(1)
(لعلك)
لعلك لا تتذكرين يا أمي
لكنني ما نسيت!
عندما كنت يافعا..
قبل ثلاثة عقود..
ما أن نبتعد، أنا وأخي الذي يكبرني قليلا، عن منزلنا القديم، بضع خطوات
حتى تتبعينا مسرعة..
تصعدين فوق سطح بيتنا الحجري
تهتفين لنا بالعودة..
ثم تلقين لنا مصروفنا اليومي السخي وتبتسمين!...
كنت قد بعت بقرتك الوحيدة بمبلغ زهيد!
فعلت ذلك معنا كل صباح
حتى أتيت على كامل ثروتك..
(2)
(نضال)
من أشد أيام طفولتي حزنا
تلك الأيام
التي كنت أعود فيها من مدرستي
ولا أجد أمي في استقبالي...
لأنها تكون مشغولة، بالعمل في الحقل، أو الماشية...
أو غائبة، لجلب الماء من المورد البعيد، أو الحطب...
كنت أفتش عنها
عند الموقد.. وِقرب الماء، في الحظيرة
في باحة المنزل..
ثم أبكي بصمت
وأتناول غدائي الذي تكون قد أعدتّه لي رغم نضالها العظيم...
(3)
(رب ارحمهما)
ـ منذ سنوات مديدة
يقطع يوميا مسافات طويلة إلى مقر عمله
لم لا تفكر في الانتقال لمكان قريب؟
سألته...
يؤزني الجواب
«في مقبرة على الطريق يرقد والداي»!