الجزيرة - المحليات:
أكد معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ أن التحديات التي تواجهها الأمة الإسلامية اليوم تحديات كبيرة جداً بل التحديات التي يواجهها الإسلام ذاته تحديات كبيرة وعظيمة.
وقال معاليه في كلمته التي القاها أمس خلال ترأسه امس الاجتماع الثالث لوزراء أوقاف دول مجلس التعاون الخليجي، بحضور معالي الأمين العام للمجلس الأستاذ عبداللطيف الزياني، نحن أمام تحدٍ لم يسبق للأمة أن واجهت مثله في تشويه ديننا الحنيف، دين التوحيد والتشريع، دين الرحمة والسلام، دين المحبة والوئام، هذا الدين اليوم يراد أن يشوه بفعل أبناءه وأن يكون تهديده ليس قادماً من خارج لحمته، بل أن يكون تهديده قادماً ونابعاً من داخل لحمته هذا نتج عن تشويه كبير لهذا الدين في حقائقه العقائدية، وفي حقائقه التشريعية وفي جماله، وسلوك وأخلاق أهله.
وواصل معاليه قائلاً : اليوم مطلوب منا الكثير في الدفاع عن الإسلام أولاً بأن نتوجه في البناء الداخلي للإنسان المسلم في مساجدنا، وفيما نمارسه من برامج في الدعوة وإلإرشاد، وفي التأليف، وفي أنشطة وزاراتنا وجهاتنا ودعاتنا عبر الإنترنت وعبر مواقع وسائل التواصل الاجتماعي بأن نكون متسمين بما أمرنا به الله - جل وعلا - في كتابه ومدح أهله أنهم تحلو بالعقيدة والإيمان وهم ذووا الألباب وذووا العقول فإعمال العقل وإرشاد العقل وتصحيح العقل الإسلامي، وإعادة بناء العقل الإسلامي في مداركه بمعرفته للفرق ما بين الفاضل والأفضل وما بين السيء، والأسوأ، وما بين الأولويات وما بين أنواع الفقه فقه القوة والضعف فقه المآلات التي تغيب اليوم عن كثير ممن يمارسون الدعوة الإسلامية لأن الشريعة الإسلامية هي شريعة المآلات فالذي لا يفرق بين البداية والمآل لا يوصف بأنه مدرك مقاصد الشريعة الإسلامية. إن مقاصد الشريعة الإسلامية لا تهتم بالبداية فقط وبحسن النية وبجودة الموضوع وبحسن المحتوى لكن تهتم أيما اهتمام بالمآل الذي تؤول فيه الأمور فيما تختار منه موقف أو قول أو تشريع أو عمل أو تنظيم أو نحو ذلك.
وأضاف معاليه يقول: لذلك نجدنا اليوم بحاجة إلى إعادة تصحيح العقل المسلم في رؤيته لأنواع الفقه هذه واحياء فقه المقاصد ومعرفة المآلات مع أن علم المقاصد وفقه المقاصد من صنعة المجتهدين في أصول الفقه الإسلامي يبحثونها في سمات المجتهد بأنه يرعى المآلات ويرعى حال الناس في الفتوى ويرعى ما تحقق به المصالح وما تدرأ به المفاسد لكن اليوم نرى الكل أصبح مع الأسف مجتهدا في كل أمر إسلامي ولذلك كان من اللوازم أن نؤكد هذه المعاني، معاني فقه المقاصد الإسلامية والتفريق ما بين الواجبات وما دونها وما بين الضروريات والحاجيات والتحسينيات وما بين مراتب الأحكام التشريعية في هذا الصدد، فالمطالبة بأن نسعى لإعادة صياغة فهم العقل الإسلامي بالشريعة المباركة.
واستطرد معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ قائلا : الطامة التي غشت بلاد المسلمين بفعل أبنائها وهي التنظيمات الإرهابية التكفيرية الضالة، هذه مواجهتها فرض لازم خاصة من حماة الدين، ومواجهة الجماعات الإرهابية والتكفيرية بفعلها اليوم الذي أدى إلى القتل والتفجير حتى في المساجد وحتى للمصلين وحتى للآمنين دون رعاية لأي نص أو قاعدة شرعية البتة، هذا مواجهته في نفسه وأيضا مواجهة وسائله لأن الشيء لا تصل إليه إلا بمقدماته ثم مواجهة مقدمات النتيجة واجبة كما نواجه النتائج نفسها، وهذا يتطلب منا الحرص على معرفة الأسباب ومعرفة الوسائل التي توصل إلى مثل هذه النتائج وانضمام الشباب لمثل هذه التنظيمات الإرهابية الضالة.
وقال : معاليه لا شك أن الواجب علينا كبير، والمملكة العربية السعودية منوط بها الريادة بحكم مسؤوليتها وما شرفها الله به من وجود الحرمين الشريفين مكة والمدينة فيها، وهو شرف كما يقول خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - أيده الله - دائما، يقول: شرف ومسؤولية، ونحن اليوم أيضا في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية نحس بهذه المسؤولية؛ لأن المواجهة والحرص على ما ينفع الإسلام والمسلمين واجبة علينا.
بعد ذلك ألقى معالي وزير العدل ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة الكويت الشيخ يعقوب بن بن عبدالمحسن الضالع كلمة أكد فيها أن سعادة المجتمعات لا تتحقق إلا في ظل الأمن الوارف إذ لا حياة مع الخوف واضطراب ولا هناء مع توتر وقلق فأمن الناس على أنفسهم وممتلكاتهم, وأمانهم في بلادهم وأوطانهم منه عظمى ونعمة كبرى يجب شكرها والمحافظة عليها ووزارات الأوقاف والشؤون الإسلامية لها دور كبير في تحقيق هذا الأمن المجتمعي من خلال أدوارها التوجيهية في المجتمع وإبراز الصورة الحقيقية للإسلام والمسلمين.
كما ألقى معالي وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية القطري الدكتور غيث بن مبارك الكواري كلمة في الاجتماع قال فيها إن التطورات الجارية على الساحة الإسلامية والدولية, تستدعي منا مزيداً من اليقظة والتكاتف والتنسيق لتأمين مجتمعاتنا وحراسة قيمنا ومعالجة ما يترصد أمتنا من أفكار التطرف والغلو, والحيلولة دون ما يتهدد شبابها من أخطار، وإذا كنا في الاجتماعين السابقين, قد أسسنا هياكل تنسيقية لتطوير التعاون والتنسيق بين وزاراتنا, وبلورنا مشاريع دعما للتشارك وحقيقاً للتكامل, فإننا في هذا الإجتماع الثالث المنعقد على هذه الأرض المباركة, مدعوون إلى التفكير بأفق أوسع, دعماً لتوحيد جهودنا بوتيرة أكبر في برامج دقيقة لتعزيز القيم الإسلامية في المجتمع ومحاربة الغلو والتطرف والطائفية وتصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام والمسلمين أياً كان مصدرها.
وجاء في كلمة معالي وزير الأوقاف والشؤون الدينية بسلطنة عمان الأستاذ عبدالله بن محمد السالمي - التي ألقاها نيابة عنه سفير سلطنة عمان لدى المملكة السفير أحمد بن هلال البوسعيدي : إن اجتماعكم هذا مهم في موضوعه، ودقيق في توقيته، والمسؤولية التي يستتبعها تنظيمه لها جليل الأثر، جاعلين نصب أعيننا بناء مجتمعاتنا وشعوبنا على أسس متينة، من صون الدين على ثوابته المقررة، وحفظ المجتمعات على أعرافها المستقرة.
كما ألقى معالي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف بدولة الإمارات العربية المتحدة الدكتور محمد مطر سالم الكعبي، كلمة قال في مستهلها يأتي اجتماعنا هذا في وقت تشهد منطقتنا خاصة والعالم عامة تحديات كبيرة تحتم علينا الأخذ بزمام المبادرة وتكامل الجهود وتنسيق المواقف والعمل الخليجي الموحد لمواجهة هذه التحديات.
وفي كلمة معالي وزير الأوقاف في مملكة البحرين التي ألقاها نيابة عنه وكيل الوزارة للشؤون الإسلامية فريد بن يعقوب المفتاح، قال : إن توجهات قادة دول المجلس، نحو التكامل والتعاون والوحدة، وما نراه واقعاً ملموساً من تحقق نواياهم المخلصة المباركة - حفظكم الله - في ترسيخ وتعزيز مسيرة التعاون، والوصول بها إلى الوحدة الجامعة بين دول المجلس، كل ذلك يمنحنا المزيد من العمل الجاد لتطوير منظومة عملنا، ضمن أطر مشتركة توحد جهودنا جميعاً لخدمة ديننا وأوطاننا وشعوبنا.
وأضاف : إن ما تشهده منطقتنا من أحداث ومتغيرات تفرض مزيداً من التعاون والتكاتف، وإنني لعلى ثقة تامة من أن تعاوننا ووحدتنا وتكاملنا في دول المجلس أكبر ما نعول عليه - بعد الله تعالى - في مواجهة تلك التحديات، وستظل أخوتنا وعمق الروابط فيما بيننا، وما يجعلنا من أواصر متجدرة في عمق التاريخ، عوناً لنا فيما نواجهه من أحداث ومتغيرات، يساندنا في ذلك بعد الله تعالى صدق توجهات قادتنا الأوفياء نحو تحقيق المزيد من الرخاء والأمن والأمان والاستقرار لشعوبهم.
كما ألقى معالي الأمين العام للمجلس الأستاذ عبداللطيف الزياني كلمة ازجى خلالها شكره وتقديره لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - رئيس الدورة الحالية للمجلس الأعلى منوهاً بالجهود الكبيرة والمتواصلة في مسيرة المجلس وما يلقاه من رعاية واهتمام ومن جهود حثيثة لتعزيز الترابط والتكامل لدول المجلس تحقيقاً لتطلعات مواطنيه وأعماله وطموحاته، مشيداً بجهود وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة الإرشاد ولكافة العاملين بالوزارة على الجهود المميزة لانعقاد هذا الاجتماع الثالث، ونجاحه.
بعد ذلك عقد أصحاب المعالي والسعادة الوزراء والمسؤولون عن الأوقاف في دول مجلس التعاون الخليجي جلسة مغلقة تم خلالها مناقشة الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال، عقد في نهايتها معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ - مؤتمراً صحفياً - تناول فيه عدداً من الموضوعات المتصلة بالاجتماع، وقضايا أخرى.
وفي نهاية الاجتماع، والمؤتمر الصحفي، دعي الجميع إلى حفل الغداء الذي أقيم بهذه المناسبة.