كنا نجلس في مكان واحد، وبجوار بعضنا بينما لم تتفوه بكلمة واحدة، وكانت مبتسمة طوال الوقت!
قُدّمت لنا القهوة العربية والحلوى، وهو بين يديها لا تنفك عنه، تداعبه بصمت وخجل.
فتارة تضحك بصوت ملفتٍ، وتارة تقطب جبينها، ويتضح القلق بين عينيها، وفي تعابير وجهها.
يظنها القريب تحدث نفسها، والبعيد أصيبت في عقلها!
إنها تُطالعه بغرام، وتمسح على وجهه باهتمام، وقد ينام في حضنها بينما ترتشف قهوتها.
إنها لا تذكر شيئاً مما يقال في المجلس، ولا تعلم كم عدد الحاضرات، فاقدة للوعي في حضرته، قليلة التركيز.
حريصة على لقائه وتقليب النظر فيه كل لحظة.
شوقها يزيد بعدد مرات التنبيه الذي يصدره لها.
إنها تتحدث من خلاله وتثرثر كثيراً، بينما لا تزال صامتة في المكان، وتنظر لساعتها مستعدة للخروج لإتمام محادثاتها الصوتية والمرئية التي لم تستطع لكثرة الناس إجراءها.
وتمر أيامها متشابهة، لا يعرفها الناس، قليلة الكلام، مشغولة به وبالتصوير في كل مكان!
إنما هو حبيبها الذي لا تنام حتى توصله بالشاحن لتضمن بأنها ستصحو على صوته كل صباح.
- نص/ أمل عبدالله القضيبي