الجزيرة - د.عبدالله بن فهد أبا الجيش:
أكدت المفكرة والكاتبة الصحفية الألمانية أنا غاوتو أن المملكة العربية السعودية تعيش حالة تحول اقتصادي كبير وإصلاحات هيكلية بفضل قيادتها مشبهة هذا التحول كهبوب الرياح المنعشة، جاء ذلك في مقال غاوتو المنشور بصحيفة هاندلسبلات الاقتصادية، إحدى أكبر الصحف القيادية بالمانيا، والذي عنون بـ (محمد بن سلمان محط الآمال) موزعة غاوتو في مقالها هذا التحول الى الملك سلمان بن عبدالعزيز عندما عين الأمير محمد بن سلمان رئيسا لمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية والمشكل حديثا العام الماضي، والذي يهدف كذلك إلى جعل المملكة دولة غير معتمدة على النفط كمصدر وحيد وتنويع مصادر الدخل.
مشيرة إلى أنه كان للنفط دور حيوي في تنمية المملكة، مما جعل الأمير محمد بن سلمان رئيسا لمجلس إدارة شركة ارامكو التي تعتبر جوهرة تاج السعودية والشركة الأكبر قيمة في العالم. متطرقة الكاتبة الى اعلان سموه طرح حصص من شركة ارامكو التابعة للدولة للأكتتاب بسوق الأسهم، ليؤكد بعدها الآلية وبدقة اكبر لوكالة الانباء الدولية بلومبيرج بأن الأسهم ستطرح بموعد أقصاه عام 2018م ، معلنا كذلك عن صندوق سيادي سيقوم بإدارات عائدات النفط بأكثر من ترليوني دولار أمريكي سيكون هذا أكبر صندوق سيادي في العالم بلا شك ،معلقة الكاتبة إن هذه الخطوة ليست إلا جزءاً من خطة تطويرية كبرى تنوي الدولة إعلانها في شهر مايو.
مؤكدا المقال أنه بهذه الخطوات سيتم تخفيف التبعية النفطية أخيرا على المملكة، وأنه بموجب هذه السياسة ستحافظ البلاد في المستقبل على رخائها عن طريق الهيكلة الاقتصادية التي تجري حاليا،خاصة أن70% من سكان المملكة هم تحت سن الثلاثين وسيضاف إليهم في السنوات المقبلة 4,5 مليون من الشباب القادرين على العمل.
وتكمل غاوتو مقالها بتأكيدها بأن الأمير محمد بن سلمان يأخذ الأمر على محمل الجد، وهذا ما تظهره خطط ارامكو ،إذ هو يجب عليه أن يفعل ذلك، والجدير بالذكر ان الكثير من السعوديين يؤمنون به وهم واثقون انه يريد تطوير البلاد ، فالأمير محمد بن سلمان يجمع حوله فريقا متكاملا من الوزراء والخبراء ،بل أن الأمر يذهب الى أبعد من ذلك حيث أن مسؤولي الجهات الأقتصادية يخضعون لمساءلات إدارية قائمة على مؤشرات الأداء، وان الذي لا يحسن ادارة وزارته يجب أن يضع استبعاده في الحسبان فمن لديه القدرة ينبغي عليه تقديم الإنجاز.
وتختتم غاوتو مقالها بأن المملكة العربية السعودية مع هذا التغيير النوعي تسير نحو الحداثة والتطور اللذين يقودان مستقبلا إلى الحفاظ على الرخاء والأمان.