الغيوم تستطيع حجب وجه القمر وقت حزنه لكنها لا تخفيه، الشوك يقدر أن يخبئ نبتة الصبّار الصَّغيرة ليحميها لكنه لا يلغي وجودها، والمناجم قادرة على دفن وإخفاء الألماس في باطنها ليعرفنا على قيمته الغالية بصعوبة الوصول إليه ولكن لا تنكر وجوده، وأنت أيها المختبئ بأعماق داخلك، والظاهر للعين، الحقيقي بوجودك، غير الصحيح بالحكاية، القادم بابتسامة، الذَّاهب وخلفك دمعه، عندما جاءني حبك يخطو بخطوته الأولى اتجاهي هربت إليه، هربت إلى العشق نحوك بكامل إرادتي، هربت إلى قلبك لأختبئ فيه بحثاً عن الدفء والأمان، فكنت أنت بردي ووجعي.
فأين اختبئ الآن من أحاسيسي ومشاعري، من ذكرياتي، أين اختبئ من نفسي لأريح نفسي، أخفيت حبك بقلبي عن أعين الناس، فكيف أخفي حزني عنهم وقد ألبستني رداءه كما يلبس الشوك الزهرة، فما كانت خطوتك الأولى اتجاهي إلا هي خطوتك الأولى للرحيل، فلا أنا قادرة على خلع حزنك مني، ولا أملك العصاة السحرية لتفعل لي المستحيل فتنسيني ألم حبك وهواك.
فهل كنّا من عالمين مختلفين نتكلم لغتين مختلفتين فلم تكن تفهمني ولم أكن أسمعك ؟؟ كيف أتقنت كلمات الحب بصدق فأذقتني من طرف لسانك حلاوة وباطنك ينتظر الفرصة للغدر؟؟ ووقت موعدنا ولا موعد بيننا، هل أذهب؟ أو أترك طيفك يجلس وحيدا مع فنجان قهوته بانتظاري، أم ألا قلب لك ليحن ويأتي، ولا طيف ليذهب وينتظر؟؟
وقلبك الذي ينبض فقط لتعيش، ألم يخبرك أن للقلوب حسابا وسيأتيك حسابك كامل مع دوران الأيَّام ليرجع لك أفعالك؟؟؟
- نادية كروم