الإدارة لا تناقش.. والمدرب عنيد.. واللاعبون مستهترون.. ومدير الكرة لا يحل ولا يربط! ">
تقرير - سامي اليوسف:
انقسم الهلاليون في ردود أفعالهم عقب التعادل المر أمام الشباب، الذي وسَّع الفارق بين فريقهم وبين منافسه الأهلي على لقب الدوري إلى 3 نقاط كاملة، إلى قسمين: الأول ركب موجة الانتقادات، وتفنن بتوزيع التهم التي لم يسلم منها حتى الجهاز الطبي مرورًا بالإدارة، والمدرب، واللاعبين، ومدير الكرة. والثاني ركب موجة التفاؤل، ومن شدة تفاؤله صار يتحدث عن مواجهة الأهلي، وكيف يحسمها الفريق بفارق هدفين للفوز باللقب متناسيًا عن جهل أو قصد مواجهة نجران المهمة المقبلة خارج القواعد.
بينما قلة قليلة من الجماهير الهلالية آثرت الصمت، وراقبت الموقف بحكمة.
وبالعودة للقسم الأول فهو لم يبرئ ساحة أحد أبدًا، وخرج البعض عن صمته المعتاد منتقدًا بحدة؛ إذ كتب الإعلامي المتخصص عايض الحربي: «لو تملك إدارة الهلال الجرأة لأرسلت دونيس للصالة الدولية بدلاً من العريجاء. عندما يصرح دونيس بأن شراحيلي لم يعجبه ثم يشركه في المباراة التالية فهذا يدل على فكر تدريبي قاصر ونوعية كارثية من المدربين».
وتهطل الانتقادات على رأس المدرب دونيس كالمطر؛ فهذا الصحفي فارس المحيميد يكتب راصدًا بالأرقام: «أضاع الهلال أكثر من 16 نقطة بأخطاء (دونيس). الاتحاد ذهابًا وإيابًا، الأهلي، الفتح، التعاون، القادسية. كل مباراة كان له بصمة (غباء) واضحة!!».
ويضع المشجع الهلالي ناصر الحبيتر جملة من الملاحظات الفنية التي تدين تعامل المدرب مع مباراة الشباب، بدأها بتوظيفه السيئ للاعب الشلهوب في خانة المحور، وهو الذي تجاوز عامه الـ(33)، وليس بمقدوره العطاء بنفس الرتم والأداء في هذه الخانة لثلاث مباريات متواصلة، ثم إخراجه عطيف وإشراك الكعبي بديلاً له. ويتساءل هنا عن غياب القرني عن التجهيز ليكون البديل الأنسب في هذه الخانة، وبعدها يستغرب خروج (المنتشي) عزوز، وإعادة الفرج للمحور، وهو اللاعب الذي لا يجيد اللعب في هذه الخانة، وثبت عنه ذلك بدليل أن كرة الهدف الشبابي جاءت بتمريرة خاطئة عنه.
ونختم سيل الانتقادات للمدرب بتعليق طارق العبودي الذي كتب باختصار: «نفدت كل الأعذار يا دونيس»!
ضيـاع الفرص
كان النصيب الأكبر من الانتقاد للاعبين، فقد اتفق الجمهور على أنهم يتحملون الجزء الأكبر من التفريط بنقاط المباراة لرعونتهم أمام المرمى، وتواصل مسلسل ضياع الفرص السهلة والمحققة التي دفع الفريق ثمنها.
وخص الجمهور اللاعبين: شراحيلي، الفرج، السالم، ألميدا والزوري، بل إن اللاعب الأبرز في المباراة عبدالعزيز الدوسري لم يسلم هو الآخر من سهام النقد. وعلق المشجع محمد العمري على غياب اللاعب سلمان الفرج عن لقاء نجران المقبل في الدوري: «ما طاح من النجوم أخف للسماء، عاد وعاد العك الكروي معه». كتب مساعد السناني: «قلنا يوسف السالم. عساه سالم. لا يصلح إلا لدوري الدرجة الأولى. دونيس يصر عليه، ويبعد أفضل لاعبي آسيا والإدارة بالمدرج تتفرج!!».
وقال المحامي صالح المقبل: «يعاب على الفريق الهلالي كثرة إضاعة الفرص. أعتبر سحب اللاعب عبدالله عطيف خطأ من المدرب، وكان نقطة تحول في المباراة؛ فالمدرب فرغ منطقة المحور بعد أن كان الفريق يسير بالمباراة جيدًا، قبل أن يتسرع اللاعبون، ويدفع دونيس ثمن خطئه». ويلوم ماهر العتيبي اللاعبين بسبب استهتارهم كما يقول، ويزيد: «الشوط الثاني خذلنا اللاعبون باستهتارهم وإضاعتهم الفرصة تلو الأخرى، وتخبُّط المدرب بتبديلاته ضيّع نقاط المباراة التي كانت في المتناول. إلى متى السكوت على هذا التخبط؟».
الجهاز الطبي والجمهور
لم يسلم الجهاز الطبي من التقريع الجماهيري؛ فقد كتب طلال العتيبي منتقدًا بسخرية: «حسبي الله على الجهاز الطبي الضعيف اللي يولد إدواردو ما يجهزه!». ورصد المشجع «هلالي» في تغريدة له عبر «تويتر» عدد المباريات التي غاب عنها أبرز عناصر الفريق بسبب عدم الجاهزية: «22 مباراة بالدوري: ديجاو غاب عن 9، إدواردوا غاب 6، نواف 13، سالم 10، الفرج 4، كواك 5. كثير منها المبرر الإصابات وعدم الجاهزية!».
سجـال
وسجل المدافعون عن المدرب دونيس حضورًا لهم، وراحوا يعددون البطولات التي حققها معه الهلال (3 ألقاب، وخسارة لقب واحد) واصفين ذلك بالمعدل الممتاز. وقال المشجع فارس: «لاعبون مستهترون، ورعونة قدام المرمى. عزوز يطير كرات مع الزوري، وضياع فرص، ولا حس ولا روح، وبالأخير (دونيس السبب). كان ممكن نخلصها من البداية».
ويرد وليد اليحيى: «الإخوان (الدونسيين) اللي يحبون الهلال أكثر منا: أعتذر إليكم على الانتقاد، وأعدكم غدًا بتجاهل النقد إيمانًا بدعم الفريق حتى نخسر كل شيء ونكسبكم».
البعض يسخر حتى وهو يجلد ذاته تمامًا كما علق المشجع الهلالي محمد على اعتماد دونيس الانضباط سياسة له حتى لو كان بشكل متناقض، أو على حساب فريقه، بقوله: «أنا كرشي قدامي 3 سم بس تراني منضبط. توقعاتك احصل مكان في تشكيلة دونيس؟».
للإدارة نصيب
كتب الإعلامي السابق محمد الشنيفي غامزًا في قناة إدارة الكرة بالفريق الهلالي: «تراجع مستوى الأهلي، وأبدى المدرج الأخضر امتعاضه مما يحصل للفريق؛ فتدخلت الإدارة، واجتمعت بالمدرب، واستعانت بالكابتن طارق كيال». وعلق المهندس إبراهيم الفلاج: «نحتاج لإداري قيادي بديل للمفرج، يفهم في التفاصيل الفنية، يناقش المدرب، ويحفز اللاعبين». وتساءل المشجع عبدالعزيز البدراني: «لماذا لا يستعان بالأستاذ منصور الأحمد؟ جاهز وقريب».
في حين كتب الإعلامي فيصل العبدالكريم: «لن ألوم لاعبًا همه قصة شعره وعدد متابعيه.. ولن أناقش عناد وغرور مدرب.. بل كل اللوم على من بيده القرار ويرى المهازل ويصمت!».
ويقول ناصر الثنيان بحسرة: «الهلال كان أقرب للدوري، وكان بإمكانه حسم ذلك قبل عدة جولات».
جمهور الرياض
أول مدير عام بنادي الهلال، البدر الساهر الحربي، وهو أول مشرف على مدرسة الزعيم كما يعرّف بنفسه في موقع «تويتر»، كتب معاتبًا جمهور الهلال في العاصمة: «الهلال والشباب?: رسميًّا الحضور الجماهيري 5175 مشجعًا في مدينة الرياض معقل الزعيم، وهم الأكثر شتمًا وتقزيمًا للفريق في القروبات ومواقع التواصل الاجتماعي».
يلوم البدر الجماهير الهلالية على عدم حضورها الكثيف في المدرج الأزرق لمؤازرة فريقها، ودعمه، والوقوف مع لاعبيه عند اقتراب جولات الحسم.
وتفاعل مغردون هلاليون كثر مع اللقطة المتلفزة التي أظهرت رئيس الهلال الأمير نواف بن سعد وهو جالس على مقعده في دكة البدلاء متحسرًا على ضياع الفوز على الشباب. وعلق المشجع الهلالي «المحامي» عليها ببيت شعر: «أصمت صوت الناصحين بهجركم ** واليوم أدميت الأنامل بالندم».
بينما علق حساب المدرج الهلالي في «تويتر» على اللقطة بعبارة: «هاردلك.. قطار الدوري فات». وعاد العديد من المغردين للتذكير بمبدأ التفاؤل، وأن الكرة ما زالت في الملعب، والمنافسة قائمة، والمطلوب الفوز فيما تبقى من مباريات، خاصة أمام الأهلي في جدة، وتحقيق فارق الهدفين للفوز باللقب.