الجزيرة - محمد المرزوقي:
انتقل إلى رحمة الله تعالى الدكتور عبدالله بن صالح العثيمين، بعد أن ألزمه المرض السرير الأبيض لأكثر من عام، والعثيمين من مواليد عنيزة بمنطقة القصيم، 1936م وقد تعلم مبادئ القراءة والكتابة ليلتحق بعدها بسنوات بالتعليم الحكومي في عام 1950م إذ حصل على شهادة المعهد العلمي السعودي في مكة سنة (1959م لينتقل بعدها إلى دراسة مرحلة البكالريوس في جامعة الملك سعود بالرياض، حيث تخرج منها في قسم التاريخ عام 1963 م ثم درس بها الماجستير حيث سافر إلى المملكة المتحدة ونال شهادة الدكتوراه من جامعة أدنبرة باسكتلندا سنة 1972م عن رسالته: (الشيخ محمد بن عبد الوهاب، حياته وفكره).
وبعد نيله للدكتوراه عين عضوا في هيئة التدريس في قسم التاريخ بكلية الآداب ـ جامعة الملك سعود وترقى الى مرتبة أستاذ سنة 1982 حيث عمل أكاديميا بالجامعة قرابة 28 عاما، إذ كان عضوا في مجلس كلية الآداب لثلاث سنوات وعضوا في المجلس العلمي لجامعة الملك سعود ممثلا لكلية الآداب لمدة أربع سنوات، إلى جانب عضويته في اللجنة الاستشارية في وزارة المعارف للتطوير التربوي، إضافة إلى عمله عضوا مراسلا في مجمع اللغة العربية بدمشق، وعضوا لهيئة تحرير مجلة الدارة التي تصدرها دارة الملك عبد العزيز في الرياض، وعضوا لهيئة تحرير حوليات كلية الآداب التي تصدرها جامعة الكويت لمدة عامين،
كما عمل (الأمين العام لجائزة الملك فيصل العالمية) قرابة الثلاثين عاما، وعضوا في مجلس الشورى لمدة عشرة أعوام، ويعد العلامة العثيمين أحد أبرز القامات الثقافية والفكرية والأدبية في مشهدنا الوطني، إذ قدم العديد من الإسهامات الثقافية بقلمه، مؤلفا، وكاتبا، وشاعرا.. وشارك في العديد من المؤتمرات المحلية والإقليمية والدولية، وقدم العديد من الأطروحات البحثية عبر العديد من المحاضرات والندوات داخل المملكة وخارجها، حيث سيصلى على الفقيد بعد صلاة عصر اليوم بجامع الراجحي، على الطريق الدائري الشرقي بمدينة الرياض.
مؤلفاته:
يعد الدكتور العثيمين، من أشهر المؤرخين، وأحد الشعراء البارزين في مشهدنا المحلي إذ أصدر ديوانه الاول بعنوان: ( عودة الغائب) وألف كتابا بعنوان (الشعر النبطي كمصدر لتاريخ نجد الحديث) الذي سعى من خلاله إلى رصد جانب من التاريخ الشفهي والذاكرة الشعبية في المملكة بوصف الشعر النبطي مصدرا له قيمته الخاصة في تاريخنا المحلي، وذاكرتنا الثقافية والوطنية، ومن دواوينه الشعرية أيضا: (بوح الشباب) وديوان (لا تسلني) اللذان أصدرهما عام 1995 م كما ألف العثيمين كتبا عدة، وترجم وحقق خلال مسيرته العلمية العديد من المؤلفات منها:
بحوث وتعليقات في تاريخ المملكة العربية السعودية
تاريخ المملكة العربية السعودية
الشيخ محمد عبد الوهاب : حياته وفكره
العلاقات بين الدولة السعودية الأولى والكويت
قراءة في دراسات عن إمارة آل رشيد
قراءة في كتابات عن تاريخ الوطن
محاضرات وتعليقات في تاريخ المملكة العربية السعودية
معارك الملك عبد العزيز المشهورة لتوحيد البلاد
نشأة إمارة آل رشيد
كما كان له إسهاماته في مجال التأليف للمقررات الدراسية ومن الكتب التي ألفها في هذا الجانب:
تاريخ المملكة العربية السعودية، للسنة السادسة الابتدائية، والسيرة النبوية والخلفاء الراشدون، للسنة الاولى المتوسطة، وكتاب جوانب من التاريخ الإسلامي، للسنة الثالثة المتوسطة، وكتاب تاريخ المملكة العربية السعودية، للسنة الثالثة الثانوية.
أما عن نشاط فقيد المشهد الوطني في مجال الترجمة عن الإنكليزية الى العربية، فقد كان له إسهاماته النوعية التي جاء منها المترجمات التالية:
توحيد المملكة العربية السعودية
من حديث بوركهارت عن الخيل والابل العربية، ترجمة لأجزاء من كتاب لودفيج بوركهارت ملحوظات عن البدو والوهابيين
مواد لتاريخ الوهابيين، ترجمة لما ورد في الجزء الثاني من كتاب بوركهارت.
بعثة الى نجد، تأليف سانت جون فيلبي.
أما في مجال إسهامات العثيمين في (التحقيق) فقد جاء منها:كيف كان ظهور شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب؟ و نبذة تاريخية عن نجد، أملاها ضاري الرشيد، على وديع البستاني، إلى جانب العديد من مما قدمه العثيمين خلال مسيرته العلمية في مجال التاريخ خاصة بوصفه تخصصه العلمي والأكاديمي إذ نشر الكثير من المقالات التاريخية المختلفة إلى جانب الدراسات الأدبية في الصحف والمجلات، التي يأتي في مقدمته صحيفة الجزيرة.