مدينة الهياثم التي تقع في الجهة الشمالية الغربية من محافظة الخرج، وتقع في هضبة نجد قلب شبه الجزيرة العربية، ومساحتها أكثر من 800كم وهي منطقة زراعية تحتل مدينة الهياثم موقعاً مميزاً ومتوسطاً من الخرج، كما أن موقعها استراتيجي، حيث يمر بها عدة طرق رئيسية مثل طريق الرياض الجنوب وطريق الرياض الخرج وطريق الخرج الدلم، مما جعل المدينة مكاناً جاذباً للاستثمار والمستثمرين.
لم تكن مدينة الهياثم حديثة فهي مستوطنة بالسكان منذ القدم حسب الآثار الموجودة بالهياثم، وتعتبر المنطقة الجنوبية من الهياثم منطقة مأهولة ومسكونة منذ مدة طويلة ويوجد بها مسميات لا زالت تشهد بأسماء أصحابها وأسماء من سكنوها أو عمروها، كانت قد استوطنت هذه الهياثم، وقد كان لها من الآثار ما يدل على سكناها كأطلال منازل واثار لقصور وآبار ومقابر وغير ذلك.
وهناك المنيصف التي يوجد بها من الآثار ما يدل على حضارة قديمة تنم عن القوة بوجود أسوار محصنة ومجموعة من البيوت والمزارع، أما المدينة الحديثة فتاريخها يعود إلى وقت قريب.
وكان لموحد البلاد الملك عبدالعزيز «رحمه الله» رؤية في توطين البادية، إذ أشار «رحمه الله» على الشيخ فيصل بن حزام بن حشر شيخ قبيلة آل عاصم من قحطان «رحمه الله» على اختيار الهياثم لتكون مقراً له ولجماعته، وكان ذلك في عام 1337هـ ولم تكن الجهة الشمالية من الهياثم في ذلك الوقت الاعبارة عن أرض تكسوها الرمال والأشجار الصحراوية، باستثناء المشار إليها سابقاً في الجهة الجنوبية، وبعض المزارع التي يسكنها أهلها من اليمامة الواقعة حالياً في الشمال الشرقي في مدينة السيح في محافظة الخرج، وهذه المزارع والمواقع القديمة يفصلها عن الهياثم الحديثة شارع متجه من الشرق للغرب وهذا المسمى (الجاسرية) نسبة إلى مزرعة الجاسرية، وهذا الشارع يفصل الهياثم الحديثة عن الهياثم القديمة، وقد وضع الشيخ فيصل بن حشر هذا الشارع للمحافظة على الأملاك القديمة وعدم التعدي عليها.