أرامكو الشركة التي بدأت في شرق المملكة العربية السعودية أمريكية الولادة والإدارة حتى خرجت عن طوقها وتمددت واستوعبت سواعد أبناء الوطن (الجيل الأول)....تلك العقول المحلية كسبت الخبرة وفن العمل والإخلاص وأسرار التعامل مع آلات الحفر والتنقيب في البر والبحر... حتى صار العمل بهذه الشركة جزءاً من حياتهم.. صداقة مع أم بارة اسمها أرامكو (شركة الزيت).
من حكاية التنقيب عام 1933م مرت هذه الشركة وهي تحمل مسميات مختلفة ونسبة ملكيات متعددة حتى إستحوذت السعودية على كامل الشركة مرسوم ملكي عام (1988م) بتعديل مسمى شركة أرامكو الأمريكية إلى مسمى جديد شركة الزيت الأمريكية السعودية وكما يحلو لنا ( أرامكو السعودية ) ملكاً للحكومة السعودية.
إن ما سبق هو غيض من فيض لتاريخ أبيض لشركة عملاقة أشعلت الاقتصاد السعودي وبدأت تستوعب أبناء الصحراء ليكتشفوا أسرار هذا الذهب الأسود، وقد فتحت لهم دور العلم والتدريب ومختبرات القياس وأكسبتهم لغة جديدة..
لقد حوت امبرطورية أرامكو المصافي العالمية والأنابيب التي امتدت في مساحة من الرمال... وذلك الطقس الحار .. لكن عزيمة الرجال صنعت المعجزات فهم سواعد ساهمت في تشغيل هذا الصرح الصناعي... أن أرامكو لم تكن مصدر رزق وحسب لكنها تغدق بالعلاج والتعليم والسكن المريح وقبل هذا نشرت ثقافة حب العمل والنظام... وأثرت منسوبيها بالمعرفة بكل جوانب الحياة إنها نقلت شريحة كبيرة من شغف العيش وضيق الحال إلى أمة عظيمة وأيدي ماهرة منتجة.
إن أرامكو لم يتوقف فضلها على أبنائها وحسب لكنها امتدت إلى المجتمع المحيط بها في وقت مبكر... فإذا رجعت للذاكرة في نهاية الثمانينبات الهجرية وبداية التسعينبات فقد كنا سعداء بزيارة معارض (شركة الزيت العربية) المتنقلة في المدن والأرياف تقام لمدة أسبوعين تقريباً لعرض شيء من ثقافة النفط وتاريخه مع تقديم هدايا تذكارية ومذكرات تثقيفية وعروض أفلام سينمائية حول اكتشاف النفط في بدايته الأولى والصعوبات المصاحبة لذلك، وكان لمحافظتنا الرس نصيب غمرت الجميع بالفرحة والسعادة والمتعة والفائدة.
وها هي أرامكو تعود مرة أخرى تحيي هذا التقارب الاجتماعي مع المجتمع السعودي لكن بصورة حديثة وفكر جديد لا يقف عند قصة النفط وحسب لكن نفذت برامج للإثراء المعرفي في فعاليات عصرية متعددة ذات طابع ثقافي علمي وإبداعي وترفيهي لكافة أفراد الأسرة وتقدم في إطار آمن وجذاب... ويهدف إلى التعليم بالترفيه وتعزيز العمل التطوعي من خلال طرح تجارب عديدة وذلك ضمن منظومة برامج الملك عبد العزيز الثقافي الذي تقوم أرامكو بإنشائه بالظهران.
وفي يوم الثلاثاء 2-10-1435هــ الموافق 29-7-2014م نقلت عدسات المصورين والقنوات الفضائية لنا فعاليات عديدة منها معرض كفاءة الطاقة قرية السلامة المرورية معرض أسماء الله الحسنى وألف اختراع واختراع واستديو البارعين والمبدعين وقهوة الفن ومسابقة رسوم الأطفال ووطننا أمانة وعالم ليجو, إثراء الفكر وإلهام الخيال..
وقبل هذا استطاعت أرامكو أن تصنع الابتسامة للضيوف الزائرين من خلال اختيار مجموعة من الموظفين المتميزين.. وكان واضحاً من خلال استقبال كبار وصغار الزوار... هذا البرنامج الذي نظمته الشركة بمركز المعارض والمؤتمرات بالرياض واستمر (30) يوماً يأتي استمرارا لبرامج سابقة نفذتها الأم الحنونة في كل من الأحساء والدمام وجدة.
وسؤالي للعزيزة الوطنية أرامكو: هل ستتوقف مسيرة برنامج الإثراء المعرفي؟!! في مدن ومناطق محدودة !! أرجو أن تكون الإجابة لا!! وتكون لديها عين ثالثة تحمل معها منظارا دقيقا يشعرها إن المناطق الإدارية 13 منطقة كل واحدة تتطلع إلى هذا البرنامج بشوق كبير، ويأتي هذا من باب المسئولية الوطنية والاجتماعية، وأن كل مواطن يحلم ويتطلع أن يشاهد وأبناؤه هذا العمل الجميل وباسم قصيم الخير والنماء أرجو أن تكون منطقة القصيم هي المحطة القادمة، ويتبعها سلسلة من المناطق الأخرى التي لم تنل نصيبها.
وبهذه المناسبة تعجز أحرفي أن تصنع كلمات شكر وعرفان يناسب ما تقدمه شركتنا العزيزة (أرامكو) للوطن الغالي...لكن أزف الثناء العاطر والباقات الماسية والذهبية لكل الإداريين والعاملين في هذا الصرح الاقتصادي العملاق... راجياً التوفيق لكل السواعد المنتجة، وأن تبقى الشركة رمزاً وطنياً بحجم تطلعات القادة.... وإلى اللقاء.
- محافظة الرس