قَد انْتَظَرْتُكِ حَتَّى لَمْ أَجِدْ زَمَنَــا
يَكْفِي أُوشْوِشُ فِيْكِ الشَّوقَ وَالشَّجَنَـا
قَد افْتَقَدْتُـكِ إِحْسَاساً يُحَدِّثُنِي
بِمَا تَخَيَّلْتُه إِذْ طَافَ بِي فَدَنَـا
حَتَّى وَجَدْتُكِ فِي رُوحِي يُجَادِلُنِي
فِيْكِ الشُّعُورُ مُعَانَاةً نَفَتْ وَسَنَـا
فَاللَّيْلُ يُغْرِي مُعَـانَـاتِـي بِهَـدْأَتِـه
وَفِيْه أُغْرِقُ فِي إِيْحَائِهَا البَدَنَـا
وَأَمْلَأُ النَّفْسَ إِيْقَاعاً يَفِيْضُ بِهَا
شِعْراً أُحَفِّزُ فِيْه العَيْنَ وَالأُذُنَا
وَأَرْكَبُ البَحْرَ أَمْوَاجاً تُحَرِّكُهَ
مَشَاعِري فَهْيَ فِيْه قَدْ غَدَتْ سَفِنَـا
عُودِي إِلَيَّ وَمُدِّي لِي إِلَيْكِ يَداً
تَشُدُّ مَا انْهَارَ فِي قَلْبِي وَمَا وَهَنَـا
إِنْ كَانَ يَعْنِيْكِ حُزْنِي مِنْ مُكَابَدَتِي
يَا مَنْ تَرَى رَسْمَهَا فِي مُهْجَتِي عَلَنَا
فَخَفِّفي بَعْدُ فِيَّ الحُزْنَ وَابْتَسِمِي
فَفِي ابْتِسَامَتِكِ الدُّنْيَـا تُضِيْءُ سَنَـا
ضَاقَتْ عَلَيْه أَمَانِيْه بِظُلْمَتِهَا
مَأْسُورَةً بِأَمَاسِيْـهَـا لَهَا وَلَنَـا
إِذَا تَوشَّحَـت الأَيَّامُ بَسْمَتَهَـا
فَسَوفَ تَنْشُرُهَــا عَبْرَ الزَّمَانِ مُنَى
وَتَحْتَفِي البِيْدُ فِي إِيْقَاعِهَا نَغَماً
يَطُوفُ فِيْهَ صَدَاه الرِّيْفَ وَالمُدُنَـا
يَا مَنْ مَشَاعِـرُهَـا تَنْدَاحُ خَائِفةً
مِنْ أَنْ يَرَاهَا عَذُولٌ يَنْشُرُ الفِتَنَا
تَحَصَّنِي بِشُعُورِ الشَّوقِ وَالْتَحِفِي
مَشَاعِرِي فَأَنَـا شَوقُ الشُّعُورِ أَنَا
نَبْضِي بِتَيَّارِه يَسْرِي بِأَورِدَتِـي
حَتَّى إذَا طَافَ فِيْهَا اجْتاَزَهَا فَرَنَا
رَنَا إِلَيْكِ بِإِحْسَاسٍ يُوَجِّهُه
إلَى فُؤَادِكِ مُنْسَاقـاً وَمُقْتَرِنَا
فَإِنْ شَعُرْتِ بِه يَأْتِيْكِ مُتَّجِهاً
رُدِّيْه كَيْمَا يَعُود النَّبْضُ مُتَّزِنَا
فَالقَلْبُ يَنْبُضُ إِيْقَاعاً بِدَورَتِه
لا تَتْرُكِيْه بِمَا يَرْوِيْه مُحْتَقِنَا
وَلْتُشْعِـرِيْـه بِشِعْرِي فِي مُسَامَرَةٍ
نَجْـدِيَّـةٍ يَتَمَـنَّـى هَمْسَـهَـا سَكَنَـا
فِي اللَّيْلِ يَرْوِي الغَضَا آهَـاتِهَـا أَمَلاً
يَشْدُو بِه كُلُّ مَا يَسْتَـوطِـنُ الفَنَـنَـا
فَيَطْرُدُ الخَوفَ مِنْ أَعْمَاقِ مَنْ عَشِقُـوا
فَيَنْشِرُونَ الجَوَى فِي غَيْرِهِمْ مُـؤَنَـا
حَتَّى إِذَا اسْتَيْقَظُوا بَوحاً بِذَائِقَةٍ
قَدْ مَسَّهَا أَلَمٌ بِالأَمْسِ مَرَّ هُنَا
مَضَوا لِسَاحَتِهِمْ يَسْتَشْرِفُونَ غَداً
شُعُورَ شَاعِرِهِمْ شَوقـاً إِذَا أَذِنَا
فَعَادَ يُنْشِدُهُمْ لَيْلاً مَشَاعِرَه
فَالكُلُّ فِي شُرُفَاتِ الشَّوقِ قَدْ أَمِنَا
إِنِّي انْتَظَرْتُكِ عُودِي فِي مَسَامَـرَتِـي
لا خَوفَ مِنْ عَاذِلٍ يَطْوِي لَهَا الزَّمَنَا
- د. عبدالرحمن بن عبدالله الواصل
7 / 7 / 1437هـ