وصف الناقد الدكتور محمد الربيع رحيل المؤرخ والأديب عبدالله الصالح العثيمين بأنه خسارة كبيرة، على عدة مستويات يأتي في مقدمتها المستوى العلمي، ثقافيا وأدبيا، وفكريا وعلميا مسهما في ذاكرة تاريخنا الوطني، إلى جانب مستوى خسارة فقده اجتماعيا لكل من عرفه.
وقال الربيع: نتقدم بالتعزية إلى الوسط الثقافي والأدبي في المملكة في وفاة الدكتور عبدالله العثيمين، وهو الذي يعد قمة من القمم في تاريخ المملكة، ومما يؤسف له أن مشهدنا الثقافي الوطني فقد قامتين في عام واحد هما: الدكتور عبدالله العثيمين والدكتور عبدالله الشبل، إذا يعد العثيمين قامة تاريخية قدمت الكثير من الإسهامات المختلفة، فيما يجعلني أتحدث عنه في هذا الجانب مؤرخا.
أما عن الفقيد العثيمين «أديبا» قال الربيع: إذا نظرنا إلى العثيمين بوصفه باحثا أدبيا، أو لكونه شاعرا، ففي الحقيقة أن عبدالله العثيمين منذ نشأته، ومنذ إجادته في بداياته الشعر نجده شاعرا وطنيا، وشاعرا عروبيا لديه حسه الخاص في الإحساس بآمال وآمال أمته العربي بشكل عام، ووطنه المملكة العربية السعودية بشكل خاص.
وعن هذا النهج الوطني في جوهره العروبي في فضائه لدى الفقيد العثيمين – رحمه الله مضى الربيع قائلا: لهذا نجد أن شعر العثيمين الوطني يمثل جذوة متوقدة منذ بدايات قوله الشعر إلى آخر من نظمه من قصائد، فهو دائما مع الوطن في أحداثه.. وأفراحه.. وأتراحه.
وفي هذا السياق المنهجي الأدبي لدى العثيمين قال الربيع: إضافة إلى هذا فالرجل لديه صفات عجيبة فهو صاحب موقف صلب في مواقفه الوطنية، إلى جانب كونه في المواقف الاجتماعية رجلا مرحا.. فكها.. ذا دعابة.. وطرف.. محب لأصدقائه، مما يجعلك تقف أمامه بإعجاب لكونه المؤرخ العلم، والأديب الفذ.. كيف له أن يجمع كل هذه الصفات في شخصه، إذ كان صاحب قدرات نادرا ما تجتمع في شخصية بهذا التعدد وهذه المحاسن، مختتما حديثه بالدعاء لفقيد المشهد الثقافي بالمغفرة والرحمة ولأهله وذويه ومحبيه بالصبر والسلوان.