كتب - أحمد المغلوث:
قد تشاهد وأنت تعمل في هذا المكتب أو ذاك أحد الزملاء فجأة راح يتثاءب. عندها ربما تردد بينك وبين نفسك. كان الله في عونه يبدو أنه لم ينم جيدا. أو أنه تعب من مواصلة العمل. وقبل أن تنتهي من هذا الخاطر إذا بك تتثاءب كما فعل زميلك. ما قمتما به من فعل هو فعل يومي يحدث في مختلف المجتمعات ويشترك فيه الكبار والصغار. الإنسان وحتى الحيوان ومختلف المخلوقات الأخرى ويتكرر مرات عديدة. في البيت والعمل وخلال قيادتنا للسيارة. ويكثر خلال أيام العطل أو الاسترخاء.. ويسبب أحيانا حرجا كبيرا عندما تكون مشتركا في اجتماع ما. ويضم نخبة من كبار المسؤولين في العمل. وإذا بك تتثاءب أكثر من مرة وسط دهشة البعض منهم. رغم أن هناك من وصلت إليه عدوى التثاؤب. خلال هذا الاجتماع العامر.؟!
والمدهش أن الكاميرا رصدت بعض المواليد وهم في حالة فعل التثاؤب بعد دقائق من ولادتهم بل المدهش أكثر ما صور مؤخرا بتقنيه 3D داخل الرحم للجنين يتثاءب سبحان الله وكما رصدت تثاؤب زعماء ومشاهير مثل الرئيس أوباما.. وإذا كان النوم سلطان كما يقال فالتثاؤب نستطيع أن نقول عنه (مؤشر للتعبان) وجميعنا لاحظ ذلك خلال مذاكرة البعض. فسرعان ما يحدث له هذا الفعل العالمي إذا جاز هذا التعبير. وهو ما يحدث أيضا لمن يواصل العمل دون أخذ قسط من الراحة أو الاسترخاء. ولقد تنبه اليابانيون لذلك فخصصوا وقتا من ساعات الدوام للاسترخاء وحتى النوم لفترة قصيرة ..وهناك مقولة فرنسية شهيرة تقول: إن المتثائب البارع هو الذي ينجح في جعل اثنين يتثاءبان معه) لذلك انسحبت هذه المقولة لتشكل ظاهرة عدوى التثاؤب بين الناس. كما يحدث في لحظات المرح والضحك حيث يتداعى الحضور إلى المشاركة في هذه الفعالية الضحكية أو المرحية.. ووفقا لماجاء في موقع (WebMD) فإن فعل التثاؤب وكما أشرنا سلفا يشترك فيه الإنسان والحيوان حيث جمعت بيانات عن الفئران و الببغاوات، والبشر. فكانت تدعم هذه الفرضية... ويقول الدكتور «جوزيف مور» إن سماع صوت المتثائب كفيل بإثارة العدوى.. ودرس المختصون ميكانيكية فعل التثاؤب فاكتشفوا خلال العملية تمتد حركة قوية للفك مما يزيد الدم المتدفق في الرقبة والوجه والرأس. هذا وقام باحثون بتجربة عملية ومباشرة حيث طلبوا من مجموعة من الناس مشاهدة صور لأشخاص وهم في حالة تثاؤبية. وحصل أن تثاءب البعض منهم.. كما جاء في الدراسة أن فعل التثاؤب في فصل الشتاء أكثر منه في فصل الصيف.. وهذا يعنى أن للأجواء الباردة دوراً في زيادة هذه الظاهرة.. ولست أدري هل بعضكم أيها الأحبة وأنتم تطالعون هذا التقرير المصور عن التثاؤب. تسارعون في وضع كفوفكم على أفواهكم. في محاولة لإخفاء عدوى التثاؤب.. ؟! التي ربما وصلتكم من خلاله.؟!