للتربية الإسلامية دور فاعل في إعداد الإنسان إعداداً متكاملاً، حيث تعد عملية توجيه واع لطاقات الفرد ونموه لأنها تستمد تعاليمها الأساسية من القرآن الكريم والسنة النبوية وهي بذلك ذات أصول خالدة بخلود القرآن الكريم، ولقد حفل التراث التربوي الإسلامي بنخبة من المربيين من أشهرهم ابن سحنون (202هـ - 256هـ) عرف بكتابه (آداب المعلمين) وكذلك الإمام الغزالي (450هـ - 505هـ) اشتهر بكتابه (إحياء علوم الدين) وابن جماعة (639هـ - 733هـ) ألف كتباً في التربية منها (آداب العالم والمتعلّم) وكذلك الإمام ابن تيمية (661هـ - 728هـ) له آراء وكتب في التربية الإسلامية وابن خلدون (732هـ - 808هـ) له آراء تربوية تميز بها. ولقد أكّّد هؤلاء على أهمية التربية الإسلامية وعملوا على وضع الأهداف التربوية التي تسعى إلى تنمية فكر المرء وعواطفه ووجدانه وتهيئة عقله وسلوكه وعلاقته بالحياة بحيث يدرك أبعاد هذه الجوانب في انسجام ووعي وتكامل وإيمان للسير في درب الحق والخير والرشاد والأخلاق السلمية، فمتى تسلّح المرء بالعلم والتربية والأخلاق السوية عصمته من الانحراف والانحلال والضياع والشرور التي لا نهاية لها، ولذا فلا بد من التركيز على أهمية التربية الإسلامية والوصول إلى غاياتها وأهدافها مع الالتزام بأسس الإيمان وقواعد الإسلام لتكوين النفوس القوية والإيمان الراسخ واثقة بالنفس حتى يتمكن الإنسان من خلالها التفريق بين الحق والباطل والنافع والضار والحسن والسيئ والارتفاع بالنفس عن كل سوء ورذيلة.. والاهتمام بالوعي والفهم واستخدام مبدأ التدرج في التعليم كما يرى ابن خلدون وهكذا يتجلّى أن التربية الإسلامية تتناول جوانب متعددة وتكفل المنهج السوي وتؤدي إلى الآداب والفضائل التي تحكم علاقات الناس وآداب السلوك وعلو الهمة بالأمانة والصبر والصدق ومحبة الآخرين.