات الخطرة والأفكار المنحرفة.
وأبان العوهلي سعي الملتقى إلى الاستفادة من ذوي الخبرات والأفكار التطوعية الناجحة في قيادة العمل التطوعي، وذلك من خلال إقامة ورش عمل وفعاليات لإكساب المهتمين والراغبين من الطلاب والطالبات بعض مهارات العمل التطوعي.
كما يستعرض الملتقى بعض التجارب الناجحة في مجال تقديم الخدمات التطوعية على المتطوعين ويتطلع إلى غرس قيم الوطن والمواطنة في نفوس الطلاب والطالبات من خلال الأعمال التطوعية. وأوضح العوهلي أن برنامج فطن نجح في وقت قياسي بأن يكون له تأثير وطني بشكل فعَال حيث بلغ عدد المتقدمين في الملتقى التطوعي الأول ضمن البرامج الموجهة للشباب 320 مبادرة تم قبول 40 مبادرة في مجالات اجتماعية وخيرية وفكرية واقتصادية وإغاثية ومنها ما هو توعوي.
كما أن برنامج فطن تم تفعيله في 23 ألف مدرسة وتكامل 13 ألف مدرب بالإضافة إلى تأسيس 23 ألف مركز إعلامي مدرسي ينشرون جميعهم إيجابية الوطن ورسالة التعليم الدينية والوطني.
وفي ذات الشأن أوضح مدير تعليم الشرقية الدكتور عبدالرحمن المديرس، بأن برنامج (فطن) يحظى بدعم واهتمام من القيادة الرشيدة أيدها الله، ومتابعة شخصية من معالي وزير التعليم، هو برنامج وطني وقائي للطلاب والطالبات من آفة المهددات الاجتماعية والثقافية والتقنية وغيرها، فاليوم نحن في زمن الجودة والإبداع فالبرنامج فريد من نوعه باعتباره برنامجا وقائيا في المقام الأول ومكملا لجهود وزارة التعليم في تربية وتعليم الناشئة، فهو لا يقف عند التعليم فحسب بل يشمل جميع شركاء هذا الوطن، فنحن على مقربة من موعد التحول لمجتمع المعرفة بدعم قيادتنا الرشيدة أعزها الله، وهو ان تكون المملكة بمنتجاتها وخدماتها معياراً عالمياً للجودة والإتقان في عام 1444هـ من خلال بوابة الجودة الشاملة.
وأشار إلى أن الرعاية التي يلقاها برنامج «فطن» تأتي من واقع الشعور بالمسؤولية الوطنية تجاه هذا الوطن , وإسهاماً في بلورة الأفكار البناءة التي تدعم كل منتج وطني، وبلا شك فستعود على أبنائنا وبناتنا بالنفع من خلال جملة من الأهداف لاكساب الطلاب والطالبات وأسرهم والعاملين في الميدان التعليمي المهارات الشخصية والاجتماعية التي تجعلهم قادرين على التعامل مع مستجدات العصر في اطار تعاليم ديننا الحنيف والأهداف الوطنية.
وأضاف بأن البرنامج منذ إطلاقه ساهم في حماية أبنائنا الطلاب وبناتنا الطالبات من الانحرافات السلوكية، وفقاً لشموليته وتعدد محاوره التي ركزت بالدرجة الأولى على تنمية المهارات الشخصية للأبناء والاجتماعية من خلال التفكير الناقد والتواصل والحوار والذكاء الوجداني والعاطفي، وصولاً لإدارة واستثمار أوقاتهم بما يعود عليهم بالنفع، وهذه جميعها ستمكن أبناءنا من صقل شخصياتهم بشكلٍ سوي وواثق ونافع وتوظيفها بالشكل الذي يخدم دينه ومليكه ووطنه.
وقال الدكتور جارالله بن مبارك السنيدي خبير الاستشارات في المسؤولية المجتمعية وعضو في مجلس عمادة الأعمال التطوعية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ونائب مدير ادراة الأبحاث والتطوير في كلية الملك فيصل الجوية: انه لمن دواعي سروري أن أكون في الملتقى التطوعي الأول لفطن هذا البرنامج الذي يسابق الزمن في إيجاد جيل من الشباب يتمتع بقدرات ومهارات علمية ومتحملا لمسؤولياته تجاه نفسه وأسرته ومجتمعه ووطنه ومشاركا فعالا في عملية التنمية، وقد حاز برنامج فطن سبق الريادة من خلال المبادرات الطلابية في التقديم والعمل والإنجاز، ونحن نفخر في هذا الملتقى الذي عطر سماء الوطن بالعطاء والسعادة والصحة والصدقة والمعرفة والمهارة وتعزيز الانتماء والتمكين والاستدامة والتنمية، والتي استطاع ان يعكسها اولئك الفرق التطوعية في الملتقى الذي حول من خلال برنامج فطن المتطوعين لأصحاب عطاء وسمو، فهم يعطون أولا ثم يأخذون لاحقاً.
وقد ظهرت المدرسة لنا في الملتقى في طريقة ابداعية وهي طريقة تدريس تربوية التعلم عبر الخدمة بحيث تدمج الخدمة فيها عبر منهج المدرسة بشكل يعزز التعليم، وفي الوقت نفسه يؤمن خدمة حقيقة للمجتمع ونحن أبناء هذا الوطن الغالي فخرنا بهذا العطاء وقد عكس الإعلام دوره على إبراز منظومة قيمية تعكس المبادرات التطوعية والمشاركة المجتمعية والعمل الجماعي في اتجاه الصالح العام من خلال تسليط الأضواء على مبادرات متميزة تطوعية بهدف إبراز مردود العمل التطوعي.