هذه الشهادة الفخرية التي منحت لملكنا خادم الحرمين الشريفين (سلمان بن عبدالعزيز) شهادة الدكتوراه في الدراسات التاريخية والحضارية من هذه الجامعة التي عمرها تجاوز الخمسين سنة، التي بدأت بكليات متواضعة حتى أصبحت من أعرق الجامعات في تخصصاتها المختلفة (الأدبية والاقتصادية والسياسية، والقانونية، والاجتماعية، والطبية والهندسية، والتاريخية، والإسلامية والرياضية)، فهذه الجائزة لم تمنح له -حفظه الله ومتعه الله بالصحة والعافية- من فراغ، فهو يعتبر ضليعا ومرجعا تاريخيا للجزيرة العربية بكاملها من حيث تاريخ هذه الجزيرة ومواقعها التاريخية وتضاريسها وسكانها الذين يسكنونها من بادية وحاضرة ومسميات هذه القبائل من حيث فروعها وأصولها، وذلك من خلال احتكاكه -حفظه الله- بهذه القبائل لدرجة أنه يعرف أسماء شيوخ هذه القبائل وما حدر من أسماء منهم، وقد وقف -رعاه الله- كما فهمت على هذه التضاريس ومواقعها فهو جمع بين الاطلاع على آلاف الكتب والمخطوطات، وإن مكتبته تحمل نحو (60) ألف عنوان قبل أن يهديها (إلى دارة الملك عبدالعزيز، كما فهمت إن لم تخني الذاكرة)، فهو -متعه الله بالصحة والعافية- ملم بهذا التاريخ، وقد يتعدى فهمه لهذا التاريخ إلى مناطق أخرى غير منطقة الجزيرة العربية، خاصة المناطق العربية، أما ما يخص منح هذه الشهادة الفخرية في الدكتوراه للدراسات الحضارية فحدث ولا حرج، فهو عرف الحضارة منذ أن كان ملازماً وملاصقاً لوالده مؤسس الدولة السعودية الثالثة عام (1319هـ) وموحد هذا الكيان الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ورجاله الأشاوس العظماء عام (1351هـ)، عليهم سحائب المغفرة والرحمة -إن شاء الله-، فقرأ وحفظ ودرس واطلع على حضارة العالم العربي والإسلامي، إضافة إلى الحضارات العالمية الأخرى فأول هذه القراءة قراءة القرآن الكريم وحفظه، فهذا ساعده على معرفة الحضارات السابقة ومواقعها وسكانها من البشر التي ذكرت في هذا القرآن الكريم، وزاد من ذلك اطلاعه على الكتب والسير والمخطوطات التي توضح وتبين وترصد الحضارات السابقة كما قلنا الحضارات التي قبل الإسلام والحضارات التي بعده سواء كانت عربية أو إسلامية أو عالمية فهو -رعاه الله وحفظه- يمتلك خاصية عبقرية في الذكاء وذاكرة وحسا لا يشيب ولا يغيب، وقد لمست هذا بنفسي حتى ولو بعد سنين طوال زاده الله من ذلك ما شاء الله وتبارك عليه فكان كما قرأنا وشاهدنا بعض الصور أنه دائماً ملاصقاًوالده بالصورة ويسمع ويتحدث مع الوفود التي تقابل والده -رحمه الله وأسكنه فسيح جناته- من وفود داخل المملكة ووفود خارجية من عرب وعجم ووفود إسلامية، حيث تحضر هذه الوفود للتشاور مع والده الذي يأخذ ويعطي مع هذه الوفود والبعض الآخر من هذه الوفود تحضر لتأخذ مشورته -رحمه الله وعفا عنه إن شاء الله-، فكان -حفظه الله ومتعه الله بالصحة والعافية- يصغي وينتبه ويخزن في دماغه كل شاردة وواردة فيما يدور بين والده وهذه الوفود وقد يشارك في هذا الحوار.
وهذا مكّنه من أن يلم بالتاريخ وبعض الحضارات القديمة والحديثة، خاصة العالم العربي والإسلامي، وزاد من هذا -كما قلنا- اطلاعه على آلاف الكتب والمخطوطات والدراسات بهذا الشأن على مدار أكثر من ستين سنة، بحيث أصبح مرجعاً لكثير من الدراسات التاريخية والحضارية، فعند فتح الحوار والنقاش حول هذا التاريخ وهذه الحضارات تجده -حفظه الله- يبادرك ويحاورك بما يطرح ويدخل مع المفكرين وأساتذة الجامعات في حوار مطول وواقعي يعتمد على حقائق موضوعية لدرجة أنك قد تقول إنك أكثر من مفكر وأستاذ جامعة وليس أمام رجل في قامة (الملك سلمان) وقد شهد له بذلك مفكرين وأدباء وأساتذة عالمياً شهد له بذلك القاصي قبل الداني في معرفته للتاريخ والحضارة فهذه الشهادة الفخرية (في الدكتوراه) ليس من السهل الحصول عليها من قبل كل شخص إلا من هو في قامة الملك سلمان في المعرفة والدراية في جميع مناحي الحياة، اللهم احفظ بلادنا من كل شر ومكروه وارزقنا شكر نعمتك التي أنعمت بها علينا، وأولى هذه النعم نعمة الإسلام والأمن والاستقرار ورغد العيش والله من وراء القصد.