منذ وقت ليس بالبعيد، نظّمت شركة «فيسبوك» الهاكاثون الخمسين لها. فأوقف موظّفو الشركة مشاريعهم المعتادة مؤقّتاً، وعملوا بشكل مكثّف،على مرّ 24 ساعة، لتطوير أفكار على صلة بالذكاء الاصطناعي.
لكنّ مفهوم الهاكاثون ليس محصوراً بالمشفّرين، إذ إنّ شركات لا تمتّ بأيّ صلة بعالم التكنولوجيا تلجأ إلى هذه الجولات التي يتمّ في سياقها اقتراح الأفكار وتطويرها بوتيرة مكثّفة في المجالات كافّة، بدءاً بالتبادل الثقافي ومروراً بإدارة سلاسل الإمدادات.
ولابدّ لأيّ مؤسسة تودّ تنظيم هاكاثون منتِج أن تتبع الخطوات الخمس أدناه:
حفّز الإبداع: سيسمح تنظيم نشاط جماعيّ قصيرالأمد للمشاركين بالتخلّص من توتّرهم، فيكون مثلاً نشاطاً بسيطاً على غرار حثّ فرق العمل على اقتراح الأفكار حول كيفيّة استعمال غرض غريب التصميم.
تعاطَف مع العملاء. ثمّة فكرة واعدة،تقوم أوّلاًعلى فهم مجموعة محددة من المستخدمين النهائيين فهماً معمّقا ً– بما يشمل معرفة هويّتهم، وتحديد حاجاتهم وسبب ظهور هذه الحاجات. وفي هذا السياق، تعمل أفضل الشركات على زيادة عدد الاستطلاعات التقليديّة التي تجريها، فتجري حوارات مباشرة مع العملاء وموظّفي خدمة العملاء.
اطرح السؤال المناسب. تبدأ أفضل دورات الهاكاثون بتحدّ مفتوح قد يتناول مثلاً «كيفيّة مساعدة فريق مبيعات الشركة على التفاعل بفعالية أكبر مع معارفه». وفي هذا السياق، لا بدّ من طرح سؤال طموح وعدم فرض أيّ حلّ محتمل. وكذلك،لا بدّ أن يتسنّى للمشاركين اقتراح أكبر عدد ممكن من الأفكار – أو حتّى مراجعة مفهوم التحدّي برمّته على ضوء ظهور معلومات جديدة.
نظّم فندق فاخر مؤخراً هاكاثوناً، تناول كيفيّة منح طابع شخصي أكبر لتجربة العملاء – واكتشف أنّ الموظّفين كانوا خائفين من أن يتعارض إنفاقهم مزيداً من الوقت على إرضاء أحد النزلاء مع إجراءات الأداء المعتمَدة في الشركة.
سارِع في اختبار الأفكار الواعدة. قد تخطّط فرق العمل للخطوات التالية على الفور. وقد يقتصر تخطيطها هذا ببساطة على تحديد نماذج المنتجات، عبر رسمها على ورقة والتفكير في طريقة محتملة لتفاعل المستخدم معها، علماً بأنّ فريق عمل خبيراً سيختبر نموذج المنتج على العملاء ويأخذ ردود فعلهم بالحسبان.
قم بتطوير أفضل الأفكار ووسّع نطاقها. يضع المبتكرون الماهرون الموارد في خدمة أقوى الأفكار المقدَّمة، ويعملون على تحسين هذه الأفكار بعد انتهاء الهاكاثون. ويواصلون اختبارها ولا ينفكّون يسمعون التعليقات عنها، باحثين عن طرق محتملة لتحويلها إلى تحسينات واسعة النطاق من شأنها أن تساعد الشركة على النمو.
بقلم: إليزابيث سباولدينغ وغريغ كايمي - شريكان في مجموعة «باين أند كو».