في السابق..
يحكي لنا آباؤنا وأجدادنا بأن حياتهم كانت قاسية من حيث: صعوبة الحصول على لقمة العيش، ومحدودية الوظائف، وكثرة تفشي الجهل.. إلخ.
إلا أنهم كانو يمتازون بالبساطة، وحبهم وخوفهم على بعضهم بعضا، والتكاتف والتعاون فيما بينهم.
فالجار يزور جاره ويعتبره من أهله.
والصديق يسأل عن صديقه ويعده كأخ له.
بصرف النظر عن الجنسية، والفكر، والمذهب، والديانة.
أما الآن..
فنحن في عصر مليء بالنعم والخيرات ولله الحمد، وتنوع الفرص الوظيفية، وانتشار العلم في المدن والقرى..إلخ.
إلا أننا نعاني من ضعف في التواصلات الاجتماعية سواء مع أقاربنا أو مع الجيران والأصحاب!.
وانقسمنا إلى صنفين هما:
صنف من الناس يحكم عليك من خلال مظهرك الخارجي (من باب الفراسة كما يزعمون).
فإن كنت حليق اللحية والشارب فأنت (ليبرالي أو علماني).
وإن كنت ملتحيا فأنت (وهابي).
وصنف من الناس يحكم عليك من خلال فكرك وتوجهاتك (من باب المراقبة والتصيد)
ولم يكتف هؤلاء الناس بهذه الفراسة العفنة والتصيد الخاطئ، بل تمادوا إلى أن دخلوا في معرفة نوايا الأشخاص!.
لذا نتج في مجتمعنا عدة تصنيفات (تفرق ولا تجمع)، (تضعف ولا تقوي)، ومنها:
أنت ليبرالي
أنت وهابي
أنت جامي
أنت علماني
وغيرها من التصنيفات التي تمزق المجتمع الواحد إلى أشلاء.
فإذا كنت من نفس صنفه فأنت صديقه، وإن لم تكن كذلك فأنت بالتأكيد عدوه.
ويستمر مسلسل الحرب بين هؤلاء التصنيفات في قنوات التواصل الاجتماعي كتويتر وفيس بوك وغيرها.
فأصبحت ترى بعينيك السب والقذف بين هؤلاء الأصناف أمام الملأ وبلا استحياء.
وكل يرى نفسه هو الصحيح.
مع العلم بأنهم جميعا مسلمون يشهدون (أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله)!.
ختاما..
الوطن يقود الحرب خارجيا لحفظ وحدة الأمة الإسلامية، وهناك أشخاص يقودون الفتن داخليا لزعزعة أمن واستقرار الأمة الإسلامية!!.
فهلا استوعبنا ذلك.