وسائل الإعلام الاجتماعية عبر الأجهزة المحمولة يتزايد انتشارها لتبادل الوسائط الإعلامية، وقد تكون أخطر وسيلة لنشر الإشاعات الكاذبة. أمثلة تزايد انتشار عضوية الوسائط الإعلامية كثيرة. الواتساب في أغسطس من عام 2014 كشف الرئيس التنفيذي للواتساب عن تداول ومشاركة 8.1 مليار صورة يوميا عبر منصات التراسل الفوري. يوتيوب كأفضل موقع لتبادل مقاطع الفيديو في السعودية يصل إلى أكثر من تسعين مليون مشاهدة في اليوم الواحد. أما تويتر نسبة انتشاره هي الأعلى عالميا في السعودية حيث تبلغ نسبة 40% بمعدل نمو سنوي يصل إلى 45% وعدد التغريدات الشهرية تصل إلى 150 مليون تغريدة يومياً.
حسب ما نشرت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات في موقعها الكثير من الإحصائيات تثبت أن الإعلام الاجتماعي في السعودية في زيادة مستمرة. ونشرت دراسة قامت بها العيادة الاجتماعية (Social Clinic) وهي شركة استشارية مقرها في جدة. كشفت الدراسة إلى أن عدد مستخدمي فيسبوك في السعودية وصل إلى 8.7 مليون شخص في 2013، بينما العدد كان ستة مليون في 2012. وقد ابانت الدراسة أن خمسة مليون من المستخدمين يصلون إلى حسابتهم للفيسبوك عبر هواتفهم المحمولة. وعدد مستخدمي تويتر خمسة مليون في 2013 مقارنة بثلاثة مليون في عام 2012. لذلك فإن الإعلام الاجتماعي في السعودية في زيادة مستمرة مما يجعل دوره خطيرا.
الخطر من الوسائل الاجتماعية حين يتم نشر الإشاعات للتأثير على الرأي العام. إحدى الدراسات في مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني بينت أن 82% من المشاركين في البحث ترى أن الرأي العام يتأثر بالإشاعات. إن تأثير الإعلام عبر الوسائل الاجتماعية له ضغط قوي لكنه لا يرى، مثلها مثل ضغط الريح التي يرى أثرها ولا تُرى. الإشاعة أم الفتن والأجهزة المحمولة نشرت الوسائط الإعلامية في كل مكان وأصبحت بؤرة لنشر الإشاعة المفبركة بالصوت والصورة ووسيلة لتأليب الرأي العام.
من الإشاعات المغرضة ذات تأثير خفي وخبيث إشاعة المنح الحكومية لبث حالة من خيبة الأمل العام. إشاعة المنح الحكومية أمثلتها كثيرة. في الأردن مثلا في عام 2011 انتشرت اشاعة تتحدث عن نية الديوان الملكي توزيع مبلغ 200 دينار أردني للمواطنين. تلك الإشاعة دفعت لاحتشاد المئات وتزاحم الناس أمام الديوان الملكي لملء الاستدعاءات لطلب المساعدات. قبل تلك الإشاعة كانت إشاعة مائة دينار مكرمة ملكية في الأردن للعسكريين والموظفين. الإشاعة تسببت في انهيال الاتصالات الهاتفية على صحيفة الرأي الأردنية للتحقق من صحة الخبر مما اضطر الصحيفة إلى نفي الخبر، وبيان أن أحد الأشخاص تعمد نسخ خبر قديم من أرشيف موقعها الإلكتروني بخصوص صرف مائة دينار للموظفين وبثه على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك موهما القراء أنه خبر حديث.
السعودية لم تخل من الإشاعات. من أكثر الإشاعات رواجا في المجتمع السعودي تتعلق بصرف راتب شهرين أو ثلاثة أو المنح المالية. من الإشاعات مؤخرا، إشاعة إسقاط القروض والإعانات المالية. مما دفع صحيفة سبق الإلكترونية إلى إيضاح تأكيد خبير مكافحة الإرهاب أن الهدف كان سرقة البيانات الشخصية. فوق هذا أن الهدف من مثل هذه الإشاعات الخبيثة إشاعة حالة من خيبة أمل عارمة خفية لاترى ولكن يرى أثرها.
في مقابل إشاعة المنح الحكومية، شكل آخر من الإشاعات تهدف الجماعات الإرهابية منها لنشر حالة من الإحباط العام. مثل إشاعات التخويف من أزمة اقتصادية أو ارتفاع الأسعار والتبشير بالبطالة أو غلاء المعيشة وإشاعة عدم قدرة الدولة على الإصلاح ومواكبة التقدم والتطور الحضاري. مثل هذه الإشاعات تستدعي إلى توعية أفراد المجمتع في وسائل التواصل الاجتماعي إلى ضرورة التحقق قبل إعادة إرسال أو إشاعة أزمة أممية وحضارية تفت في عضد شبابنا وحتى لاتخلق حالة من الإحباط العام. وقد نبه الأمير خالد الفيصل ـ حفظه الله ـ في كلمته العميقة الفكر «إن المملكة مستهدفة بإشاعة روح الإحباط، ونحن قادرون بعون الله على مواكبة الدول المتقدمة».