الخرطوم - مكتب الجزيرة:
أعرب مجلس الأمن الدولي في ختام اجتماعه الطارئ عن «قلقه العميق» إزاء الوضع في دولة جنوب السودان، حيث أرجئت مجدداً عودة زعيم التمرد رياك مشار إلى العاصمة جوبا تنفيذاً لاتفاق سلام، والتأم المجلس في جلسة مغلقة بدعوة من الولايات المتحدة للاستماع إلى تقرير بشأن الإرجاء الجديد الذي حصل الثلاثاء الماضي لعودة مشار إلى جوبا كي يتسلم مجدداً منصب نائب الرئيس بعد عامين من الحرب بين أنصاره وأنصار الرئيس سلفا كير. وقال ووهيتاو نائب السفير الصيني الذي تترأس بلاده مجلس الأمن لشهر إبريل إن أعضاء المجلس «يحضون كل الأطراف على أن يشكلوا بسرعة الحكومة الانتقالية وأن يطبقوا بالكامل اتفاق السلام»، وخلال الجلسة أبلغ رئيس عمليات حفظ السلام في
الأمم المتحدة ايرفيه لادسو مجلس الأمن عن وجود خلافات بشأن الترتيبات الأمنية المتعلقة بالسماح للمسلحين المتمردين بالتمركز في جوبا لضمان سلامة زعيمهم تمهيداً لوصوله إلى العاصمة، وبحسب دبلوماسيين فان لادسو أعرب عن أمله في أن
يعود مشار إلى جوبا في أقرب وقت.
من جهتهم قال مراقبون لاتفاق سلام في جنوب السودان إن التأخر غير المفسر لعودة زعيم المتمردين إلى العاصمة جوبا بهدف تشكيل حكومة وحدة مع خصمه الرئيس سلفا كير يعرض اتفاقاً لإنهاء عنف مستمر منذ عامين للخطر.
وكان من المقرر أن يصل زعيم المتمردين ريك مشار إلى جوبا أول أمس الاثنين ويؤدي اليمين الدستورية لتولي منصب النائب الأول للرئيس بمقتضى اتفاق جرى توقيعه في أغسطس آب. لكن متحدثا باسم جماعة مشار المتمردة قال يوم الاثنين إن أسبابا لوجيستية أدت إلى تأخير عودته مما دفع الولايات المتحدة والأمم المتحدة للتعبير عن قلقهما. وعجل قرار كير الإطاحة بمشار من منصب نائب الرئيس في 2013 من نشوب الأزمة التي تحولت إلى صراع في ديسمبر - كانون الأول من ذلك العام. ودار القتال في أغلب الأحيان على أساس قبلي بين قبيلة الدنكا التي ينتمي إليها كير وقبيلة النوير التي ينتمي إليها مشار.