الجزيرة - سلطان المواش:
كشفت الجمعية السعودية لعلوم الأرض بجامعة الملك سعود عن ثمانية معوقات تواجه قطاع التعدين وقال رئيس الجمعية الدكتور عبدالله بن محمد العمري لـ«الجزيرة»: على الرغم من وجود إمكانيات كبيرة للثروة المعدنية لتلعب دوراً هاماً في التنمية إلا أنّ الناتج الإجمالي المحقق من نشاط التعدين يعتبر أقل بكل المقاييس مقارنا بالنشاطات الاقتصادية النفطية أو مقارناً بالإمكانات الحقيقية لهذا القطاع إلا أنه هناك معوقات عدة تواجه التعدين أبرزها وجود الخامات المعدنية فى مناطق نائية أدّى إلى أن تتحمل مشروعات تنميتها كل أو أغلب تكاليف عناصر البنية الأساسية مما يشكل عبئاً كبيراً على هذه المشروعات ويؤثر في جدواها الاقتصادية من خلال ارتفاع كلفة إنتاجها، وكذلك نقص الخبرات المدربة تدريباً عالياً على أعمال التنقيب والاستكشاف والمناجم واستخراج الخامات ومعالجتها والطرق المثلى لاستخلاصها، ونقص الخبرات والكوادر العالية في أعمال تصميم وتنفيذ مشروعات التعدين، وأيضاً قلة مراكز التدريب المهني في مجال صناعات التعدين والثروة المعدنية، بالإضافة إلى انخفاض عدد الشركات أو المؤسسات الصناعية المتخصصة في عمليات تركيز الخام وتجهيزه وجعله ملائماً. وأضاف العمري: من المعوقات كذلك التخطيط أو التنسيق تجاه تنمية الصادرات لمواجهة أسواق التصدير العالمية المفتوحة خاصة في مجال أحجار الزينة، وارتفاع تكلفة النقل من مكان إلى آخر وتكلفة التأمين، بالإضافة إلى أجور وتكاليف المناولة في المحطات أو الموانئ وكذلك أجور التخزين.
وأضاف: من المعوقات أيضاً المعلومات الأساسية عن الأسواق الخارجية واحتياجاتها وحجم ومعدلات نمو هذه الاحتياجات بالنسبة للمنتجات المصدرة، وكذلك متطلبات هذه الأسواق من مواصفات العرض للمنتجات، إضافة إلى المعلومات عن القنوات التسويقية والمستوردين الرئيسيين ومعلومات عن السلع المنافسة والأسعار وغيرها من المعلومات الأساسية لعمليات التصدير.
وأكد رئيس جمعية علوم الأرض أن السوق السعودية بحاجة إلى متخصصين في تقنيات الاستكشاف الجيولوجي والتنقيب والاستخلاص والتجهيز والتركيز للخامات وهذا يستوجب من أقسام الجيولوجيا تطوير خططها الدراسية لمواكبة المتطلبات والتوجهات وتتم التهيئة بتزويد الطلاب بالمعارف والمهارات اللازمة في مجال العمل على الثروات المعدنية الطبيعية. وقبل التطبيق يجب أن يتم التواصل المستمر مع سوقي العمل العام والخاص للوقوف على الاحتياجات المعرفية والتقنية اللازمة والمتغيرة والدقيقة.
ومضى: الاستثمار في قطاع التعدين والصناعات التحويلية المتعلقة به يمثل أحد أبرز خيارات التنويع الاقتصادي، ولذلك حاولت الدولة التركيز على هذا القطاع خلال خططها التنموية، كما أن القطاع الخاص نجح في استغلال الصخور والمعادن اللازمة لأعمال البناء، واستغلال أحجار الزينة مثل الجرانيت والرخام, وذلك بسبب قلة المخاطرة في مثل هذه المشاريع، بينما لم يجازف بالاستثمار في المعادن الأخرى لارتفاع تكلفتها، وقلة المردود، وطول فترة استرداد رأس المال. مشيراً إلى أن الدراسات الفنية والاقتصادية أثبتت وجود العديد من الخامات المعدنية الواعدة القابلة للاستثمار والتي من أهمها خامات الفوسفات والبوكسيت والمغنيزايت والحديد والنحاس والزنك والذهب والفضة.
وذكر العمري أن قطاع التعدين كغيره من القطاعات الصناعية السعودية يحظى بدعم الدولة حيث يشكل الركيزة الثالثة للصناعات السعودية في تحسين دخل المواطن وتوفير فرص العمل للسعوديين وتحقيق التنمية المتوازنة بين المناطق.
مبيناً إنّ الانفتاح في المجالات التعدينية وما يرافقه من بنى تحتية وأساسية لهذه المجالات الصناعية يفتح ما يزيد على 250 ألف فرصة وظيفية للشباب السعودي، معظمها في الوظائف الفنية والتقنية والإدارية مما يخفف من نسبة البطالة ويؤدي إلى تنويع مصادر الاقتصاد السعودي ويزيد الناتج المحلي ويرفع من مستوى الدخل القومي بالاعتماد على شباب سعودي قادر على استكشاف ثروات بلاده الباطنية. كما أنه سيساهم بصورة مباشرة في تحسين مستوى المعيشة للأفراد ويحقق أهداف الدولة في الاستفادة القصوى من الثروات الوطنية.
واختتم رئيس جمعية علوم الأرض بقوله: نتيجة لطبيعة تضاريس المملكة فهي تزخر بثروات معدنية طبيعية من الذهب، الفضة، النحاس، الزنك، الحديد، الفوسفات، البوكسيت،رمال السيليكا عالية النقاوة، الحجر الجيري والدولوميت، الجبس، الصلصال، الفلسبار، الركام خفيف الوزن (الاسكوريا) وأحجار الزينة, بالإضافة إلى بعض المعادن الصناعية الأخرى التي تتواجد بكميات أقل مثل الجارنت، الاوليفين، التلك، الملح، عروق المرو عالية النقاوة، أملاح البوتاش وكلوريد الصوديوم، الباريت، المغنيزايت وغيرها. كما إن هناك عوامل تؤكد نجاح استثماراتها مثل توفر النفط بأسعار زهيدة بالقرب من مواقع هذه المعادن وتوفر الملاءمة المالية لدى الشركات المستثمرة ووجود أنظمة الاستثمار التعديني التي تشجع المستثمرين بالإضافة إلى الطلب العالمي المتنامي وخاصة على الفوسفات والألمنيوم. وقد قامت شركة معادن بدور كبير في مواصلة بناء البنية التحتية، ونتطلع أن يفتح نشاط التعدين وصناعاته واستثماراته المستقبلية باب خير على المملكة.