لكل باب موصد مفتاح يفتحه ولكل نفس بشرية نظام تمثيلي متى تجلى لنا ملكنا القدرة على التأثير عليها واختراقها وسأتركك مع الدكتور محمد التكريتي في رحلة ممتعة مع الأنماط الشخصية حيث يقول: إنه يمكن استنباط النظام التمثيلي للشخص من الكلمات التي تصدر عنه حيث إن الملاحظة الدقيقة للكلمات في مجمل كلام الإنسان تتجه إلى غلبة نمط من الأنماط الثلاثة على تفكيره، فيمكن تصنيف شخص معين بأنه يغلب عليه أو على عرفه نمط معين, النمط الغالب على الشخص المقابل يساعد على التفاهم معه.
أما التعامل مع مجموعة من الناس في محاضرة أو خطبة أو دعاية فإن الأسلوب المناسب هو استخدام مزيج متوازن من الكلمات الصورية والسمعية والحسية وعدم الاقتصار على نمط واحد، وإليك تفصيلا مختصرا لتلك الأنماط.
1 - النمط الصوري وهو الذي تغلب عليه الكلمات والعبارات التالية نظر، رؤية، ظهور، تصور، مشهد، معرض، عرض، كشف، لمعان، وضوح، عين، تحديق, ملاحظة، مراقبة.
2 - النمط السمعي (لحن سمعي) تغلب عليه الكلمات والعبارات التالية صوت، سمع، نغمة، رنين، لهجة، غناء، موسيقى، نبرة، صراخ، سؤال، إجابة، أول.
3 - النمط الحسي (لحن حسي) تغلب عليه الكلمات والعبارات التالية شعور، إحساس، لمسه، معاناة، ضرب، صدمة، حزن، فرح، ضيق، غضب، هم كلمات وعبارات محايدة (لحن محايد) فكر، عقل، حكمة، منطق، فكرة، تجربة، قرار، ذكرى، علم، فهم، عملية، التعرف على الأنماط النمط الصوري من سماته أنه يميل لرؤية العالم من خلال الصور، تناسبه القصص والأمثلة، ينظر للأعلى، يميل للخلف، سريع الكلام، كثير المقاطعة، نفسه سريع، حينما تقترب منه يعود للخلف لأنه بحاجة لرؤية الصورة كاملة.
أما النمط السمعي فمن سماته أنه يدرك العالم من خلال المسموعات، معتدل في وقفته، ينظر للأمام، كلامه بطيء، يعتني بكلامه، يرتاح لوصف الشيء أكثر من مشاهدته، يميل للاعتدال في وقفته ثابت فيها.
أما النمط الحسي فمن سماته أنه عاطفي، كثير الصمت، ينظر للأسفل، يتكلم بهدوء شديد، تنفسه طويل وعميق، يتقدم نحوك، لغته شعورية.
التعامل مع الأنماط حاول أن تحقق الألفة من خلال مستوياتها الأربعة بشكل كامل، وأن توافق نمطه من خلال فهمك له، فإن كان نمطه موافقا لنمطك فلا مشكلة هنا. لكن لو اختلف نمطك عنه فما يلزمك هو محاولة مراعاة هذا الاختلاف, فمثلا السمعي يميل للتأني في كلامه والتأنق في اختياره وعدم مقاطعته الآخرين، فلو كنت صوريا ومن سماته مقاطعة المتحدث والسرعة أثناء الحديث أن تراعي توافقك نبرة الصوت معه.. ومنحه الفرصة للحديث وعدم مقاطعته بشكل متكرر.