الرياض- معاذ الحمودي / تصوير - إبراهيم الدوخي:
أكد معالي وزير الخارجية عادل بن أحمد الجبير متانة العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي ومملكة المغرب الشقيقة، مبيناً أن هناك تطابقاً في الرؤى بين دول المجلس والمغرب الشقيق. وقال معاليه في صحفي مشترك مساء أمس الأربعاء في الرياض مع معالي وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي صلاح الدين مزوار عقداه في ختام القمة الخليجية-المغربية لقد كان هناك كالمعتاد تطابق كامل في رؤى دول المجلس ومملكة المغرب، حيث أكدت القمة التزام الدفاع المشترك عن أمن بلادهم واحترام سيادة الدول ووحدة أراضيها ووقف أي محاولات لزعزعة الأمن والاستقرار، مشيراً إلى أن القمة بحثت العديد من الموضوعات من أهمها الفتنة الطائفية والتطرف والإرهاب، إضافة إلى التحالف العسكري الإسلامي كما بحثت التدخلات في شؤون دول المنطقة، وشدد الجبير مؤكداً أن دول مجلس التعاون قلباً وقالباً مع مملكة المغرب الشقيقة في كل الأمور كما هو معتاد من دول المجلس.
وقال معاليه (نحن والمغرب معاً قلباً وقالباً كما هو معتاد من مملكة المغرب الشقيقة وهذا أمر ليس فيه جدال المغرب وقفت معنا في1990م عندما تم غزو الكويت وتم تحرير الكويت المغرب وقفت معنا مؤخراً في عاصفة الحزم والمغرب من أول الدول التي شاركت في تأسيس التحالف العسكري الإسلامي لمواجهة الإرهاب والتطرف وفي جميع القضايا الإقليمية والدولية لا أتذكر قضية واحدة التي كان فيها خلاف أو فرق أو بين الطرفين فهذا يدل على متانة العلاقات ومكانة الشراكة الاستراتيجية بين الطرفين ويدل على تطلعهم لمستقبل أفضل لبلادهم ولشعوبهم.
بدوره أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي صلاح مزوار أن هذه القمة تعد قمة تاريخية في إطار العلاقات التي تجمعهم بين قادة دول مجلس التعاون الخليجي والمملكة المغربية.
وقال معاليه: كانت قمة تأكيدية لثوابت راسخة أولاً: عمق العلاقات التاريخية التي تجمع ما بين المغرب ودول مجلس التعاون الخليجي وتأكيداً على وحدة المصير ما يمس دول الخليج يمس المغرب وما يمس المغرب يمس دول الخليج وفي هذه الظروف التي نعيشها أعتقد أن هذا التأكيد هو رسالة قوية لمن يعتقد بأن بإمكانه أن يمس ثوابت هذه الدول ويزرع التفرقة بين هذه الدول ويمس وحدة هذه الدول، ومصير هذه الدول.
وأضاف معاليه: أعتقد بأن هذه الرسالة التي ألح القادة الذين اجتمعوا هذا اليوم أن يوصلوها للرأي العام الدولي هي رسالة مرتبطة بالظرفية وهذه الظرفية نعرف حساسيتها ونعرف أهميتها في نفس الوقت أكدوا عن رؤيتهم وبعد نظرهم، مؤكدًا أنهم يبحثون الوضع في إطار رؤية استراتيجية مشرفة تنطلق من شراكة مؤسساتية مؤطرة، وأكد معالي وزير خارجية المغرب بأن العالم العربي في حاجة إلى نماذج ناجحة، مستشهداً بالنموذج الخليجي الناجح وقال (إن الدول العربية والشعوب العربية في حاجة إلى تلك النماذج لأن الصورة التي تعطى للعالم حول العالم العربي هي صورة بائسة الإرهاب وكل ما يتم استغلاله باسم الإرهاب وباسم الدين، مبينًا أن الرسائل الموجهة اليوم هي للتأكيد لما نحن عليه وما نشكله كشعوب وكحضارة وثقافة داخل هذا العالم وهذه رسالة مهمة.
وأكد معاليه أن هناك بعداً آخر يتمثل في أن هناك إرادة مشتركة للقادة في أن تصبح هذه الشراكة أكثر طموحًا وتوسعًا وتنوعًا لافتًا النظر إلى أن هذه التجربة التي أعطينا الانطلاقة لها, كانت تجربة في بدايتها لكن كانت تجربة نموذجية.
وقال عندما نتكلم عن الشراكة بالطبع الجانب الاقتصادي والتنموي والبشري والثقافي كلها جوانب أساسية لأننا عندما نتكلم عن وحدة المصير نتكلم عن أسس بناء وحدة المصير وهي جوانب متعددة ومختلفة بما فيها بالطبع الجوانب الاقتصادية والتنموية والبشرية في إطار مؤسساتي جديد وهذا الإطار المؤسساتي هو ما ترجمته هذه القمة التي هي القمة الأولى من نوعها ما بين المملكة المغربية ودول مجلس التعاون الخليجي.
وقال: نحن عبر اجتماعنا هذا أعطينا رسالة لشعوبنا وهي رسالة تفاؤل ورسالة عزم وصرامة ورسالة بأن بوحدتنا بإرادتنا وببعد نظرنا وبقدرتنا على التحرك الجماعي والتنسيق في كل مواقفنا.
وأضاف (سنكون حجر عثرة في اتجاه كل من يحاول المساس بوحدتنا واستقرارنا وثوابتنا وهذه هي ثوابتنا وستبقى دائمًا ثوابتنا ووحدتنا ستبقى دائمًا هي أسس علاقاتنا وكذلك استقرار بلداننا واستقرار منطقتنا، مبينًا أن الجميع يعرف الدور الكبير الذي تلعبه دول الخليج في استقرار المنطقة وما يلعبه المغرب كذلك في استقرار المنطقة.
وحول العلاقات بين دول مجلس التعاون والمملكة المغربية أكد معاليه أن السنوات الخمس الأخيرة كانت كافية لبناء الأسس للعلاقة والشراكة الاستراتيجية، وأن المغرب ودول الخليج تبقى دائمًا كتلة موحدة.
من جانبه، قال معالي عادل الجبير: منذ أن تأسست هذه الشراكة الاستراتيجية في عام 2011 تم تأسيس نحو 15 مجموعة عمل في مجالات مختلفة التعليم والبيئة والاستثمارات والصحة والاقتصاد وغيرها من فرق العمل لوضع العلاقات بين المجلس وبين المملكة المغربية على أسس مؤسساتية وفرق العمل عملت تقدمًا كبيرًا في مجالاتها.
وأضاف: نحن نسعى للتوصل إلى مزيد من التقدم في هذه المجالات كما أنها أسهمت في تكثيف التجارة والاستثمارات بين البلدين هناك أيضًا كما تعلمون تعاون عسكري قائم قوي كما أن هناك تعاونا أمنيا قويا، أعتقد كما وصفت في البداية نادرا أن نجد دولا لديها علاقات متطابقة من ناحية المصادر ومن ناحية الرؤية مثلما نجد بين المغرب ودول مجلس التعاون.