موسكو - سعيد طانيوس:
قرر البرلمان الأوكراني أمس الخميس قبول استقالة رئيس الوزراء أرسيني ياتسينيوك وتعيين رئيس البرلمان فلاديمير غرويسمان رئيساً جديداً للوزراء. وصوت في جلسة البرلمان الخميس 14 أبريل - نيسان لصالح هذا القرار 257 نائباً، علماً بأن الحد الأدنى المطلوب من الأصوات لاتخاذ هذا القرار هو 226 صوتاً.
وكان الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو قد رشح سابقاً غرويسمان لرئاسة الوزراء. وأعلن رئيس الحكومة المستقيل أرسيني ياتسينيوك الأحد أنه يقدم استقالته، إلا أن كتلته في البرلمان «الجبهة الشعبية» تبقى في الائتلاف. واعتبر ياتسينيوك أن استقالته نتيجة لأزمة سياسية مختلقة في البلاد هدفت إلى الإطاحة به. ووصف رئيس الوزراء المستقيل عمل حكومته بالناجح، ولم يذكر ياتسينيوك خططه لعمله في المستقبل، مشيراً إلى أنه يرى «مهماته أوسع من صلاحيات رئيس الوزراء».
يذكر في هذا السياق أن استقالة رئيس الوزراء تعني استقالة الحكومة، وسيواصل رئيس الحكومة وأعضاؤها مباشرة مهام عملهم حتى تشكيل حكومة جديدة. وتشهد أوكرانيا حاليا تطوراً مهماً على مسار تغيير المشهد السياسي في البلاد على خلفية تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي أعقب الإطاحة بالرئيس السابق الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش.
وسارع الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو لعرض ترشيح صديقه فلاديمير غرويسمان على مجلس الرادا (البرلمان) من أجل تشكيل حكومة أوكرانية بعد استقالة رئيس الحكومة أرسيني ياتسينيوك. وبالفعل نجح الائتلاف، الذي تشكل من أكبر حزبين في أوكرانيا في تنصيب غرويسمان رئيسا للوزراء خلفاً لياتسينيوك الذي كان قد أعلن استقالته منذ يومين، مشدداً على أنه يتنحى عن منصبه ليعود بصلاحيات أكبر من صلاحيات رئيس الحكومة.
وتوقفت هذا الأسبوع الصراعات التي استمرت طوال الأشهر الأخير، وخاصة عقب انهيار الائتلاف الحكومي الموالي لياتسينيوك في البرلمان. وكان ياتسينيوك رفض طلب الرئيس بوروشينكو تقديم استقالته، ما هدد بأزمة برلمانية وسياسية في البلاد. وبالفعل فشل البرلمان الأوكراني في سحب الثقة من الحكومة ولم يبق إلا استقالة رئيس الوزراء الذي رفض كل الدعوات في هذا الصدد.