أستطيع أن اطلق على هذه الزيارة التعاون الايجابي العربي بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي.
فنجد المتابع لتاريخ العلاقات السعودية - المصرية ومسيرتها، يرى أن هذه العلاقات تتميز بكم كبير وهائل من الإنجازات السياسية والعلاقات الاخوية المملوءة بالمحبة والمصداقية في فن التعامل كدولة شقيقة قريبة من قلوب الشعب السعودي.
فقد بدأت هذه المسيرة منذ تأسيس المملكة العربية السعودية على يد المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - الذي أسس هذه العلاقات السعودية - المصرية بهدف الاتصال المباشر والشخصي كدبلوماسية عامة لخدمة البلدين، بأسلوب راقي ورفيع المستوى في التعامل. وعلى هذا الأساس، اتسمت السياسة الخارجية السعودية بمسيرتها طوال السنوات الماضية بعلاقات مع الجمهورية العربية المصرية بالقوة والتوازن والوضوح على المستوى العالم العربي بهدف السلام العادل في المجتمع العربي.
لهذا نجد المملكة بقيادتها وشعبها ترفض أن تتخل عن مصر وشعبها أو تتأثر بالحملات الإعلامية الهدامة واستخدام التضليل الإعلامي المباشر في نشر الرسائل والبرامج الاعلامية ضد العلاقات بين الدولتين، بل من واجبها مشاركة مصر في جميع المحافل والمناسبات ذات العلاقة بالقضايا العربية والإسلامية والتعاون الاقتصادي و العسكري.
وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - رعاه الله - لزيارة الجمهورية العربية المصرية الشقيقة والمتابعة للتغطيات الإعلامية عبر اللقاءات الشخصية المباشرة ما بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي أثبت هذه الزيارة قوة العلاقات الاخوية بين البلدين ونقلة نوعية في الشراكة والتطورات والمشاريع التجارية والاقتصادية والتعاون العسكرية مع الجمهورية العربية المصرية الشقيقة ودعم الاستقرار الأمني والسلام في منطقة الشرق الاوسط . وفي الحقيقة، نلاحظ أن منهج الحكومة السعودية الدبلوماسي بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز واضح، مثل الكتاب المفتوح تجد في فصوله المعاني المفهومة والشرح البسيط الذي يدل على الإخلاص في التعامل مع القضايا العربية والسياسية في المنطقة العربية. فالمنهج السعودي المميز بأهدافه في العلاقات بين الدول العربية خدم ولا زال يخدم القضايا العربية والإسلامية والدولية من أجل السلام في المنطقة العربية.
والمملكة العربية السعودية من الدول ذات الوزن والثقل في العالم العربي و العالم الغربي ، وعضواً مهماً وأساسياً في المجتمع العربي ، حيث إنها تملك قوة سياسية وقوة دينية مؤثرة في صنع القرار السياسي والمتغيرات الإقليمية والدولية المتعلقة بالقضايا العربية والإسلامية؛ بسبب مكانتها المرموقة وعلاقاتها الفريدة مع معظم دول العالم العربي، مما أعطاها فرصة المشاركة في صنع القرار العربي و الاسلامي والدولي، وقد ساعدها موقعها الديني أن تحظى بمكانة خاصة ومصداقية في قلوب المسلمين الذين يسكنون أنحاء العالم.
والعالم العربي والإسلامي يحتاج المملكة العربية السعودية لجمع شمل قادة الدول العربية والإسلامية من الملوك والرؤساء والمسؤولين، ولا سيما في مثل هذا الظرف الحرج والدقيق والحساس الذي تمر به الأمة العربية من خلال ازمة اليمن - سوريا - فلسطين ، من تهديدات ومخاطر وأفكار طائفية هدامة هدفها تمزيق المجتمع العربي وخلق الزعزعة في صفوف واتحاد كلمة أخوننا العرب وزراعة الفتنة بينهم .
ومن خلال مرئياتي وتحليلي الشخصي الإعلامي عن هذه الزيارة ،أستطيع التركيز على هدفين هما:
- هدف زيارة المك سلمان لجمهورية مصر العربية الاستمرار في التعاون المصري لخدمة القضايا العربية وخدمة السلام والاستقرار في الإطار السياسي والأمني بين الدول العربية المجاورة مع توثيق العلاقات الدبلوماسية، حيث تحملت المملكة أعباء كثيرة من أجل حل القضايا العربية مع تجسيد، قيم العدالة والحق والسلام مثل ما حدث في عاصفة الحزم التي لعبت دور كبير لخدمة الشعب اليمني والمحافظة على القيادة الشرعية .
- حفظ حقوق الإنسان العربي واحترام المواثيق في الجامعة العربية وأنظمتها السياسية بكل صدق وإخلاص وبشكل فعال والالتزام والمصداقية في تنفيذ الاتفاقيات العربية على مختلف المستويات التي تدعم السلام العادل والصادق في المجتمع العربي.
لم تتوقف المملكة عند هذين الهد فين، بل قامت بالمساعي الدبلوماسية والضغوط السياسية الهادئة والإيجابية والمشاركة الفعلية العسكرية خاصة خلال التحالف والاتحاد العسكري القوي والمميز والفريد من نوعه في تاريخ وسجلات المجتمعات العربية والإسلامية باسم رعد الشمال الذي شارك فيه العديد من القوات العربية والإسلامية كرسالة للعالم في المجتمع الدولي بقصد الاتحاد قوة من اجل صيانة الأمن والاستقرار الامني والسلام بين دول العربية ، بهدف تقوية روابط وحدة الدفاع والبناء ومساندة الحق والعدل في كل مكان وزمان في العالم العربي و الإسلامي.
كذلك دعم مسيرة السلام في الوطن العربي عن طريق المشاركة في الحرب العالمية ضد الإرهاب في المنطقة العربية، ومحاولة إيجاد الحلول مع تحرير اليمن - وتثبيت الحكومة الشرعية في المجتمع اليمني.
المملكة لعبت دورا فعالا في تقوية الروابط بين الاتحاد الدول العربية في جميع النواحي الاجتماعية والاقتصادية والسياسية و العسكرية ، والحرص على دعم هذا التحالف العسكري واستمراره واستقراره لخدمة المواطن العربي في المنطقة العربية.
وكان اختيار فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي وتسمية الجسر المراد إقامته ما بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية باسم الملك سلمان بن عبدالعزيز سوف يكون اسما تاريخيا مميزا على مستوى العالم العربي والإسلامي .
ان الجهود المبذولة التي قام بها صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد يشكر عليها في عمليات التنسيق المستمر للاجتماعات ومتابعة اللجان المشرفة والمتخصصة التى سوف تقوم على الاشراف لتنفيذ الجسر.
فالجسر عمل ايجابي سوف يربط الدولتين الشقيقتين ونقطة انطلاق حقيقية للعمل من اجل تسهيل التبادل التجاري ومساعد الشعبين السعودي والمصري في عمليات التواصل الاجتماعي مع توفير التنقل والمواصلات ما بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر الشقيقة بدون عوائق ومشقة السفر باستخدام رحلات الطيران التي يكون يصعب بعض الاحيان على الشعب المصري للوصول للمملكة خاصة خلال مواسم الحج والعمرة بسبب الازدحام والعدد الكبير في مطارات القاهرة وجدة. كذلك الجسر سوف يعطي دعم للطيران السعودي والمصري بتوفير المقاعد للمحتاجين من كبار السن الراغبين في الحج أو العمرة.
فالعلاقات الدولية السعودية بالمنهج الجديد بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي ولي العهد صاحب السمو الأمير محمد بن سلمان عبدالعزيز ،أصبحت ذات قاعدة قوية وجبارة حملت على عاتقها كثيراً من المواقف الإنسانية والسياسية والاجتماعية لخدمة دول المنطقة العربية خاصة والعالم الإسلامي عامة.
الدكتور/ فهد بن عبدالرحمن المليكي - معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية