جدة - واس:
أكد سياسيون واقتصاديون أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - لجمهورية مصر العربية فتحت آفاقا جديدة من التعاون بين البلدين، وستخدم الحاضر والمستقبل. وشددوا على أن نتائج الزيارة ستسهم بإذن الله، في تحقيق شراكة اقتصادية تعتمد على تحقيق المنافع والمصالح المتبادلة بين البلدين والشعبين الشقيقين قوامها التعاون الإيجابي في المجالات كافة، ومنطلقها روابط التآخي التاريخية وأواصر القربى، والرغبة في دفع هذه العلاقات إلى الأمام لخدمة دول المنطقة ومواجهة التحديات.
ووصف عميد كلية الاقتصاد والإدارة بجامعة الملك عبد العزيز الدكتور أيمن بن صالح فاضل زيارة خادم الحرمين الشريفين لجمهورية مصر بأنها زيارة ناجحة وتأثيرها سيخدم الحاضر والمستقبل، مشيرا إلى أن العلاقات بين البلدين متميزة، وازدادت قوة ورسوخاً في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وأخيه فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
ورأى الدكتور فاضل أن الاتفاقيات التي خرجت بها الزيارة ستستهم في تعزيز الاستثمارات وزيادة التبادل التجاري وتوطين الصناعات واقتصاديات المعرفة منوها بالفرص الاستثمارية المتاحة في المملكة ومصر، والتي تفتح الباب أمام المزيد من الإنتاج وتوسيع القاعدة الاقتصادية. وتطرق إلى مضامين كلمة خادم الحرمين الشريفين أمام البرلمان المصري، حيث وصفها بأنها تاريخية وجامعة وشاملة، وقال: إنها تضمنت أطر العلاقة بين المملكة ومصر، وحددت ملامح العربي المشترك للمرحلة المقبلة، ودعت إلى ضرورة توحيد الجهود العربية لمكافحة الإرهاب والتطرف والقضاء عليه، وكذلك العمل على حل القضية الفلسطينية، قضية العرب الرئيسية والمحورية.
من جانبه، وصف الباحث في العلاقات السعودية ـ المصرية ومدير التحرير والنشر بمركز الخليج للأبحاث جمال أمين همام زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الحالية لجمهورية مصر، بأنها زيارة تاريخية، وتؤسس لشراكة استراتيجية بين البلدين الشقيقين وللعمل العربي المشترك. وأكد همام أن الزيارة جسدت حرص خادم الحرمين الشريفين وفخامة الرئيس المصري على تأسيس شراكة اقتصادية حقيقة تعتمد على تحقيق المنافع والمصالح المتبادلة للبلدين والشعبين قوامها التعاون الإيجابي في المجالات كافة، ومنطلقها روابط التآخي التاريخية وأواصر القربي، والرغبة في دفع هذه العلاقات إلى الأمام لخدمة دول المنطقة ومواجهة التحديات. بدوره رأى رئيس مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية الدكتور محمد بن صقر السلمي أن كلمة خادم الحرمين الشريفين أمام مجلس الشعب المصري جاءت شاملة ومعبرة لموقف المملكة العربية السعودية من جمهورية مصر العربية حكومة وشعبا.
وأشار إلى أن الملك المفدى -أيده الله- عبر عن المكانة الخاصة التي توليها المملكة العربية السعودية حكومة وشعبا بمصر العروبة والإخاء. وقد تطرق - حفظه الله - للعديد من المواضيع الحيوية التي تهم الجانبين السعودي والمصري سواء على المستوى والاقتصادي والاجتماعي والتنموي أو الأمني والسياسي والعسكري . وأكد أن نتائج الزيارة تدعو للتفاؤل بمستقبل الأمة العربية والإسلامية وبخاصة في هذه المرحلة التاريخية الحساسة في ظل العديد من المهددات والمخاطر التي تحدق بالمنطقة.
ووصف عضو مجلس الشورى أستاذ العلوم السياسية بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور صدقة بن يحيى فاضل العلاقات السعودية المصرية بالعلاقة الوثيقة في كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، وفي كل ما يتفرع عن هذه المجالات من جوانب وأبعاد. وأكد أن زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى مصر تأتي لتتويج مرحلة من التعاون والوثيق، وتدشن لمرحلة أخرى لمزيد من العلاقات لصالح الشعبين الشقيقين، ولبنة تضاف إلى بناء العلاقات الراسخة بين البلدين.
من جهته أكد رئيس اللجنة الوطنية للنقل البري بالإنابة رئيس لجنة النقل البري بغرفة جدة سعيد بن علي البسامي أن الجسر البري بين البلدين سيحدث نقلة نوعية في التعاون الثنائي في المجال الاقتصادي وزيادة تنقلات المسافرين على مدى العام خاصة في موسمي الحج والعمرة. وأضاف أن هذه الخطوة التاريخية ستسهل من التنقل بين القارتين الآسيوية والأفريقية وسترفع التبادل التجاري وتحقيقه مستويات غير مسبوقة ودعم صادرات البلدين إلى العالم، كما سيشكل الجسر منفذاً دولياً للمشاريع الواعدة في البلدين ، ومعبراً أساسياً للمسافرين إضافة إلى الكثير من فرص العمل التي سيوفرها.
وأكد الباحث في العلاقات الدولية الدكتور عبدالله الشمري أن زيارة خادم الحرمين الشريفين لمصر مهدت لعمل مؤسسي جديد للعلاقات بين البلدين. وقال: إن الظروف الدولية والإقليمية تجعل البلدين بحاجة لبعضهما البعض اكثر من أي وقت مضى، وإن قيادتي البلدين تدركان ذلك، والكلمة التي ألقاها خادم الحرمين الشريفين أمام مجلس النواب المصري شددت على أن القناعة الراسخة لدى الشعبين هي المرتكز الأساس لعلاقاتنا على المستويات كافة.