أمس وأنا أتابع نشرات الأخبار بالتلفزيون السعودي، وأشاهد استقبال جلالة الملك محمد السادس بالرياض عادت بي الذاكرة إلى ما قبل 41 سنة أثناء وفاة جلالة الملك فيصل -رحمه الله عليه- توافد على المملكة جموع المعزين من أنحاء العالم ومن ضمن الوفود ولي عهد المملكة المغربية الأمير محمد بن الحسن، وكان عمره اثنتي عشرة سنة، وكنت المرافق العسكري له بحكم عملي ضابطاً بالحرس الملكي. وكان والده الملك الحسن الثاني -رحمه الله- يعلمه ويهيئه لتولي العرش من بعده، وقد لاحظت على هذا الشاب الصغير نبوغه وإدراكه لفهم أنظمة البروتوكول الرسمية رغم صغر سنه. وبالأمس كنت أشاهد جلالة الملك محمد السادس وقد أصبح ملكاً للمملكة المغربية بعد وفاة والده الحسن الثاني وعمره قد تجاوز الخمسين عاماً.
وقد استفاد من مجلس والده الشيء الكثير من حفظ القرآن والأحاديث النبوية ومجالسة العلماء وعلماء الدين والأدب والسياسيين، فقد كان مجلس والده -رحمه الله- (جامعة) تعلم هذا الابن الذكي كيفية إدارة أمور الدولة، وكان والده يبعثه لتمثيل المغرب في المؤتمرات والاحتفالات الرسمية داخل وخارج المملكة المغربية، أكسبت هذا الابن الشاب الخبرة والمعرفة التي هيأته لتولي الملك بعد وفاة والده -رحمه الله-. وهاهو جلالة الملك محمد السادس يتولى عرش المملكة المغربية ويسير بها إلى بر الأمان على النهج الذي رسمه له والده رغم الأحداث التي تمر بها الدول المجاورة، وهذا يدل على حنكته وخبرته بالحكم.
وبالمناسبة فقد كلّفت أيضاً قبل عشرين سنة أثناء زيارة والده الملك الحسن الثاني إلى المملكة بدعوة خاصة من الملك فهد رحمهما الله جميعاً، وكنت أنا أيضاً المرافق العسكري له من الحرس الملكي خلال مدة الزيارة التي زار فيها مدينة جدة، ومكة المكرمة، وطاف بالبيت الحرام، وزار المدينة المنورة وسلم على الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- وصحابته الطاهرين ،ثم زار مدينة تبوك، وكان الملك فهد مهتما به شخصياً وبهذه الزيارة ويتابع برنامجه إذ كان بين الملِكَين علاقات محبة وحميمية وعلاقات شخصية قوية.
رحم الله خادم الحرمين الشريفين الملك فهد ورحم الله جلالة الملك الحسن الثاني وأسكنهما فسيح جناته وأمد الله بعمر جلالة الملك محمد السادس وألبسه الله ثوب الصحة والعافية، وأدام الله على المملكة العربية السعودية والمملكة المغربية الأمن والاستقرار.
- اللواء متقاعد/ منصور محمد المالك