خالد بن علي العطاالله ">
الملف الأخضر رمز أزلي، من يراه يعرف أن حامله في رحلة البحث عن العمل، فيتلقى الشفقة والمواساة من الآخرين، مكانه في غالب الأحيان أمام مقود السيارة، وحتى صاحب العمل يتعرف عليك دون أن تنبس ببنت شفة، وقد يهرب بمجرد رؤية ذلك الملف، وعلى الرغم من دخول التقنية في تفاصيل حياتنا كافة، إلا أنها فشلت في إزاحة الملف الأخضر، فبقي صامداً في المشهد وبقوة.
سنفكك هذه الرموز ونسرد هموم وآمال الشباب الباحث عن عمل، في ظل تعتيم رجال الأعمال على الوظائف التي يرغب السعودي العمل بها.. وهل فعلاً لا يوجد وظائف؟ على الرغم من أن بلادنا تحتضن أكثر من 10 ملايين وافد، وإذا كانت الوظائف متوافرة هل فعلاً لا يوجد شباب سعودي قادر على العمل؟، إذن أين يذهب أكثر من 300 ألف خريج سنويا، وإذا افترضنا أن المشكلة بمخرجات التعليم لماذا يعاني خريجو الكليات الفنية والتخصصية من صعوبة الحصول على الوظائف؟ هل الحكومة ملزمة بتوظيف الشباب؟ ولماذا لم يأخذ القطاع الخاص زمام المبادرة؟ وما سر تمسكه بالعامل الأجنبي هل لأنه أفضل من المواطن؟ ونحن كل يوم نكتشف أن كل من يأتي من الخارج يتعلم علينا.
لابد أن نتحدث عن البطالة المزعومة هل هي حقيقية؟ أم وهمية أم أن التوظيف وهمي والبطالة حقيقية؟ وما أسبابها ومسبباتها والحلول لتدارك ما يمكن تداركه.
ولابد لنا أن نلقي الضوء على طالب الوظيفة هل هوحقيقي أم وهمي وهل هو محتاج أم صاحب العمل، وهل لدينا بطالة مقنعة، يعني موظفين بلا وظائف؟
يجب أن نعي دور الحكومة ومؤسساتها هل هي داعمة أم معيقة لتوظيف الشباب، وهل طورت العلاقة بين التعليم والتوظيف، هل لدينا قياسات لعدد طالبي العمل والمتوظفين حقيقياً ووهمياً والمتوظفين بعد تدريبهم والمتسربين وأسباب التسرب وقياس الوظائف التي تمت تهيئتها وتوليدها قبل الاحتياج لها.
- مدير عام فرع وزارة العمل في منطقة نجران