تحتفل المملكة العربية السعودية والعالم باليوم العالمي للعمل الاجتماعي وذلك في 5/ أبريل 2016من وذلك للتعريف بالدور الهام الذي تقوم به الخدمة الاجتماعية على المستوى الفردي والجماعي والمجتمعي والعالمي ودورها المعروف تجاه المجتمع.
كما أن العمل الاجتماعي يهدف في الأساس إلى تنمية المجتمعات وذلك عن طريق البحث عن القوى والعوامل المختلفة التي تحول دون النمو والتقدم الاجتماعي مثل الحرمان والبطالة والمرض والظروف المعيشية السيئة التي تخرج من نطاق قدرة الأفراد الذين يعانون منها والتي تعمل على شقائهم كما تبحث عن أسباب العلل في المجتمع لكي تتصدى وتكافح هذه الأسباب وتنتق أنسب الوسائل الفعالة في المجتمع للقضاء عليها أو التقليل من آثارها والأضرار التي تنتج عنها إلى أدنى حد ممكن. ففلسفة الخدمة الاجتماعية في مفهومها، فلسفة اجتماعية وأخلاقية، وذلك أن جذور فلسفة الخدمة الاجتماعية تتصل وترتبط بالدين والنزعة الإنسانية، وتستمد فلسفتها من الأديان السماوية والحركات الإنسانية والعلوم الاجتماعية والطبيعية والخبرات العلمية للأخصائيين الاجتماعيين، من خلال غرس القيم الاجتماعية كالعدالة والأمن واحترام العمل واحترام الوقت كقيم إيجابية لدفع عجلة التنمية، ومنع المشكلات المربطة بالإدمان والجريمة والتوعية الخاصة. وزيادة حجم الطاقة المنتجة في المجتمع. وتجنب المجتمع الأعباء الاقتصادية والاجتماعية المستقبلية، وتدعيم التضامن والتكافل الاجتماعي، والمساهمة في تنمية الموارد البشرية. والاكتشاف المبكر للأمراض الاجتماعية ومظاهر التفكك، ومن خلال الدراسة والتحليل يستطيع التوصل للأسباب ومناطق الخلل وأنسب الحلول والنتائج.
بالإضافة إلى إن العمل الاجتماعي يهدف إلى تعزيز الأداء الاجتماعي للفرد ويهتم بحل المشاكل الاجتماعية ويساعد على تحرير الطاقات الكامنة للإنسان وكذلك فإن العمل الاجتماعي مهنة ترتكز على المعرفة العلمية والمهارات العملية والقيم الأخلاقية وتهدف إلى تحسين الأداء الاجتماعي للأفراد والجماعات وتمكنهم من مواجهة التحديات التي تعترضهم للتغلب على العوائق الاجتماعية والنفسية وذلك للوصول إلى تحقيق التكيف المتبادل بين الأفراد وبيئاتهم الاجتماعية ومساعدتهم في استثمار طاقاتهم من خلال التأكيد على تحقيق العدالة والمساواة وعدم التمييز أو الظلم.
ومن هنا تأتي أهمية العمل الاجتماعي في كافة مجالات الرعاية الاجتماعية والاقتصادية والصحية والسكنية والتعليمية. الخ، وإن التغيرات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والظواهر الاجتماعية الغريبة التي تحدث الآن في المجتمع السعودي تؤكد الحاجة إلى تضافر الجهود بين علماء الاجتماع الأكاديميين والباحثين والأخصائيين الاجتماعيين العاملين بالميدان من أجل دراسة هذه الظواهر دراسة علمية للوصول إلى الحقائق والنظريات التي تفسر طبيعة وأسباب هذه الظواهر وعلاقتها بأفراد المجتمع وذلك من أجل وضع خطط للإصلاح الاجتماعي يساهم فيها الأخصائيون الاجتماعيون وكذلك الباحثين الاجتماعين لتحقيق التكيف الاجتماعي والوصول إلى مجتمع مستقر آمن ومنتج.
وفي هذا اليوم نذكر أهمية تنظيم الممارسة المهنية وضبطها للارتقاء بالمهنة والمنتسبين إليها وذلك بالتنسيق بين الجامعات والوزارات التي تقدم الخدمات الاجتماعية والجهات ذات العلاقة بالعمل الاجتماعي بالإضافة إلى أهمية تطوير التعليم في مجال العمل الاجتماعي والارتقاء به إلى المستوى العالمي من خلال تنظيم الجهود المشتركة لكليات وأقسام العمل الاجتماعي بالجامعات ، وذلك لإيجاد المؤهلات التي تتعامل مع حاجات التنمية الاجتماعية والتطور التكنولوجي والتخصصي.
كما يجب التأكيد بأهمية دور الإعلام في التعريف بدور العمل الاجتماعي الريادي في حل المشكلات الاجتماعية والصعوبات التي تواجه الأفراد والجماعات في بيئاتهم وكذلك نشر وتعزيز مبادئ العمل الاجتماعي القائم على العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.
وبما أن ووزارة الشؤون الاجتماعية صميم عملها اجتماعي فهي تسعى جاهدة من خلال وكالاتها الثلاث (ضمان ـ رعاية ـ تنمية) بالعمل على تقديم خدماتها الاجتماعية بجميع فروعها المنتشرة في انحاء المملكة بهدف وصولها لمجتمع مستقر آمن بتوفير حياه كريمة لهم , وكذلك المركز الوطني للدراسات والبحوث الاجتماعية يعتبر من المراكز المتخصصة في تحليل الظواهر الاجتماعية والوقوف على أي ظاهرة اجتماعية من شأنها أن تؤثر سلبا على سلوكيات المجتمع المحلي وذلك عبر مسوحات علمية تغطي جميع شرائح المجتمع السعودي وفق احصائيات وأرقام حقيقية يجرى على ضوئها وضع الحلول والتوصيات ورفعها للجهات ذات الاختصاص للوقوف على السلوكيات الجانحة قبل تحولها إلى ظاهرة اجتماعية.
وفي الختام كلنا مسؤولون فلنقدم ما يمكن أن نقدمه لهذه المجتمع.. وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم (كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ،).
وبالله التوفيق ..،،
- الوكيل المساعد للمعاشات والمساعدات