تائهٌ وسطَ الدياجي المُظلِمَة
تعتريني الذكرياتُ المؤلِمَةْ
كُلَّما حاولتُ عنها سُلوةً
عادت الذِكرى شجىً مُضطرمَةْ
سائرٌ .. والدربُ صعبٌ مُوحِشٌ
هائمٌ.. والليلُ يُخفي أنجُمَهْ
أرتجي بارقةً من أملٍ
تُسعِدُ القلبَ.. وتُطفي ألمَهْ
أستقي الهمَّ.. فيُروي أضلُعَاً
تعشقُ البُؤسَ.. وتهوى أشأمَهْ
يحتويني اليأسُ في دوَّامَةٍ
فنسيمُ الصُّبْحِ عصفٌ قاتلٌ
في زواياً مُظلِمَاتٍ مُعتِمَةْ
وسكونُ الليلِ حولي دمدمَةْ
هذهِ الدنيا.. ذُهُولٌ مُسْكِرٌ
عَجَبٌ أيَّامُها المُنصَرِمَةْ
تمنحُ الأحمقَ أسبابَ العُلا
وينالُ المجدَ فيها شِرذِمَةْ
تُبصِرُ المَظلومَ فيها ظالِماً
وترى الحُرَّةَ في ثوب أمَةْ
كَم شُجَاعٍ مَاتَ قهراً وأسىً
وجبانٍ نالَ أعلى الأوسِمَةْ
كُلُّ حُبٍّ صادقٍ أُحجيَةٌ
لم يُقَدَّر للفتى أنْ يَفْهَمَهْ
لم يزلْ نهرُ الهوى يجري على
ضِفَّة الذكرى.. فيُرويها دَمَهْ
كانَ هذا الكونُ يشدو باسماً
في حناياهُ.. ويُحيي حُلُمَهْ
فانقضتْ في لَمْحةٍ كُلُّ المُنى
غيرَ دمعٍ.. وبقايا جُمْجُمَةْ
- د. عمر بن عبدالعزيز المحمود