محمد جبر الحربي
1.
أبصرَها..
قلبُ الشاعرِ صوَّبَ نحوَ بياضٍ حدَقَةْ.
أنثى ما وُئدَتْ
ما عاشتْ
أنثى منْ نورٍ
منْ أشجارٍ تنمو نحوَ الشمسِ
ولا تسألُ عن سرِّ الوقتِ ومن سرَقَهْ.
لكنَّ الشاعرَ يسألُ..
كلُّ بياضٍ يسالُ..
والحرفُ العربيّ خيولٌ تركضُ تسألُ:
هل تلك هي المرأةُ حقّاً؟
أمْ تلكَ مِن الروحِ الورَقَةْ؟!
2.
هلْ سمعَ العالمُ..
أوْ سمعَ الحالمُ ما سمعَهْ؟!
يا قلبَ الشاعرِ..
يا مجلسَ أحزانِ الكونِ
وهجْسَ قلوبِ العالمِ مجتمعَةْ.
تُنشدُ في مغربهِ الطيرُ وتصحو
تُنشدُ للأشجارِ جميعاً ما جمَعَهْ:
موسيقى الروحِ
وعزفَ الإنسانِ الحرِّ ومنْ تبِعَهْ.
سبحانَ الرَّبْ
علّمَهُ الحبْ
حتى لو نامَ الليلَ وحيداً..
يحضنهُ الخلْقُ بلطفِ الخالقِ
يعزفُ أنشودتَهُ العشاقُ
على أبوابِ الليلِ معَهْ.
3.
ماذا لو يتظلَّلْنَ بما في أيديهِنَّ من الحنَّاءْ؟!
4.
منْ يطرقُ بابي منتصفَ الليل؟
قالت: روحُك تعرفُها..
تلك العربيةُ ينقصُها البنُّ
وتبحثُ عن رائحةِ الهيلْ.
قلتُ لها سيدتي
العفوُ.. تعالي
أرجوكِ: ثواني
ألبسُ ثوبي ذاك البالي
أسكنتُ الجارةَ بيتي
أنحاءَ الروحِ ومكتبتي
واخترتُ الشارعَ
فانهمرَ المطرُ عليَّ
وكان الدمعُ الصعبُ الغالي..
منهمراً وغزيراً كالسيْلْ.
5.
قولي للناسْ:
إنِّي أجلستُكِ في الرُّوحِ
وأسكنْتكِ كاللؤلؤِ بيْتي.
والبيْتُ القلبُ..
البيْتُ الشعرُ..
اللؤلؤُ حرفي منظوماً
يا حرفاً عربيَّاً منقوشاً كفَرَاشٍ
يزهو فوقَ بياضِ الكرَّاسْ.
قولي للناسْ:
إنكِ عمري
والعمرُ العطرُ السّيرةُ
هذا الباقي بين الناسِ
وهذا اللامعُ بالعزّةِ
كالألماسِ
يظلُّ يُشعُّ
ولا يهرمُ مثلَ الناسِ الألماسْ.
6.
مِرآةٌ لوجهِ الصبحِ أنتِ
ودانةُ الملاحِ
رقصُ السامريِّ
ورجعُ أشعارِ القدامى.
أنتِ اختلاجُ الشّيحِ أنتِ
وأنتِ نعناعُ المدينةِ
والتفافُ الشمسِ في عينِ الخزامى.
سارحٌ قلبي على كفَّيكِ
متَّجِهٌ لقلبكِ
صارخٌ بالوقتِ
والحزنِ الذي يقتاتني عاماً فعاما.
دوَّنتُ أسئلتي على حدِّ الظلامِ
وقلتُ أغنيتي
فأطلقتُ الحَمامَا.