تتسارع في عصرنا هذا أحداث الحياة حتى إن بعض الناس لم يعد في استطاعته أن يساير متطلبات وحاجات الزمن الذي يعيشه، الأمر الذي جعله يخضع لـ»ضغوط الحياة» ويستجيب للعديد من مظاهر الاضطرابات النفسية المختلفة، من قلق وخوف واكتئاب وفي النهاية قد ينتحر ليتخلص من تلك الضغوط، وهذا ما نقرأه ونشاهده في وسائل الإعلام من حين لآخر. وآخرون يتخبطون في مواجهة الكثير من أمورهم الشخصية والعلمية والعملية والأسرية، فأصبحنا نرى ونلحظ في كل يوم الكثير من هؤلاء الضحايا الذين أقعدتهم الهموم والغموم، وأشغلتهم الوساوس، وعذبتهم الهواجس، حتى أضنت أجسامهم، وأضعفت قواهم، فأصيب كثير منهم بالأمراض العضوية المختلفة كأمراض القلب والقولون وقرحة المعدة وضيق التنفس وارتفاع الضغط، ونحن نعلم جميعاً أننا في هذه الدنيا نتعرض للمصائب وتقلبات الزمن وبهذه الأحداث يجدد الإنسان صدق نيته ورغبته في الصمود مؤكداً ثقته بالله عز وجل، فالإنسان عندما يتعرض إلى تلك الضغوط والتعب في حياته سواء كانت اجتماعية أو عملية ماذا يجب عليه أن يفعل؟؟؟ سؤال أطرحه على الجميع؟؟ ترى ماذا تكون الإجابة بعضهم يقول أفعل كذا وأحاول أجد طريقة لكي أحقق ما أريده فيكون عنده العزيمة والإصرار لكي يصل وهذا عند الكثير متجاوزاً جميع الضغوط التي تعيقه بينما في المقابل هناك من يستسلم ولا يحرك ساكناً وتنقلب حياته إلى كآبة وقلق، ولكنني أريد أن أوضح للجميع كيفية التعامل مع الضغوط بجميع أنواعها والتعايش معها بحيث نتخذ خطوات نسير عليها أولا لابد من تحديد مصدر الضغط ونوع المشكلة، وكذلك تنظيم أسلوب الحياة بحيث نقلل من الضغوط وذلك بتوضيح أهداف وتوقعات حقيقية، وأن نلتفت إلى قدراتنا ونستخدمها بأقصى ما نستطيع.
ومما يخفف الضغط علينا المرونة فحتى أفضل الخطط يمكن أن تنحرف عن مسارها وتعلم أن تتغلب على ما هو غير متوقع وان تتكيف مع الظروف.
ولا بد للمرء من ضبط خطواته وإعطاء نفسه وقتاً كافياً لإنجاز الأهداف الممكنة بحيث لا تعمل بلا سقف أو هدف أو خطة محددة: ضع أهدافا مكتوبة وواقعية مع قليل من التحدي, ولا تعمل بلا هدف حيث ستتحول إلى طاقة مهدرة بلا وجهة أو بوصلة تحدد الاتجاه, مع التركيز على تقسيم الأهداف الكبيرة والإستراتيجية إلى عدة مراحل, وعندها سوف يتحقق المراد ودائماً تذكر أن الناجحين ينفقون 80% في التخطيط و20% في التنفيذ.
وحاول أن تحارب القلق والتوتر والخوف بالثقة واليقين: وأريد أن نرشد الجميع إلى الحرص على الاسترخاء وممارسة الهوايات الخفيفة والنوم المبكر والغذاء الصحي, والتعرف على نقاط ضعفك وعاداتك السيئة وعلاجها عن طريق البرامج التدريبية المتخصصة والقراءة والاطلاع ومجاهدة النفس. كذلك البحث عن التنوع الذي يبقيك في حالة حماسة وتجدد. دائماً كن مع الناس الإيجابيين الذين يزرعون فيك الحماس والتشجيع كل ذلك من أجل البقاء في حياة سعيدة مطمئنة.
أمل وتجدد وعطاء يصل بك أيها الإنسان إلى حياة وردية متفائلة تحقق الأمان لك، حقيقة لابد أن أشير إلى أمر مهم وهو الأساس في التغلب على ضغوط الحياة ألا وهو الصبر؟ وما أدراك ما الصبر؟؟ علاج سحري تظهر نتائجه فور التحلي به فالصبر خلق إسلامي كريم هو أساس الالتزام بأوامر الله تعالى، واجتناب ما نهى عنه، وقد حثنا الله سبحانه وتعالى عليه في جميع أمور حياتنا ووعد الصابرين الأجر الجزيل في الدنيا والآخرة.
فالمؤمن لا يسأل الله الصبر بل يسأله العافية في الدنيا والآخرة، فعن معاذ بن جبل قال سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا وهو يقول اللهم إني أسألك الصبر فقال (سألت الله البلاء فسله العافية)[18] وذلك لأنّ الصبر مترتب على البلاء، فلا يسأله المؤمن إلا عند داعية أمّا قبله فلا، وإنما يسأله العافية في الدين والدنيا.
وللصابر ثَوَابُ عندما يصبر وَيحْتَسبَ يجد ما يسره من رب العالمين، وكفى الصابرين جزاء بشرى الله تعالى لهم بقوله {وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ} (البقرة، 155) وكفاهم قدرا أن الله وعدهم بالبشرى منه عز وجل بأن يحقق لهم ما يريدون فهنيئاً لكل صابر على ما أصابه من ضغوط أثرت عليه ولكنها زادته عزيمة وإصرارا نعم كل ذلك من أجل العيش في سلام داخلي وخارجي محاولين التمتع بالحياة والتخطيط للمستقبل بثقة وأمل. هكذا يكون الأمل هكذا يكون مواجهة ضغوط الحياة ألستم معي في ذلك؟؟؟ ضغوط أتعبتنا..؟ حق لنا أن نقف صامتين أمامها لكي نبدع؟ لكي نبقى؟ لكي نصل ؟من أجل الحياة والعيش على أرض الوطن بسلام وأمان وأكرر دائماً (دمت يا وطني شامخاً).