كتب - سلطان الحارثي:
تأهل منتخبنا للتصفيات الأخيرة والمؤهلة لكأس العالم في روسيا 2018, ووقع في مجموعة وصفت بأنها قوية جدا, حيث وضعته القرعة في المجموعة الثانية التي ضمت بجانبه منتخب اليابان واستراليا والإمارات والعراق وتايلاند, وبالتأكيد أن هذه المجموعة ليست بالسهلة, ولكن العمل وحده هو من سيجعلنا نتحدث كرويا فقط.
(الجزيرة) استطلعت آراء بعض المهتمين والمختصين في كرة القدم, وخرجت بهذه الآراء التي قد تكون متباينة ولكنها بالتأكيد تبحث عن المصلحة العامة لكرة القدم السعودية، ولعل من أبرز تلك الآراء هو مطالبة المدربين عبدالعزيز الخالد ونايف العنزي بلجنة تشرف على المنتخب لحين انتهاء المرحلة الانتقالية مابين اتحاد القدم الحالي والاتحاد القادم, وهو ماسبق ونادت به الجزيرة والتي اقترحت تشكيل لجنة تقوم بهذه المهمة.
اتحدوا من أجل الوطن ولن يقف ضدكم أحد
البداية كانت مع لاعب فريق الاتفاق والمنتخب السعودي السابق عبدالله صالح الذي أكد بأن المجموعة التي وقع فيها المنتخب السعودي قوية جدا, وتعبر عن نفسها, وقال: «حينما أذكر اليابان واستراليا فهذا يكفي, فهما متفوقان على منتخبنا خاصة في الجانب الفني, ناهيك عن منتخبي الإمارات والعراق الذي يُعد مستواهما قريبا من مستوى منتخبنا, ولذلك أعتبر مجموعتنا ليست بالسهلة, ولا بد أن يضاعف منتخبنا المجهود إن أن أراد التأهل». وعن حظوظ منتخبنا في التأهل, قال: «أعان الله منتخبنا, فهو سيواجه منتخبات قوية, ومع ذلك تبقى الفرص موجودة خاصة وإن المباريات ستقام بنظام الذهاب والإياب, وليس هنالك شيء مستحيل, ولكن على الواقع الحالي سيكون التأهل صعبا جدا».
وحول الطريقة الأنسب للتأهل, أجاب: «الحمل كله على اللاعبين الذي سيكون دورهم أكبر في الملعب خاصة وإن المباريات ذهابا وإيابا, أما المدرب فلن تتجاوز نسبة تأثيره أكثر من 40%, والباقي يتحمله اللاعبون, فنحن في كأس العالم عام 94 كانت الكلمة للاعبين وليست للمدرب, ولذلك على اللاعبين أن يتحملوا مسؤوليتهم, ويتحدوا من أجل شعار الوطن, وهذا إن حصل فلن يقف في طريقهم أي منتخب مهما كان اسمه». وأشار صالح إلى أنه ينبغي على اتحاد القدم أن يُهيئ جميع السبل, ولا بد أن يكون له بصمة في رسم استراتيجية واضحة للمنتخب فهو المسؤول الأول والأخير عن الكرة السعودية.
قللوا المعسكرات
وامنحوا اللاعبين راحة
من جانبه أشار المدرب الوطني المعروف الدكتور عبدالعزيز الخالد بأنه يجب علينا التحضير لما هو قادم, وقال: «نحن وقعنا في مجموعة صعبة جدا, ومنتخباتها سبق وأن حققت بطولة آسيا وتأهلت لكأس العالم, ولذلك هي تملك الخبرة والتجربة, ناهيك عن مستواها الفني العالي, واحترافيتها العالية, وبالرغم من ذلك أقول إن المقاييس الفنية لوحدها لا تكفي, فالمنتخب الذي سيقوم بعمل منظم سيكون منافسا, ولذلك أعتقد بأن الفرصة متاحة أمام المنتخب السعودي لينافس, ولكن ذلك يتطلب الاستعداد والإعداد والتهيئة الإدارية والنفسية والفنية». وأبدى الخالد تفاؤله بتأهل المنتخب السعودي, وقال: «أنا متفائل, وأعول كثيرا على اللاعبين وروحهم, ولكن نحن علينا أن نحسن الإعداد, فنحن مشكلتنا أنه لا يوجد في اتحاد القدم أشخاص فنيون يحددون كيفية الإعداد, فالقائمون على المنتخب حاليا يفهمون الإعداد على أنه تجميع اللاعبين لمدة عشرين يوما أو شهرا, بينما هذا إعداد قديم جدا ومن أيام الهواة, أما الإعداد اليوم فيكمن في خلق المنافسة ما بين اللاعبين، وذلك من خلال تنظيم دوري جيد ومنتظم وبدون توقفات كثيرة, وخلق المنافسة ما بين اللاعبين من خلال استمرارهم في التنافس, وهذا مالم يحصل حاليا, فنحن الآن نجهد اللاعبين, ونضغطهم ذهنيا, ونملهم في كرة القدم, ومن ثم نطالبهم بالعطاء, بينما هناك لاعبون منذ ثلاث سنوات لم يتوقفوا إلا لأيام معدودة, وهذا يؤثر على اللاعب خاصة في النواحي الاجتماعية وابتعاده عن أسرته, وهذا خلل كبير». وشدد المدرب الوطني المعروف على أن اختيار اللاعبين من قبل المدرب لا بد أن يكون من الملعب التنافسي ومن خلال المباريات التنافسية وليس من المعسكرات, وعليه أن يعرف تفاصيل التفاصيل الخاصة باللاعب, وعليه أن يحدد اللاعبين, ومن ثم اختيار أفضل أحد عشر لاعبا, وهذا يتطلب تواجد المدرب داخل السعودية وليس كما هو حاصل الآن».
وطالب الخالد بتنظيم مسابقات الموسم القادم بشكل لا يؤثر على المنتخب, وقال: «على لجنة المسابقات أن تكون دقيقة جدا, وعليها أن تعطي اللاعب وقتا للراحة, والتقليل قدر الإمكان من المعسكرات, وعليها تنظيم المسابقات الداخلية, فمع المشاركات الكثيرة نحتاج لتنظيم كبير, فمثلا عليها أن تختصر مشاركات الأندية التي تشارك آسيويا في البطولات القصيرة مثل كأس الملك وكأس ولي العهد لتصل لمرحل متقدمة من تلك البطولتين». وختم الخالد حديثه بالتأكيد على استمرار اتحاد القدم للموسم القادم سيربك المنتخب السعودي خاصة والكرة السعودية بشكل عام, وهو مربك للاتحاد الحالي والاتحاد القادم, ولذلك لا بد أن تكون هنالك لجنة تسير الأعمال, أو يستمر الاتحاد, وعلينا أن نبدأ بالتحرك من الآن.
لجنة برئاسة الأمير
عبدالله بن مساعد ستحل القضية
من جهته, أكد المدرب الوطني نايف العنزي أن المرحلة ببرمتها صعبة جدا, فهي مرحلة تؤهل لكأس العالم, ومن هنا تكمن الصعوبة, ناهيك عن أن مجموعة منتخبنا فيها أسماء ثقيلة جدا, وحتى الإمارات والعراق وتايلاند ليست بالمنتخبات السهلة, بالإضافة لصعوبة منتخب اليابان ومنتخب استراليا, ولكن هذا الأمر متوقع, فحينما تتأهل للدور النهائي من التصفيات لا بد أن تتوقع بأنك ستواجه منتخبات قوية, وكل منها يتطلع للتأهل لكأس العالم.
وأضاف: «نحن نحتاج للعمل حتى نتأهل, والاستعداد لا بد أن يكون على أعلى مستوى من التحضير, ولا بد أن يبدأ من بعد القرعة, بحيث يخطط لبرمجة الموسم القادم, وذلك من خلال اجتماع لجنة المسابقات مع مدرب المنتخب, ولا بد من رسم استراتيجية للمنتخب واستعداده, ولا بد من إنهاء وضع مدرب المنتخب بشكل قاطع, وعدم الرضوخ لطلبات مارفيك, ولو رضخنا سنضعف, وسيكون وضعنا صعب, وأنا شخصيا أتمنى استمراره ولكن ليس بفرض شروطه».
وأشار العنزي بأن الحكم على مارفيك سيكون خلال التصفيات المقبلة, فهي المحك الحقيقي, أما التصفيات الماضية فهي تصفيات عادية, ولو كان مدرب منتخبنا أي مدرب سنتأهل, فالمجموعة لم تكن صعبة, ولكن الصعوبة ستكون في التصفيات القادمة».
وتمنى العنزي أن نخوض عدة مباريات تجريبية مع عدد من المنتخبات العالمية, وقال: «اسم مارفيك قد يساعد على ذلك, وعلينا أن ننسق لنختار منتخبات تتناسب مع وضع التصفيات, وعلى منتخبنا أن يكون استعداده متوازنا, وذلك من خلال برنامج مدروس, وعلينا ألا نفكر في اليابان واستراليا وننسى البقية, فإن فعلنا ذلك قد نخسر لا سمح الله, وعلينا أن نتذكر أن منتخب تايلاند أخرجنا من التصفيات الماضية, ولهذا علينا ألا نستهين بأي منتخب مهما كان اسمه».
وطالب العنزي بأن يتم تشكيل لجنة تشرف على المنتخب السعودي في المرحلة المقبلة والتي تعد مرحلة انتقالية لأن الاتحاد الحالي مصر على البقاء إلى حين انتهاء فترته, وهذا الأمر سيربك الجميع, ولذلك نطالب بحل هذا الموضوع, فالعمل يصب في مصلحة الكرة السعودية, ومن المفترض أن تكون هنالك هيئة مستقلة تسير أعمال المنتخب السعودي ويكون على رأسها الأمير عبدالله بن مساعد, بالإضافة إلى أن البرمجة لا بد أن تكون من المدرب, وعلى الجميع الانصياع لها, وتنفيذها سواء من الاتحاد الحالي أو القادم».
واقعنا يفرض علينا الحديث
بلغة المنطق
من جانب آخر شدد رئيس نادي الطائي الأسبق والخبير الرياضي خالد العجلان على أنه يجب علينا وعلى مسيري كرة القدم في السعودية أن يكونوا عقلانيين, وألا ترتفع سقف طموحاتهم وأمانيهم, وقال: «إن تحدثنا عن واقعنا اليوم فمنتخبنا لا زال يحتاج للكثير حتى يعود لما كان عليه, وكل ما أتمناه من اتحاد القدم والجمهور والإعلام هو عدم الضغط على منتخبنا في موضوع التأهل لكأس العالم, فكل الحسابات وبلغة المنطق تؤكد بأن منتخبنا لا زال في طور البحث عن ذاته, ومتى أردنا أن يسير منتخبنا في الطريق الصحيح فعلينا أن نجعل هذه التصفيات وما بعدها إعدادا للمستقبل, أما حاليا فالفوارق بيننا وبين بقية المنتخبات وخاصة اليابان واستراليا شاسعة, وكثر الله خير منتخبنا على ماقدمه في ظل الظروف التي مر بها خلال الفترة الماضية». وأضاف: «أرى بأن هنالك تفاؤلا غير عادي يصب في تأهل منتخبنا, وهذا خطأ, فنحن يجب أن نكون منطقيين, ونضع استراتيجية صحيحة لإعداد منتخب للمستقبل, أما إن استمررنا على المجموعة الحالية وقلنا إننا سنحقق أهدافنا وآمالنا ونتأهل لكأس العالم فهذا مدمر للكرة السعودية».
وأشار العجلان إلى أن التأهل لكأس العالم ليس في مصلحة الكرة السعودية, وقال: «هل سنتأهل ونخرج بنتائج مخيبة؟ القضية ليست في التأهل, القضية أن العالم يعمل لسنوات, بينما نحن نعمل لمرحلة فقط, وهذه لن تؤدي لنتيجة إلا إن كانت نتيجة وقتية وهذا لا يصب في مصلحة الكرة السعودية».
وتابع العجلان: «نحن نعاني من عدم الرؤية الواضحة, فعملنا كله مرحلي, وهذا خطأ, ويجب على المسؤولين التدخل لوضع خطة شاملة يلتزم بها الاتحاد الحالي ومن بعده, لا أن يعمل هذا الاتحاد, ويأتي من بعده ليبدأ من الصفر».