تحول غياب الطلاب إلى ظاهرة وثقافة مجتمعية ولعل لتلك الظاهرة أسباب منها ما يكون مصدر الأسرة ومنه ما يكون مصدره الجهة المسؤولة عن المؤسسات التعليمية، أما بالنسبة لدور الأسرة في تلك الظاهرة السلبية التصور الخاطئ والنظرة السوداوية لما يحدث داخل المؤسسة التعليمية وينطلق المسؤول في الأسرة للأسف الشديد وغالباً ما يكون الأب أو الأخ الأكبر الذي أخذ حديث ابنه أو أخيه على محمل الصدق المتمثل أن زملاءه الطلاب لا يحضرون في الأسابيع الميتة والتي تسبق بدء الدراسة والإجازات الدراسية وبذلك يبني صاحب القرار في الأسرة قناعته بصحة ذلك الأمر دون أن يكلف نفسه الاتصال بالمدرسة أو زيارتها بل إن هناك من الطلاب من يمارس الكذب على أسرته وينسب عدم أهمية الحضور للمدرسة لإدارة المدرسة أو أحد المنسوبين، وأما فيما يتعلق بدور الجهة المسؤولة عن استمرار تلك الظاهرة المزعجة والتي تؤثر على التحصيل العلمي والسلوكي للطلاب فيتمثل في ضعف وعدم جدوى الإجراءات المتخذة للقضاء على تلك الظاهرة ومن المعلوم بداهة أن لكل داء دواء يستطب به ومع استمرار واستشراء الداء يلزم البحث عن دواء أقوى وأشد تأثيراً وبالرغم من استحداث لجان في مكاتب التعليم تحت مسمى الانتظام الدراسي ظلت الظاهرة مستمرة فرضت حضورها مستمدة قوتها من تلك الأسباب وسبب آخر يحتاج إلى تكاتف جميع مؤسسات المجتمع المحيطة والمؤثرة في المجتمع الدراسي وهي ثقافة المجتمع ونظرته حول الأيام الأخيرة من الدراسة ولعل المناسبة بمكان أن تتيح لي طرح بعض الحلول والتي نتمنى أن تساهم في القضاء على تلك الظاهرة أو تضييق أفقها ومنها على سبيل المثال لا الحصر ما يختص بداخل المدرسة من إجراء من خلال أمرين أحدهما توحيد أسابيع الاختبارات بأن تكون في منتصف الأسبوع قبل الأخير وبقيتها في الأسبوع الأخير مع تخصيص آخر يوم في الأسبوع الأخير لطباعة اشعارات ونتائج الطلاب وتوجيه المعلمين والمعلمات من قبل قائد وقائدة المدرسة وعدم السماح لأحد منهم في ترغيب الطلاب والطالبات في الغياب ومحاسبة من يخالف ذلك من خلال توظيف استمارة الأداء الوظيفي في ذلك، قد كتبت ما كتبت فإن أصبت فمن الله وحده وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان......وربي هو المستعان
- قائد مدرسة ملهم الابتدائية