الجزيرة - أحمد المغلوث:
الأيام تجري بسرعة ونحن نجري معها.. وبسرعة تأتي العطلة الأسبوعية التي ينتظرها الملايين من البشر وعلى الأخص الموظفين والموظفات والعاملين في مختلف القطاعات. والانتظار هنا ليس من أجل الراحة والاسترخاء أو حتى الخلود لساعات أطول في النوم.. ولكن هناك من ينتظرها للقيام بإنجاز أعمال قام بتأجيلها حتى أيام العطلة.. فإذا كان موظفاً وملتزماً بعمله ومسؤولياته فلا تتاح له فرصة تنفيذ ما يحتاجه منزله من خدمات صيانة طارئة، وما أكثرها في هذا الزمن الذي لا تتم فيها الأعمال بالصورة الكاملة.
فكثير من بيوتنا أصيبت بشيخوخة مبكرة نتجة لسوء التنفيذ وغياب المراقبة الفعلية من المشرفين على عمليات البناء والتشطيب.. لذلك نجد معاناة المواطنين مستمرة في عمليات الصيانة لبيوتهم ومنازلهم وحتى شققهم المستأجرة؛ لذلك نجد أن البعض يخصص جزءاً من العطلة الأسبوعية للقيام بالصيانة أو لتوفير طلبات البيت من مستلزمات غذائية واستهلاكية، أو حتى القيام بواجب الزيارة لمعارفه وأفراد أسرته أو قبيلته؛ وما أكثر المناسبات الاجتماعية التي بدأت تتزايد مع تنامي أفرادها وانتشارهم في العديد من المدن..!.
وبما أن للأبناء حقاً على أولياء أمورهم فهم يتطلعون إلى قدوم أيام العطلة بلهفة وشوق المحبين، ليفرضوا رأيهم ورغباتهم عليهم؛ فهذا يريد أن بذهب إلى الثمامة أو الحدائق والاستراحات التي باتت تتواجد داخل وخارج العاصمة وضواحيها وهناك من يرغب في مشاهدة المعالم والآثار.. والابنة تريد أن تذهب لمشاهدة فيلم سينمائي جديد في السينما بالبحرين والأم تريد التسوق في مولات ومجمعات الرياض وما أكثرها هذه الأيام وليمسك أصحابها الخشب، -اللهم لا حسد-.. وأهل جدة يركضون في نهاية الأسبوع إلى البحر كما يفعل أبنا الشرقية أو جيزان أو ينبع.. وأهلنا في الشمال على حسب إذا كانوا قريبين من الأردن فهم يشدون الرحال إلى عمان.. ولا ننسى (بعد حيي) حيث المخيمات والاستراحات تناديهم.
وإذا كانت الطبيعة المدهشة في الجنوب خير من يحتضن أبناءها في عطلة الأسبوع عبر منتزهاتها وحدائقها وحتى مزارعها، فيشاركها في هذه الخاصية أهل الأحساء؛ حيث تتميز منطقتهم بطبيعتها الجميلة إضافة إلى تنوع الخيارات، بحر العقير أوسلوى أو المنتجعات السياحية والتاريخية مع أسواقها القديمة والجديدة الجاذبة.. وعيون مياهها المتعددة.. ونذكر بالخير مدن الشرقية وما تمتاز به من وجودها على مياه الخليج الرقراقة وكورنيشها الجميل الذي يمتد طويلاً فاتحاً صدره بحب للمترددين عليه من المواطنين والمقيمين بالشرقية وحتى القادمين إليه من الرياض ومدن الشمال.؟! العطلة الأسبوعية رغم وجود هذه الخيارات إلا أن البعض تجده حاجز مسبقاً لدبي أو البحرين أو حتى قطر، ومع توفر خطوط الطيران المنافسة شجع الكثير من مواطنينا ومواطناتنا وحتى المقيمين في رحاب الوطن التوجه إلى الدول الخليجية المجاورة.. لا شك أن هناك سراً ما يجعلهم ينجذبون إليه.. ولا يهمهم بعد هذا كم كلفتهم مصاريف يومي «العطلة» المهم أنهم يبدؤون مبكراً في ترتيب برنامج «العطلة» وغالباً في منتصف الأسبوع من أجل الاستمتاع بساعات العطلة في المكان الذي وقع عليه الخيار.. ومع هذا هناك من يقضي ساعات العطلة داخل جدران بيته.. ولكل مواطن طريقته وأسلوبه في الكيفية المثلى في الاستمتاع بالعطلة الأسبوعية..!.
نسيت أن أشير هناك إلى من يقضي العطلة وهو في «بطن» العمل، وما أكثر أمثال هؤلاء وهم الجنود المجهولون الذين يعملون في صمت من أجل لقمة العيش ووطن مزدهر ومتنامٍ..!.