خمس جولات متبقية كل مباراة فيها بمثابة نهائي خمسة مواسم كانت كافية لتجرع مرارة البعد عن اللقب نعم ربما يكون الأهلي أكثر احتياجاً لهذا اللقب عطفاً على غيابه لسنوات طوال عن الدوري. لكن الهلال لا يحبذ الغياب بقدر ما يجيد لعبة الألقاب. قدره أن يصارع على كل البطولات وأن يكون المطالب الأول بتحقيق الذهب قبل غيره.
نعم لم يكن الهلال على ود هذا الموسم مع بعض فترات الدوري وفرط في نقاط كانت بالمتناول. والتفريط يحسب على المدرب قبل اللاعبين. لم يستطع تجنب الخسارة من الأهلي والاتحاد والتعاون وهم أقرب منافسيه على اللقب، لم يستطع على الأقل الخروج بالتعادل، وهذا يعني وجود خلل فني ذريع. لست قاسياً أو مجحفاً بحق دونيس، نعم حقق ثلاث بطولات لكن الدوري وآسيا هما المحك. كان مجحفاً في تعامله مع الدوري ألبس الهلال لباس الحذر والتخوف والتوتر، لم يكن لديه نهج أو إستراتيجية تتواكب مع هيبة الزعيم. لكن لا طائل الآن من نقد مدرب أو حتى لاعب بعينه ليس هناك وقت أو مجال للتذمر والتصيد والتشفي. مازال الحسم في يد الهلال لم يعد للتكتيك ولا للاستقرار ولا للتدخل الفني دور كبير. الدور كل الدور على اللاعبين إن أرادوا رد كل تلك الانتقادات التي طالتهم ووضعتهم شماعة وكبش فداء لأخطاء وتخبطات المدرب. لا مزيد من التفريط ولا من التراخي أو من الثقة المفرطة. الروح كل الروح والشخصية كل الشخصية التي يستمدونها من الهلال مهما عبث به المدربون. شخصيته كافية لصنع المستحيل وتحقيق المأمول. الواقعية كل الواقعية وحسم المباريات من شوطها الأول كما لو كان الفريق متأخراً في النتيجة حتى يخرج بالثلاث نقاط. خمس جولات كما لو كانت في بطولة مجمعة يجب أن يلعبها الهلال بهذه الكيفية.
وأن لا يجف عرق اللاعبين ويكونوا سباقين لعودة أنفسهم.. بالروح والجهد فكل خطوة يخطونها وكل قطرة عرق تخرج منهم لها ثمنها حتى لا تضيع مجهوداتهم هباءً. وأن يعوا ويستشعروا كل نقطة عرق وبريق ذهب دونه التاريخ بثلاثة عشر لقب في سجلات الدوري وأن دورهم قد حان لتدوين رقم جديد.
- ياسر العتيبي