الجزيرة - المحليات:
لا يزال سكان الأجزاء الشرقية الجنوبية من حي الرمال - بشرق العاصمة الرياض، والجزء الشمالي من حي المونسية يعانون من انقطاعات مستمرة في التيار الكهربائي خلال أيام الأسبوع، وخاصة في أيام الإجازة الأسبوعية ؛ مما يتسبب لهم في حالة من الإرباك بوجود كبار السن والمرضى والأطفال، هذا عدا عن تعرَُض الأجهزة الكهربائية من مكيفات وثلاجات ومولدات ضخ المياه .. وغيرها للتلف نتيجة لعودة التيار المتقطعة، ثم انفصاله مرات متفاوتة . هذا ولم يلحظ الأهالي من ( مزود الخدمة ) الشركة السعودية للكهرباء أنها قامت أو تقوم حالياً بأعمال ملموسة في موقعهم، منذ أن نشرت جريدة ( الجزيرة ) موضوعاً عن شكوى أهالي حي الرمال الشرقي قبل عام كامل، وتحديداً في العدد الصادر بتاريخ يوم الأحد 21 من رجب 1436هـ إذ لم يلمسوا منذ ذلك الحين أي تطور إيجابي في مستوى الخدمة، على الرغم من أن الشركة قد أجابت في ردها على ما نشرته (الجزيرة ) آنذاك من أن أعمال المقاولين هي السبب في حدوث الإنقطاعات نتيجة للفصل المبرمج لأعمال الصيانة!.
والسؤال: هل يعقل أن تتواصل الانقطاعات وحتى يوم الجمعة الماضية نتيجة لأعمال المقاولين في الصيانة مدة عام كامل .. ؟! أم أنه رد لمجرد الرد على ما نشر في الصحيفة؟. بينما يؤكد أحد السكان: أنه كان حاضرا وشاهد فرقة إحدى فرق الطوارئ وهي تستبدل فيوزات تعرضت للإحتراق في أحد المغذيات، وأبلغه الفني: بأن الخلل جاء نتيجة لزيادة الأحمال الكهربائية في حي الرمال الشرقي.
( الجزيرة ) تجولت ميدانياً في هذين الحيين، وخرجت بعدة لقاءات حيَة مع السكان . يقول المواطنان صالح العريمة، وجاره سعد الشهري: نحن نسكن في حي المونسية الشمالي جنوب طريق الثمامة، وغرب طريق النجاح ونعاني وعائلاتنا من إنقطاعات مستمرة في التيار الكهربائي، وسبق أن أجرينا اتصالات بالشركة ولا نعلم إلى متى تستمر هذه المشكلة التي تؤرقنا، وكل ما نخشاه هو استمرار انقطاع التيار خلال أيام الصيف القريبة، ولا نخفي أننا مستاؤون و متعبون من تباطئ الشركة في عمل جذري لهذا الوضع . أما المستثمر باتل السبيعي، ( مالك محطة وقود واستراحات في حي الرمال الشرقي ) فيقول : يبدو أن هناك مشكلة حقيقة في تغذية حي الرمال - غرب محطة جرش، وإلا لما استمرت هذه الانقطاعات طوال أكثر من سنتين، وهذا الانقطاع يعرض مصالحنا التجارية للخسائر، فتوقف الكهرباء عن مولدات المحطة عن العمل .. من يتحمل نتيجته ؟ . أما السيد محمد بن عثمان الأسمري، فيقول : لا نعلم لماذا هذه الانقطاعات مستمرة هنا في هذا الجزء الصغير والمحدود من حي الرمال والذي لا تتجاوز مساحته 15 كيلو متر مربع والمحدود شمالاً بطريق الضوء، وجنوباً بطريق الأمير سعود بن مقرن، وغربًا بطريق الجنادرية وشرقاً بطريق وادي الساحل، وربما أن السبب الذي لا تود الشركة إظهاره هو بسبب التمديدات والكيابل الهوائية المعلقة والتي لا نشاهد مثلها إلا في القرى والهجر .. ؟! فهي تتأرجح وتتقطع مع أية رياح أو أمطار، وبالتالي ينفصل التيار كاملاً عن الحي وبالذات خط ال 220 فولت . ومن جانبه يقول رجل الأعمال عبدالمجيد المحيميد : لقد استثمرت مبالغ طائلة في بناء عدد من الشاليهات والمنتجعات في حي الرمال، ومع الأسف الشديد أعاني كما يعاني السكان والمستثمرين من إنقطاعات الكهرباء، ولك أن تتخيل أنه في إحدى المرات بلغت خسائري أكثر من ( 30 ) ألف ريال بسبب أن المستأجرين رفضوا البقاء في الشاليهات، ولن يعودوا لها مستقبلاً !! ما يعني تبديد أموالنا المستثمرة بسبب الكهرباء؛ بالإضافة إلى تعطل مضخات المياه وخرابها بسبب الإنقطاع وتذبذب التيار ما بين التشغيل والتوقف خلال دقائق لخط 220 فولت، ما يعني أن هناك مشكلة في التيار وضعفاً واضحاً في التغذية، ورداءة في التمديدات لكونها هوائية مما يجعلها عرضة لأي انقطاع عند اشتداد الحرارة والرياح والأمطار.
ويشير المواطن حسن ظافر الشهري، إلى مكتبه العقاري الواقع ضمن الكثير من المحلات التجارية والتموينية والمطاعم على شارع الستين ( ربيعة بن الحارث) فيقول : إننا نضطر لإغلاق أبواب المكاتب وكذلك محلات السوبرماركت والمطاعم أمام المتسوقين بسبب الظلام الدامس وتوقف المكيفات عن العمل لانقطاع التيار، مع ما تتعرض له المواد الغذائية والأطعمة للتلف بسبب تعطل الثلاجات والبرادات !؟ . أما المواطن سعد الحميداني، فتبدو عليه الحسرة إذ يقول : منذ أيام قليلة فقط سكنت في فيلا جديدة، وأصبت بارتباك شديد جراء انقطاع التيار بحضور عدد من الضيوف الذين جاؤا للمباركة لي بالسكن الجديد، فأنا وعائلتي لم تمض على فرحتنا أسبوع واحد حتى فوجئنا بهذه المشاركة غير السعيدة من شركة الكهرباء .. ؟! . ويقول المواطن أبو طلال : نحن دائماً نلتمس العذر للشركة السعودية للكهرباء عند الانقطاعات الطارئة والمفاجئة، والتي تكون في أحيان كثيرة خارجة عن الإرادة، ولكن أن يستمر ذلك وعلى مدار العام في حيي الرمال وحي المونسية، وبالذات في الأجزاء من شمال امتداد طريق الأمير سعود بن مقرن، وغرب طريق الثمامة وجنوب طريق الجنادرية وبلا أية معالجات فاعلة، فلا بد أن هناك خللاً هندسي واضح، وربما نقص في أعمال التخطيط والتنفيذ فيما يبدو. ويضيف : للتدليل على ما قلته فإن المساحة المكتمل البناء عليها حالياً ما بين مبان سكنية ومنتجعات ومحلات لا تتجاوز 35% من المساحات الشاغرة وهذه المعاناة من انقطاع التيار قائمة، فكيف سيكون الحال مع بناء أية عمائر أو فلل وأسواق جديدة، وهذا ما نشاهده كل يوم ؛ فحركة البناء مستمرة في الحي، ولا شك أنه مع وجود هذه الكيابل المعلقة المعرضة للتلف والقطع عند مرور الرافعات ال»كرينات» من تحتها، أوالشاحنات التي تحمل بضائع نتيجة الاحتكاك بها، فقد يوقع بها حرائق والتماسات شديدة وانقطاعات للتيار تطول معها فترة الإصلاح لبعد فرق الصيانة والطوارئ عن الموقع. يقول المواطن فيصل سالم : مساء الجمعة الماضية كان يوماً عصيبا عليَ وعلى أسرتي، فقد أقمنا حفل عشاء لمناسبة سعيدة حضرها عدد غير قليل من الضيوف في استراحة غرب محطة جرش شرق شارع ربيعة بن الحارث، وما أن بدأ الضيوف في التوافد مساءً فوجئنا بانقطاع التيار الكهربائي إنقطاعاً كلياً خطي 110، و220 فولت ؛ فبالله عليك ماذا يكون موقفك.. والحالة كذلك من الحرج أمام مدعويك من الرجال والنساء وكار السن والأطفال..؟! كما تخلل هذا الانقطاع عودة ضعيفة للتيار لبضع دقائق، وما أن نُسعد بعودته حتى يعود للتوقف المفاجئ. ويواصل عبدالله الحدان، فيقول : مما يستغرب له هو عدم اتخاذ الشركة لحلول سريعة لهذه المشكلة التي أرى أنها تتفاقم عاماً تلو الآخر، نتيجة التوسع السكاني والتمدد العمراني سواء في كثرة إقامة المحلات والفلل السكنية في الحي والمنتجعات، يقابلها مع الأسف جمود في التصرف وعدم وضع حلول السريعة ومواكبة لهذا التوسع بوضع مولدات جديدة للتغذية وتأمين مصادر احتياطية للطاقة، مع سرعة تغيير الكيابل الهوائية وتحويلها إلى أرضية، وكذلك تثبيت تواجد دائم لفرقة خاصة بالصيانة والطوارئ بهذا الحي يكون لها موقع وهاتف معلوم عند الأهالي لتسارع في حل واصلاح أي توقف أو أعطال للتيار وفي غضون دقائق بدلاً من الانتظار لساعات وساعات؛ فقد مللنا إرسال البلاغات الآلية والهاتفية وتأخر فرق الصيانة.
كما يجب أن يوازي ذلك عمل تخطيطي وهندسي مدروس لعلاج كامل وشاف لهذا الحي من أحياء العاصمة، وضرورة اتخاذ جهود حقيقية وعاجلة لأن يكون المستهلك راضياً عن الخدمة. وأضاف: أتمنى من سمو أمير منطقة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر، وهو الأمير الحريص على راحة وخدمة المواطنين في مدينته أن يضع هذا الأمر في قائمة اهتماماته بمساءلة الشركة عن هذا التردي في خدمة حي الرمال، وبالذات شمال السوق الشعبي وغرب طريق الثمامة، والذي تخترقه أعمدة ( الضغط العالي ) القادمة من المنطقة الشرقية، بينما سكانه يقبعون تحتها بين الكيابل الهوائية المعلقة التي تتدلى على منازلهم مثلها مثل بلدة من البلدات أو قرية نائية لا يكاد يتجاوز سكانها بضع مئات من الأشخاص؛ ونتساءل: أين هيئة تنظيم الكهرباء من متابعة مثل هذه المعاناة الحقيقية للأهالي والمستثمرين.. في حيين من أحياء العاصمة الرياض؟.
من جانبه يقول رجل الأعمال فراج بن مهذل: نتمنى من المجلس البلدي في منطقة الرياض كونه الجهة التي تمثلنا نحن المواطنين في العاصمة، ومن هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج - كونها الجهة المنظمة والمراقبة لأعمال الشركة ( مزود الخدمة ) أن يوليا هذا الموضوع عناية خاصة، وبحث مشكلات حي الرمال الشرقي مع الشركة وتذليل أية معوقات لديها - ربما تواجهها، ومنها ما قرأناه قبل حوالي عام في أحد الردود الرسمية الصادرة من الشركة ونشرته إحدى الصحف عن (رفض) أمانة الرياض تسليم الشركة أرض في حي الرمال لإقامة محطة توليد جديدة للحي؟!.. ولا أعلم هل لذلك علاقة مباشرة بما نعانيه نحن من انقطاعات مستمرة في التيار وخاصة في أيام الإجازة الأسبوعية من يوم الخميس وحتى صباح الأحد، وربما ذاك نتيجة الضغط على المولدات الضعيفة المغذية للحي وكثرة أعطال الكيابل الهوائية والمغذيات الصغيرة، فنحن نتحدث عن أحد أحياء مدينة الرياض الذي يعاني ساكنوه والمستثمرون فيه من كيابل هوائية معلقة، بل و(خطرة) مع وجود مغذيات للتوليد متواضعة مرفوعة على أعمدة بطريقة بدائية، وتيار كهربائي ضعيف متذبذب، مما يعرض مصالحنا كمواطنين واستثماراتنا للخسائر، بسبب إضطرارنا لاغلاق نشاطاتنا التجارية، وتوقفها تماماً في من المحلات التجارية والاستراحات والمنتجعات ومحطات الوقود .. وتلف الأغذية وتعطل الأجهزة الكهربائية !. ويضيف أبو علي، بقوله: هل تعلم أن انقطاع التيار عنَا في هذا الحي أصبح كلمة متلازمة لحي الرمال، فأحياناً يمتنع البعض من البيع والشراء والاستئجار فيه، بسبب هذه المعضلة الحقيقية ( انقطاع التيار الكهربائي ) الذي أصبح عاملاً منفراً، لا عامل جذب؛ ولا نعلم لماذا تتجاهلنا الشركة ولا تلتزم بتجويد الخدمة لنا ما دمنا في المقابل قد التزمنا بسداد كامل الرسوم المفروضة علينا وسداد المستحقات بلا تأخير، لذلك فمن حقنا الحصول على الخدمة ؛ بل وتجويدها وتعويضنا عن ما نعانيه من خسائر مادية ومتاعب نفسية. ويكمل: كما أنها في المقابل لم نلمس منها أية معالجات عملية وإجرائية أو حلول فورية وجذرية منذ سنين..!؟ . ويختتم المواطن أبو فيصل، بالقول: إننا على بُعد أيام قليلة من إقتراب دخول فصل الصيف، ولا يلوح في الأفق - كما يبدو - أية حلول من جانب الشركة، لذا فالأمل كبير بسمو أمير منطقة الرياض سمو الأمير فيصل بن بندر، وفقه الله، أن يصدر توجيهاً عاجلاً بأن تولي الشكة اهتماماً بالغاً بحيي الرمال الشرقي والمونسية الشمالي، وأن تضع فرقة خاصة بالطوارئ في موقع معروف وظاهر للسكان للمعالجة الفورية لأية انقطاعات متوقعة بسبب رداءة وسوء البنية التحتية للكيابل تحسباً للحرارة الشديدة خلال الشهور القادمة، فالذي يبدو لنا من معاناتنا المستمرة منذ سنوات أن الشركة قد أدارت ظهرها عنّا، فبات حي الرمال مثالاً حقيقيا لأحد أحياء الرياض الذي يشهد ضعفاً في التخطيط وبُعداً عن المواكبة للمتغيرات والزيادات السكانية والعمرانية التي تحدث فيه حالياً، مع ما يصاحب ذلك من بطء في الإصلاح والتنفيذ لبناء شبكة كهربائية قوية ومتكاملة. وحرصاً وجهداً أكبر من هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج التي من أهم أهدافها أن يكون المستهلك راضياً عن جودة الخدمة وأن يحصل عليها بدون تمييز أو تأخير، مع تقديم حلول عملية لكونها من أبسط حقوقه من ( مزود الخدمة )، في الوقت الذي لا تزال الكيابل الهوائية معلقة بين الأعمدة، وانقطاعات التيار الكهربائي متواصلة منذ سنوات.. وبلا حلول دائمة !؟.