الجزيرة - المحليات:
رعى مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالنيابة رئيس مجلس كراسي البحث الدكتور فوزان بن عبدالرحمن الفوزان افتتاح الندوة العلمية «إسهامات البحث العلمي في المملكة العربية السعودية في مواجهة الغلو والتطرف: تقويم واستشراف» والتي تنظمها الجامعة ممثلة ببرامج كراسي البحث بحضور ومشاركة صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بمبنى المؤتمرات بالمدينة الجامعية.
وأكد صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل في كلمته في حفل الافتتاح أن النظام التعليمي في أيّ أمة هو مقياس تقدّمها وتطورها، خصوصاً التعليم الجامعي؛ لأنه التعليم الذي تنضج فيه الثمرة، ويجتمع فيه محصول المسيرة التعليمية، وتفرّدت الحضارة العربية والإسلامية لمدة ثلاثة قرون بوجود الجامعات فيها قبل أن يبدأ الأوروبيون بإنشاء أول جامعة لهم، وقال: امتاز النظام التعليمي في عصور ازدهار الأمة بأنه لم يكن نظاماً جامداً لا يهتمّ إلا بإيصال المعلومة وتدريسها، وإنما أَوْلَى البناء الأخلاقي والتربوي للطالب جلّ اهتمامه، وهو ما ساهم في بناء المجتمع أخلاقياً، وإحاطة أبنائه بسياجٍ تربويٍّ منيع يحمي قيم المجتمع، ويسهم في رقيّه؛ فكانت مسؤولية المدارس والجامعات مسؤوليةً شاملةً لكلّ جوانب الحياة.
وبين سموه أن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية تعد صرحا تعليمياً شامخاً يبني عقول الطلاب لمواجهة تحدّيات العصر وأزماته وفق التعاليم الإسلامية السامية، والقيم العربية الأصيلة، وأضاف: هذا المنبر الثقافي الذي يحمل اسماً يعزّ علينا جميعاً، وهو اسم الإمام محمد بن سعود مؤسّس الدولة السعودية الذي أقام دولة الشريعة على أرضنا، وجمع الناس تحت راية واحدة.
وأضاف: إن مسؤولية الجامعة كانت في عصور ازدهار الأمة مسؤوليةً شاملةً أخلاقياً وتربوياً وتعليمياً وجامعتكم الموقّرة تتحمّل مسؤوليةً مُضاعفةً في هذا الشأن؛ لأنها تأسّست في بلد الإسلام الأول، وتحمل في اسمها صفة (الإسلامية)؛ لذلك فعليها أن تعكس للعالم صورة الإسلام الصافية، وقِيَمَهُ الواضحةَ، وأن تكون نبراساً واضحاً في طريق الحق والنور، خصوصاً أن الجامعة تؤدي رسالتها في زمن تراجعت فيه القيم، وأصبح إسلامنا العظيم محلّ اتّهام؛ بسبب شرذمةٍ قليلةٍ من بني جلدتنا، لا يرقبون فينا وفي إسلامنا إلاًّ ولا ذمةً، وهم أبعد ما يكونون عن العلم والأدب معاً، لذلك فعلى جامعة الإمام أن تحقّق معنى الاجتماع الذي يشير إليه اسمها على أرض الواقع؛ فتكون رمزاً لوحدة الجماعة الوطنية وتلاحمها، وأن تبتعد عن التصنيفات الفكرية التي قسمت العالم الإسلامي وشوّهته، وأدّت بنا إلى حال مزريةٍ، نأت بنا عن إسلامنا الوسطي الذي امتدحنا به خالقنا.
ونوه سموه أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله حذّر من التصنيفات الفكرية في مناسبات مختلفة؛ وأدرك بعمق وعيه، وبُعد نظره خطورتها على أمن البلد واستقراره؛ حيث قال - رحمه الله - :»سبق لي أن قلتُ، وأكرّر أمامكم الآن، أن هناك أمرين لا يمكن التساهل فيهما، وهما: شريعتنا الإسلامية، ووحدة هذا الوطن، وأصارحكم القول: إنني أرى أنه لا يتناسب مع قواعد الشريعة السمحة، ولا مع متطلبات الوحدة الوطنية، أن يقوم البعض بجهلٍ، أو بسوء نيةٍ، بتقسيم المواطنين إلى تصنيفات ما أنزل الله بها من سلطان؛ فهذا «علماني، وهذا ليبرالي، وهذا منافق، وهذا إسلامي متطرف»، وغيرها من التسميات، والحقيقة هي أن الجميع مخلصون إن شاء الله لا نشكّ في عقيدة أحد، أو وطنيته.
وأضاف سموه: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عزيزةٌ علينا، ونعوّل عليها كثيراً في أن تكون نموذجاً جلياً لجامعاتنا في أزهى عصورنا الإسلامية عندما كانت الجامعات في العالم الإسلامي تقود التطوّر في العالم، نريد لها أن تكون منبراً للبحث العلمي الجادّ في مختلف العلوم، رافعةً لواء الحوار البنّاء، الذي عرفه التاريخ الإسلامي باسم (المناظرة)، ونريد لها أن تكون حصناً منيعاً لشبابنا وهم يتعرّضون لمختلف التيارات الفكرية؛ فكلنا ثقةٌ في عقولنا وقلوبنا التي حمتها شريعتنا، وصقلتها علومنا التي درسناها، ونحن نواجه غيرنا المُختلِف معنا، لذلك أقولها صادقاً: انفتحوا على هذه التيارات المختلفة وأنتم راسخو الأقدام، ثابتو القلوب، ولا تتهيّبوا شيئاً؛ فمن يملك الحقّ لن يؤثّر فيه شيء، بل يُنتظر منه أن ينافح عن أفكاره بكل قوة، وأن يكشف بسلطان الحقيقة زَيف كل ضلال.
ويقودني ذلك إلى ما اختتم به الملك المؤسِّس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيّب الله ثراه- كلمته التي افتتح بها المؤتمر الإسلامي الأول، الذي عُقد في مكة المكرمة سنة 1344ه؛ إذ قال: «إن المسلمين قد أهلكهم التفرُّق في المذاهب والمشارب، فَائْتَمِرُوا في التأليف بينهم، والتعاون على مصالحهم ومنافعهم العامة المشتركة، وعدم جعل اختلاف المذاهب والأجناس سبباً للعداوة بينهم: ?وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ * وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ?. وأسأل الله عزّ وجلّ أن يوفّقني وإيّاكم لإقامة دينه الحقّ، وخدمة حرمه وحرم رسوله صلوات الله وسلامه عليه، والتأليف بين جماعة المسلمين، والحمد لله رب العالمين».
وتابع: المملكة سبّاقةً إلى بذل الجهود في مجال الحوار بين الحضارات والثقافات، ويندرج مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز للدراسات الإسلامية المعاصرة وحوار الحضارات التابع لجامعتكم الموقرة ضمن هذه الجهود؛ فهو يعكس جهود الجامعة في هذا الإطار بما يتناسب مع جهود المملكة الدولية في نشر ثقافة الحوار بين أتباع الأديان والحضارات ومختلف الثقافات؛ بهدف إيجاد قنوات للتفاهم بين الشعوب، وتحقيق السلام والأمن والأمان والوئام على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.
واستطرد: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عليها عبء كبير في مواجهة الأفكار المتطرفة التي تجتاح العالم اليوم، ويلصقها كثيرون عن عمدٍ أو جهلٍ بديننا الإسلامي الحنيف، وهو منها براء، عليها أن تكشف لأبنائنا الشباب والعالم كلّه أن الإرهاب مرض خطير أصيب به العالم أجمع، وليس المسلمين فحسب، وأنه مطية كل دنيء لتحقيق أهدافه الخبيثة، سياسيةً كانت أم عسكريةً، لقد استفحل الإرهاب، وازدادت قدراته؛ لأن البشرية لم تبحث جاهدةً عن جذوره، بل يساعد النظام الدولي بما يشهده من صراعات مكتومة أو مُعلنة بين قواه الدولية على تنامي الإرهاب، والساحة السورية خير دليل على ذلك؛ فعدم تبنّي المجتمع الدولي خيار الشعب السوري منذ البداية، وسكوته عن دعم المحور (الروسي- الإيراني- ومعهم الميليشيات الطائفية) لبقاء نظام الأسد، وجرائم هذا المحور في الساحة السورية، أفرزت لنا وضعاً كارثياً جذب إلى ساحة القتال المتطرفين من كل حدَبٍ وصوب.
ولم يقتصر الوضع الكارثي على الساحة السورية فقط، بل امتدت آثاره إلى أوربا نفسها، من خلال أزمة اللاجئين التي تهدّد أوربا كلها، ولعله هدف آخر مستتر وراء التدخل الروسي في سوريا.
وتطرق سموه إلى ظاهرة الإرهاب وقال: لن يستطيع العالم التخلّص من هذه الظاهرة إلا بالبحث عن منابعها الفكرية والسياسية والمالية وتجفيفها؛ حتى لا تظهر هذه الظاهرة في صورة جديدة مستقبلاً، ولن يعيش العالم في سلام إلا بعد إيجاد حلٍّ عادلٍ للأزمات التي تعصف بدوله بين الحين والآخر؛ كالأزمتين السورية والعراقية، والقضية الفلسطينية؛ فعندما يزيل العالم جذور هذه الأزمات ينجح في منع ظهور أزماتٍ مشابهة تُفَرِّخُ لنا إرهاباً جديداً، سيكون بطبيعة الحال أقوى مما نحن فيه اليوم؛ بسبب التقدّم التقني، وازدهار سوق السلاح الدولي، وتبقى القضية الفلسطينية نموذجاً صارخاً لإغفال المجتمع الدولي البحث عن منابع الإرهاب وتجفيفها؛ فماذا لو دعمت القوى الدولية مبادرة السلام العربية، التي أطلقها الملك عبدالله بن عبد العزيز -رحمه الله- سنة 1423هـ للسلام في الشرق الأوسط بين إسرائيل والفلسطينيين، التي نصّت على إنشاء دولة فلسطينية مُعترف بها دولياً على حدود عام 1967م، وعودة اللاجئين، وانسحاب إسرائيل من هضبة الجولان وأراضي لبنان المحتلة، مقابل تطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل؟ ألم يكن قبول إسرائيل هذه المبادرة، التي وجدت تأييداً عربياً كبيراً، كافياً لتجنيب إسرائيل والمنطقة حروب سنوات: 1427هـ على لبنان، و1429هـ و1435هـ على غزة، ونزعاً لفتيل التوتر المشتعل دائماً، وقضاءً على أيّ دوافع للإرهاب؟! واستذكر سموه كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- في افتتاح المؤتمر العالمي (الإسلام ومحاربة الإرهاب)، الذي نظّمته رابطة العالم الإسلامي بمقرّها في مكة المكرمة في ربيع الآخر سنة 1436هـ، عندما قال - أيّده الله - مخاطباً ضيوف المؤتمر: «إنكم لتجتمعون اليوم على أمر جللٍ يهدّد أمتنا الإسلامية والعالم أجمع بعظيم الخطر جرّاء تغوّل الإرهاب المتأسلم بالقتل والغصب والنهب وألوان شتى من العدوان الآثم في كثير من الأرجاء، جاوزت جرائمه حدود عالمنا الإسلامي متمترساً براية الإسلام زوراً وبهتاناً، وهو منه براء.
المملكة العربية السعودية -كما تعلمون- لم تدّخر جهداً في مكافحة الإرهاب فكراً وممارسةً بكلّ الحزم، وعلى كلّ الأصعدة.
تصدّى علماؤنا الأفاضل بالردّ الحاسم على ما يبثّه الإرهابيون من مسوّغات دينية باطلة يخدعون بها الناس، وبيّنوا تحذير الإسلام من العنف والتطرف والغلو في الدين، وتحزيب الأمة، والخروج على ولاة أمرها، وأن الوسطية والاعتدال والسماحة هي سمات الإسلام ومنهاجه القويم، وأن مَن حادَ عن هذا المنهاج لا يمكن أن يخدم الأمة، ولا يجلب لها إلا الشقاء والفرقة والبغضاء».
واختتم سموه كلته بالقول: لو كان لي الفرصة أن التحق بأي جامعة بالعالم لالتحقت بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
من جانبه، أشار وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية للدراسات العليا والبحث العلمي ونائب رئيس مجلس كراسي البحث ورئيس اللجنة المنظمة للقاء الاستاذ الدكتور فهد بن عبدالعزيز العسكر في كلمته التي ألقاها في حفل الافتتاح إلى أن فكرة إنشاء برنامج كراسي البحث بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية جاءت في عام 1428هـ استجابة للتحولات المجتمعية التي أفضت إلى عدم كفاية الاقتصار على الجهود الحكومية في البحث والتطوير وحتمت وجود أذرعه وأطر تقوم على الشراكة بين مكونات المجتمع المختلفة للنهوض بمهام البحث العلمي في المملكة، وأشار إلى أن كراسي البحث في الجامعة بلغت خلال العامين الأولين 20 كرسياً، منوها إلى أن الجامعة تعتز بتحقق أغلب الاشتراطات الرئيسة للاستدامة في تجربة كراسي البحث بالجامعة، حيث الحوكمة، والإدارة الرشيدة، والمقارنات المرجعية، وترشيد الإنفاق على النواحي الإدارية والتشغيلية، والعمل وفق نظام إدارة المشاريع، والتقويم المستقل، مؤكداً أن الجامعة تفخر بتوافرها على نظام خاص بالتقويم المستقل يعد الأول خارج كندا.
وكشف الدكتور العسكر أن نجاحات برنامج كراسي البحث لم تكن قاصرة على المستوى المحلي فقط بل عززت معطيات الكراسي البعد الدولي للجامعة، من خلال شراكتها مع اثنتين من أعرق الجامعات في التاريخ الحديث، جامعة السوربون باريس1 من خلال كرسي حوار الحضارات، وجامعة بولونيا الإيطالية من خلال كرسي الملك عبدالعزيز للدراسات الإسلامية الذي صدرت توحيهات معالي وزير التعليم بربطه بالجامعة، إضافة إلى العلاقة بمنظمة اليونسكو حيث توجد في الجامعة ثلاثة كراس تحت إشراف منظمة اليونسكو في الحوار والإعلام المجتمعي وجودة التعليم الجامعي.
وأوضح نائب رئيس مجلس كراسي البحث أن تخصيص الندوة الرئيسة في اللقاء الدوري لكراسي البحث لتقويم الدراسات التي تمت حول الغلو والتطرف والإرهاب في المملكة هو محاولة لتقديم رؤى خلاقة يمكن أن تسدد مسار العمل العلمي الموجه للتعامل مع هذه القضايا بدلاً من إعادة إنتاج الخطاب نفسه، حيث تكررت الجهود العلمية في هذا المجال دون رصد أو تقويم أو استشراف.
ونوه إلى أن الجامعة تجد كل الدعم والتأييد والتسديد من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمير محمد بن نايف، وسمو وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظهم الله جميعاً.
وفي ختام كلمته قدم الدكتور العسكر شكره لصاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل على المشاركة في حفل افتتاح اللقاء الدوري للكراسي، مبيناً أن المشاركة أضفت على اللقاء أهمية كبرى وتكاملت مع العناية التي وجدتها الندوة الرئيسة فيه من معالي وزير التعليم الدكتور أحمد بن محمد العيسى الذي دعم الندوة ووجه بمشاركة كافة الجامعات السعودية وإدارات التعليم ممثلة بإدارات المناهج والتوعية الفكرية فيها.
وكان رئيس اللجنة العلمية للقاء الاستاذ الدكتور عبدالرحمن عسيري قد قدم عرضاً حول وقائع الندوة الرئيسة التي عقدت صباح اليوم الثلاثاء، وفي نهاية الحفل كرم مدير الجامعة وسمو الأمير ووكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي الكراسي المتميزة وهي كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز لدراسات الوحدة الوطنية، وكرسي سابك لدراسات الأسواق المالية الإسلامية وكرسي الشيخ فهد بن إبراهيم المقبل لدراسات النظام التجاري.
وبعد نهاية الحفل افتتح المعرض المصاحب حيث تجول مدير الجامعة الدكتور فوزان الفوزان وصاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل في ارجاء المعرض واطلع على جهود الأمانة العامة للكراسي إضافة إلى انجازات كراسي البحث في الجامعة.