الجزيرة - علي بلال / تصوير - فتحي كالي:
أكد صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل بن عبدالعزيز رئيس مجلس ادارة مركز الملك فيصل لبحوث والدراسات الاسلامية ان صاحب السمو الملكي الامير سعود الفيصل - رحمه الله - يمثل مرحلة مهمة في تاريخ الدبلوماسية السعودية خاصة والدبلوماسية العربية والاسلامية عامة والدبلوماسية الدولية ايضا.
وقال الأمير تركي الفيصل في المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس لإلقاء الضوء على أهداف ومحاور المؤتمر الدولي «سعود الأوطان» الذي ينظمه المركز عن صاحب السمو الملكي الامير سعود الفيصل -رحمه الله - يوم الأحد المقبل، قال إن الأمير سعود الفيصل - رحمه الله - وزير خارجية الاطول في العالم منذ السابع من شهر شوال عام 1395هـ، ولكن بعد والدنا المغفور له الملك فيصل بن عبدالعزيز - رحمه الله - الذي خدم 43 سنة وزيرا للخارجية، مشيرا أن الامير سعود الفيصل شغل منصب وزير الخارجية في خدمة أربعة ملوك بدءاً بالملك خالد بن عبدالعزيز - رحمه الله - ثم الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - ثم الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - ثم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - وقبل ذلك كان الامير سعود الفيصل في وزارة البترول في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز - رحمه الله - فهو خدم خمسة ملوك.
وأوضح الأمير تركي أن الامور التي عاصرها الامير سعود الفيصل - رحمه الله - تمثل الحقبة الماضية القريبة من تاريخنا الحاضر بمشاكلها وانجازاتها وأحزانها ونجاحاتها.
وتحدث الأمير تركي في لمحة بسيطة عن ما قدمه الامير سعود الفيصل، وقال: عندما بدأ حياته العملية وزيرا للخارجية عام 1395هـ، كانت المنطقة في أول مراحل الانتهاء من حرب رمضان التي أطلقت مشاريع السلام في منطقة الشرق الأوسط وادت الى ما نحن فيه الآن من أمور، ثم في ذلك انطلقت الحرب الأهلية في لبنان؛ فمن بدايتها كان له دور مهم من بدايتها إلى نهايتها باتفاق الطائف بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - في ذلك الحين لم يرع فقط ذلك المؤتمر وإنما أسس له الخرائط الهندسية بإنجاح المؤتمر، وعمل كذلك في تلك الفترة في الجامعة العربية وخارجها في عدة لجان؛ مثل لجنة القدس ولجنة لبنان ولجان مختلفة والتضامن العربي، ولكن لم يكتف - رحمه الله - بالعمل في إطار الأمور السياسية، وانما انطلق لتأسيس هيئة الحياة الفطرية للحفاظ على الحياة الفطرية والعناية بتلك الحياة، ثم إعادة إدخال بعض انواع الحيوانات التي انقرضت في المملكة مثل النعام والغزال الوضيحي وطائر الحبارى، وأذكر أول ما أعيد اطلاق غزال الوضيحي في منطقته الطبيعية في الربع الخالي كان برعاية المرحوم الأمير سلطان بن عبدالعزيز وتمثيل من دول مجلس التعاون ومن ضمن الذين حضروا في ذلك الوقت الشيخ خليفة بن زايد رئيس دولة الامارات العربية المتحدة.
ومن المواقع التي عمل فيها الأمير سعود الفيصل بالإضافة إلى عمله وزير خارجية ترأس مجلس الاقتصاد الأعلى بأمر من الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - وكان عضوا في مجلس البترول ومجلس الأمن الوطني ولجان مختلفة عنيت ليس بالسياسة الخارجية، وإنما كل مشاريع التنمية في المملكة ومن المبادرات التي طرحها الأمير سعود الفيصل - رحمه الله - في ذلك الحين مبادرة هيئة الاستثمار والنفط والغاز وجلب شركات دولية لتشارك في الصناعة في المملكة.
وقال: سيحضر في المؤتمر شخصيات من كافة أنحاء العالم ونحن في مركز الملك فيصل حرصنا على أن يكون المؤتمر شامل يغطي كل جوانب حياة الأمير سعود الفيصل العام والخاصة، وكذلك المحاور خططت لكامل هذا المنشود، مشيرا أنه سيتحدث في محاور المؤتمر أشخاص لهم معرفة بالأمير سعود الفيصل - رحمه الله - بما قدمه من خدمات.
وقال الأمير تركي الفيصل: قام مركز الملك فيصل بوضع موقع الكتروني للمؤتمر ووضع كتاب عن الأمير سعود الفيصل سيشمل الأوراق التي تقدم في المؤتمر بالتعاون مع وزارة الخارجية إضافة إلى إنتاج فيلم وثائقي عن الأمير سعود الفيصل - رحمه الله - إضافة الى وضع إرشيف للأمير سعود الفيصل بالتعاون مع وزارة الخارجية ووزارة الثقافة والاعلام في الحياة الدبلوماسية.
وأوضح الأمير تركي الفيصل أنه لم يخطط لعقد مؤتمرات اخرى مماثلة في بلدان أخرى، مشيرا ان هذا الامر يتعلق بالمملكة وبما تفضل به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - من رعاية لهذا المؤتمر.
وحول إنشاء جامعة باسم الامير سعود الفيصل - رحمه الله - قال بالنسبة لانشاء جامعة أعتقد أن معهد الأمير سعود الفيصل - رحمه الله - يقوم بمثل هذا الدور .
وعن إقامة مؤتمر سنوي، قال: لم يفكر فيه في الوقت الحالي، وأعتقد شاركنا في وضع إرشيف متاح للباحثين يؤدي بعض الغرض وتواصل مع المهتمين للاستفادة من خبر المرحوم والاستعانة بأفكاره وآرائه، مشيرا إلى أن معهد الأمير سعود الفيصل في وزارة الخارجية لديه الامكانيات وأخذ فكرة اقامة مؤتمر سنوي للأمير سعود الفيصل على الاقل تكون فيه مناسبات تتعلق بالنشاط الدبلوماسي للاستعانة بأفكاره ونشاطاته وما تركه من إرث في هذا المجال.
وحول تخصيص جائزة باسم الأمير سعود الفيصل قال سموه: الجائزة فكرة جيدة يمكن طرحها لكيفية تنفيذها ومؤسسة الملك فيصل الخيرية لديها فكرة في وضع الجوائز العالمية، وممكن أن يكون من نشاط المركز إنشاء جائزة باسم الأمير سعود الفيصل.
وعن خروج المؤتمر بتوصيات، قال سموه: صدور نتائج وتوصيات لم يطرا في تشكيل هذا المؤتمر كان الهدف الاساسي هو التعريف بحياة الأمير سعود الفيصل ومنجزاته، وما يتعلق بنشأته وما قدم من خدمة، مشيرا أنه عندما يتم تدشين معهد الأمير سعود الفيصل الدبلوماسي في وزارة الخارجية بعد فترة الصيف ربما الوزارة نفسها تتقدم بمثل هذه التوصيات.