القاهرة - مكتب الجزيرة - محمد العجمي - علي البلهاسي - ياسين عبد العليم:
أكد وزراء نقل مصريون أن إعلان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الاتفاق على تشييد جسر يربط بين السعودية ومصر عبر البحر الأحمر يعد نقلة تاريخية بين البلدين. وأعرب الوزراء عن تفاؤلهم بإنشاء هذا الجسر، مؤكدين أنه حلم طال انتظاره، وسيتحقق على يد الملك سلمان والرئيس والسيسي. ولفت الوزراء إلى أن إصرار الرئيس السيسي على إطلاق اسم الملك سلمان على الجسر يؤكد قوة العلاقات المصرية - السعودية، ويعد أكبر رد على المشككين في هذه العلاقات. ورصد وزراء النقل الفوائد الكثيرة التي ستعود على المنطقة والقارتين الآسيوية والإفريقية بعد إنشاء الجسر، من زيادة في حركة التبادل التجاري والاستثماري وحركة الأفراد، كما سيسهل الجسر من حركة انتقال الأفراد خاصة في مواسم الحج وعودة العمالة المصرية، ويزيد من حركة السياحة الخليجية لمصر.
في البداية، أكد الدكتور جلال مصطفى السعيد وزير النقل المصري الحالي أن توقيع اتفاقية إنشاء الجسر البري بين مصر والسعودية هو نتاج قرار سياسي على أعلى مستوى في البلدين. وأضاف بأنه عقب التوقيع سيبدأ دور الفنيين المختصين لتحديد نقطة البداية والنهاية للجسر، وطريقة الإنشاء، والطول والتكاليف وموعد البدء والانتهاء من العمل، وكل الأمور الفنية المتعلقة بهذا المشروع. مشيرًا إلى أن هذا الجسر كان فكرة طرحت من قبل، ولكن الظروف الآن تغيرت، والتكاليف تغيرت؛ الأمر الذي يستدعي إجراء دراسة جديدة.
وأشار إلى أنه تم توقيع اتفاقية جديدة خاصة بالتعاون البحري بين مصر والسعودية، وقال: «هناك حركة تجارة وركاب بين الموانئ، تضم الركاب والسفن والشاحنات من وإلى السعودية. وكان هناك اتفاقية سابقة عام 1990، لكن المعطيات الجديدة حتمت توقيع اتفاقية جديدة لإعادة ترتيب حركة الملاحة بين البلدين». وأكد أن هذه الاتفاقية ستساهم في زيادة التبادل التجاري، وتشغيل الخطوط، وبحث متطلبات الجانبين الإدارية فيما يتعلق بإجراءات الدخول والخروج من البلاد للعمل على تنفيذها.
تقريب المسافات
من جانبه، أكد الدكتور محمد رشاد المتيني وزير النقل المصري السابق أن جسر الملك سلمان الذي سيربط بين السعودية ومصر لن يكون عائده على مصر فقط، وإنما على المنطقة العربية بشكل كامل؛ إذ سيربط بين المغرب العربي ومصر وليبيا ودول الخليج؛ ما يساهم في زيادة حركة التجارة البينية، ويزيد من حركة انتقال الأفراد والمركبات، ويقلص من الفترة الزمنية المستغرقة. وأضاف بأن المشروع معد بالفعل، وتوجد دراسات دقيقة حوله، ومخطط له منذ أكثر من 25 عامًا. وخطوة جيدة أن يتم تنفيذ المشروع في هذا التوقيت، وفي ظل التحديات التي تشهدها المنطقة العربية. معربًا عن تقديره للملك سلمان وجميع قيادات المملكة، وتمني أن يأتي اليوم الذي نشهد فيه المواطن العربي وهو يتنقل بسيارته من المغرب وموريتانيا إلى السعودية والكويت ودول الخليج. موضحًا أن الجسر سيقرب المسافة، ويدعم اقتصاديات المنطقة العربية خلال الفترة القادمة. ويري المتيني أن فوائد الجسر العربي متعددة، منها تنمية التجارة بين آسيا وإفريقيا؛ إذ سيكون هذا الجسر الطريق الآمن لوسائل النقل والتجارة بين كل من قارة آسيا وإفريقيا، خاصة أن النقل البحري أصبح يمثل خطورة حاليًا بسبب أن مداخل البحار والمضايق يوجد عليها خلافات وحروب بين الدول في الوقت الحالي. ويستخدم الجسر في النقل السياحي بين مصر والسعودية، وسيساهم في قيام السعوديين بقضاء العطلات الأسبوعية والإجازات في منطقة جنوب سيناء وشرم الشيخ. وسيكون الإقبال على هذا الطريق إقبالاً غير عادي، وسيشهد تكدسًا كبيرًا في الفترة المقبلة؛ ما سيعود بنتائج إيجابية على البلدين، وليس مصر بمفردها. كما يستخدم في نقل الحجاج والمعتمرين من إفريقيا وشمال إفريقيا للمملكة العربية السعودية، خاصة أنه سيقام على جزر عدة تربط بين عدد من الدول المختلفة.
نقلة نوعية
فيما أعرب المهندس عاطف عبد الحميد وزير النقل المصري السابق عن تفاؤله بزيارة خادم الحرمين الشريفين لمصر، ونتائج هذه الزيارة المثمرة في المجالات كافة، وليس النقل والطرق فقط، موضحًا أن المرحلة القادمة ستشهد نقلة نوعية في العلاقات المصرية - السعودية الاقتصادية والاستثمارية والتجارية. وقال وزير النقل السابق إن فوائد الجسر بين السعودية ومصر متعددة ومتنوعة، منها اختصار حركة النقل بين السعودية ومصر، بما يجعلها أكثر سهولة ويسرًا؛ ما يضاعف حجم التجارة البينية في المستقبل. مشيرًا إلى أن الجسر سيؤدي إلى زيادة حركة الأفراد بين السعودية ومصر، وحركة الشاحنات والسيارات. ولفت إلى أن هناك دراسات تم إعدادها بدقة متناهية لتنفيذ المشروع، وسوف يغطي الجسر تكلفته خلال سنوات قليلة، كما أنه سيساهم في زيادة حركة تصدير البترول السعودي من خلال خط بترول، سوف يكون أسفل الجسر. موضحًا أن الجسر تأخر كثيرًا.
تحقق الحلم
من جانبه، قال الدكتور إبراهيم الدميري وزير النقل المصري الأسبق إنه شعر بسعادة بالغة لسماع القرار السياسي بإنشاء الجسر الذي يربط بين المملكة ومصر من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، مؤكدًا أنه حلم يتحقق أخيرًا، وطال انتظاره، مشيرًا إلى فوائده المتعددة على المنطقة بشكل كامل.
فوائد متعددة
فيما أكد المهندس محسن صلاح، رئيس شركة (المقاولون العرب)، أن موافقة كل من السعودية ومصر على إنشاء جسر بري شيء بمنزلة تحقيق حلم لكل من الشعبين المصري والسعودي. وأضاف بأن الجسر الجديد له فوائد عديدة للبلدين، وليس لمصر بمفردها، ويأتي في مقدمة هذه الفوائد تنمية التجارة بين آسيا وإفريقيا؛ إذ سيكون هذا الجسر الطريق الآمن لوسائل النقل والتجارة بين كل من قارة آسيا وإفريقيا، خاصة أن النقل البحري أصبح يمثل خطورة حاليًا بسبب أن مداخل البحار والمضايق يوجد عليها خلافات وحروب بين الدول في الوقت الحالي. وأشار إلى أن الجسر سيتم استخدامه أيضًا في النقل السياحي بين مصر والسعودية، وأن هذا الجسر سيساهم في قيام السعوديين بقضاء العطلات الأسبوعية والإجازات في منطقة جنوب سيناء وشرم الشيخ، وسيكون الإقبال على هذا الطريق إقبالاً غير عادي، وسيشهد تكدسًا كبيرًا في الفترة المقبلة؛ ما سيعود بنتائج إيجابية على البلدين، وليس مصر بمفردها. وتابع المهندس محسن صلاح بأن الجسر سيستخدم أيضًا في نقل الحجاج والمعتمرين من إفريقيا وشمال إفريقيا للمملكة العربية السعودية، خاصة أنه سيقام على جزر عدة، تربط بين عدد من الدول المختلفة.
تغيُّر جيوسياسي
وتوقع الخبير الاقتصادي الدكتور عزت عبد الله أن يحقق الجسر زيادة في التبادل التجاري المصري الخليجي؛ ليصل إلى 200 مليار دولار سنويًّا، موضحًا أن الجسر سيُحدث تغيُّرًا جيوسياسيًّا بالمنطقة، خاصة أنه المعبر الوحيد بين قارتي إفريقيا وآسيا، وأول معبر بين العالم العربي الإفريقي والعربي الآسيوي. وطالب بضرورة تشكيل لجنة رئاسية لمتابعة المشروع، ومراحل تنفيذه، موضحًا أن تنفيذ المشروع خلال عام كما تم مع مشروع حفر المجري الثاني لقناة السويس سيكون رسالة للعالم والمنطقة العربية بقوة وقدرة العالم العربي على تنفيذ المشروعات المشتركة في أسرع وقت، كما يعجل من الفوائد الكبيرة المرتبطة بالمشروع، ويقلل من تكلفة المشروع.
من جانبه، قال المهندس محمد منظور، عضو الهيئة العليا لحزب مستقبل وطن: إن الجسر البري بين مصر والسعودية يعد نقلة نوعية في العلاقات التجارية بين البلدين؛ لأن هذا الجسر سيكون محورًا اقتصاديًّا متكاملاً، وسيسهل حركة الأشخاص والتجارة.