القاهرة - واس:
قال معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل بن زيد الطريفي، إن نتائج الزيارة الرسمية التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- إلى جمهورية مصر العربية الشقيقة تصب في صالح البلدين الشقيقين والأمتين العربية والإسلامية، مثمنًا حسن الضيافة وحفاوة الاستقبال التي وجدها الملك المفدى والوفد المرافق له من فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، ومن الحكومة والشعب المصري الشقيق الذين بادلوا خادم الحرمين الشريفين الحب بالحب.
وأكد معاليه في تصريح صحفي لوسائل الإعلام المصرية، أن الزيارة التاريخية التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -أيده الله- إلى مصر الشقيقة ما هي إلا امتداد لاهتمام المملكة العربية السعودية بأرض الكنانة منذ عهد الملك المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- الذي زارها عام 1946م، مبينًا معاليه أن الملك سلمان بن عبدالعزيز جدّد من خلال هذه الزيارة صدق المشاعر التي تكنها المملكة حكومة وشعباً لمصر وأهلها الكرام.
وأضاف معاليه أن الزيارة شهدت إبرام العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية التي ستعود بالخير -بإذن الله تعالى- على خدمة مصالح البلدين الثنائية، وتطلعات الشعبين الشقيقين، والأمتين العربية والإسلامية، بوصف المملكة ومصر هما محورا الارتكاز في المنطقة العربية، وتحقيق التجانس بين رؤى البلدين يقود إلى كيان عربي قوي يمضي بالأمة إلى بر الأمان ويقف أمام التحديات التي تعتريها من بعض المغرضين الذين يحاولون النيل من الأمة العربية والإسلامية.
وأشار معاليه إلى أن الأمتين العربية والإسلامية تمران بمنعطفات وتحديات كبيرة تستدعي ترابط وتماسك البيت العربي الكبير للوقوف أمامها والتصدي لها من خلال توحيد الرؤى بين دول المنطقة كما رمت إليه نتائج اللقاءات الثنائية التي جمعت خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بأخيه فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، والعمل على توحيد الصف العربي للوقوف في وجه أي تعد مباشر أو غير مباشر على سيادة بلدانهم التي كانت في مقدمة الأمم على مدى قرون مضت، بجانب العمل على حماية مكتسبات الحاضر والعمل لمستقبل مشرق ناهض.
وبيّن معاليه أن المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية الشقيقة يملكان إرثاً تاريخياً وإسلامياً ممتداً إلى قرون عديدة، ولا أدل على ذلك من ولادة حضارات عريقة من أرض الجزيرة العربية وأرض الكنانة وصل بريق نورها إلى أقصى الشرق والغرب، فضلاً عن أن الشعبين السعودي والمصري يرتبطان بروابط اجتماعية إنسانية متينة تدفعنا جميعًا نحو المضي قدماً خلف قادتنا من أجل تحقيق اللحمة العربية والوقوف ضد كل من ينادي بالتشرذم والتناحر والانعزال بين أبناء الأمة.
كما أوضح معاليه أن المباحثات التي دارت بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وأخيه فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال اللقاءات التي جمعتهما أكدت اتحاد الرؤى نحو أهمية بناء كيان عربي إسلامي كبير ومتين، إلى جانب التأكيد على أهمية تحقيق رفاهية الشعبين الشقيقين وتلبية تطلعاتهم المشتركة نحو تنمية الحاضر وازدهار المستقبل.
وشدد معالي وزير الثقافة والإعلام على أنه لا يمكن التشكيك في قوة ومتانة العلاقات التي تربط المملكة ومصر على مدى التاريخ ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، مستشهدا بكلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -رعاه الله- التي ألقاها أمام البرلمان المصري، وقال فيها: «إن العلاقات تاريخية بين مصر والسعودية وأن هناك قناعة راسخة بين الشعبين بأن البلدين بلدان شقيقان مترابطان وأن هذا الترابط هو الركيزة الأساسية في العمل العربي».
وقال معاليه: إن الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- أوجز في كلمات ضافية أمام البرلمان المصري العديد من المضامين التي توضح أهمية مصر بالنسبة للملك سلمان بن عبدالعزيز وبالنسبة للعرب، والتطلعات التي يحملها
-أيده الله- في قلبه نحو قيام مصر ونهضتها ورفع مستوى التعاون معها بوصفها جارة ودولة عربية مؤثرة في تحقيق التوازن بالمنطقة، مبينا أن الإعلان عن إنشاء جسر بري يربط بين البلدين الشقيقين وبين قارتي آسيا وأفريقيا ليس رابطاً اقتصادياً بين المملكة ومصر فحسب، بل يؤسس لفكر اقتصادي عربي قوي يدعم الحركة التجارية لقارتين كبيرتين، علاوة على تعزيز التبادل التجاري والدفع بالاستثمار بين البلدين إلى مستويات أرحب من خلال مشروعات التنمية التي وقعت بحضور الملك سلمان بن عبدالعزيز وأخيه الرئيس عبدالفتاح السيسي للنهوض بسيناء وتنمية أرضها وسكانها انطلاقاً من أهمية تحقيق التكامل الاقتصادي الإقليمي في المنطقة العربية، إضافة إلى أن إنشاء هذا الجسر سيسهم بشكل كبير في زيادة صادرات السلع بين البلدين من جهة وبين الدول العربية وأوروبا من جهة أخرى.
وأوضح معاليه أن الهدف الأسمى من هذا الجسر هو خدمة الحجاج والمعتمرين المصريين والمسلمين في قارة أفريقيا وأوروبا الذين يفدون على مدار العام إلى المملكة لأداء مناسك العمرة أو الحج، إذ يقترب مكان الجسر من منطقة المدينة المنورة، حيث مسجد الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-، ويمكن للحجاج والمعتمرين الانطلاق من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة عبر الطريق الساحلي السريع بكل يسر وسهولة.
ولفت معاليه النظر إلى البعد الاقتصادي الذي سينجم عنه إنشاء الجسر البري، والمتمثل في تنمية شبه جزيرة سيناء بوابة مصر الشرقية، مبينا أن المشروعات التنموية التي وقعت بحضور القائدين ستحقق لسيناء وأهلها نهضة تشمل جميع النواحي والمشروعات الاقتصادية المتمثلة في الزراعة والصناعة والتعدين والسياحة وإقامة المجتمعات العمرانية الجديدة وما يتبعها من مشروعات خدمية، والانطلاق بها نحو مساحات رحبة يجد فيها سكان سيناء كل ما يلبي حاجاتهم وطموحاتهم، ويسهموا بطاقاتهم البشرية في دفع عجلة التنمية لبلادهم.
وأشار معالي الدكتور عادل بن زيد الطريفي النظر إلى أن المملكة ومصر خرجتا باتفاقيات ومذكرات تفاهم استثمارية تعزز علاقات البلدين في عدد من المجالات ومنها المجال الثقافي، والتلفزيوني عبر إنشاء برنامج تنفيذي للتعاون في مجال الإذاعة والتلفزيون بين المملكة ومصر، مفيداً بأن هذه الخطوة ستدفع بالتعاون الإعلامي والثقافي بين البلدين إلى مستويات أرحب، وتبادل الخبرات بين المتخصصين في ذلك المجال، خاصة من مصر الشقيقة التي تزخر بنخبة متخصصة أثبتت علو كعبها على مر التاريخ، كما قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في كلمته التي ألقاها عقب تقلده وسام النيل الكبير إذ قال -أيده الله- عن مصر إنها «بلد التاريخ والحضارة والعلم والثقافة» وبالتأكيد يفخر الإعلاميون والمثقفون السعوديون بالاستفادة من الخبرات المصرية المتميزة.
وأعرب معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي عن ثقته الكبيرة في أن اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- وأخيه فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية بعلاقة البلدين سيسهم بشكل فاعل في تحول الاتفاقيات الموقعة بين البلدين إلى برامج تنفيذية على أرض الواقع تحقق الطموحات المشتركة للمملكة ومصر، وتعود بالنفع على الشعبين الشقيقين.