القاهرة - مكتب الجزيرة:
حذر عبد السلام ولد أحمد مساعد المدير العام والممثل الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) من أن الموارد الطبيعية الأساسية بمنطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، التي تدعم الإنتاجية الزراعية وتشمل التربة والمياه والموارد الوراثية، تتآكل مع تآكل التنوع البيولوجي، بما يؤدي إلى فقدان البشر القدرة على التكيف مع النظم الإيكولوجية للتحديات الجديدة مثل النمو السكاني وتغير المناخ، رغم أن هذه المنطقة هي مهد الزراعة منذ قرون عديدة، نظراً لما تتمتع به من موارد وراثية واسعة.
جاء ذلك في بيان للمكتب الإقليمي للفاو بالقاهرة، بشأن المشاورات الجارية في العاصمة الايطالية (روما)، حول وضع التنوع البيولوجي للأغذية والزراعة في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، بمشاركة 12 ممثلاً حكومياً في المنطقة، وتعد هذه المشاورات جزءاً من عملية تقييم دولية تتم تحت رعاية هيئة الموارد الوراثية للأغذية والزراعة التابعة للفاو.
من جانبها قالت آيرين هوفمان أمين هيئة الموارد الوراثية للأغذية والزراعة بالفاو: «لقد ساعدتنا التقييمات السابقة على الحصول على صورة واضحة لما نعرفه وما لا نعرفه عن النباتات والحيوانات والغابات والموارد الوراثية المائية بالمنطقة ، وكذلك على التعرف على التنوع البيولوجي المتوفر مباشرة لاستخدام البشر ، سواء كان الطعام أو الحصان المستخدم في حراثة الأرض».
وأضافت «إن التقرير القادم حول التنوع البيولوجي في العالم يختلف عن التقييمات السابقة ، حيث إنه يبحث في تنوع الكائنات الحية الدقيقة واللافقاريات والبرمائيات والزواحف والطيور والنباتات والثدييات الموجودة داخل نظم الإنتاج الغذائي وحولها، والتي تساهم عادةً في تقديم خدمات النظام الايكولوجي الهامة التي تدعم الأغذية والإنتاج الزراعي».
وشدد دوست محمد خبير الإنتاج النباتي في الفاو بالمنطقة، على أهمية استثمار الموارد الوراثية وأقلمتها مع تغير المناخ في تعزيز الإنتاجية في ظل تغير البيئات والضغط المستمر للكثافة السكانية المتزايدة.
ونبه إلى أن التحدي المستقبلي هو كيفية تطوير نظم زراعية متكاملة في ظل تغيير الظروف المناخية للمنطقة بحيث تتوافق مع حاجة المزارع للغذاء وقدرة المزارع على الحصول على دخل لشراء سلع أخرى.
يذكر أن تقرير (حالة التنوع البيولوجي للأغذية والزراعة في العالم)، الذي سيتم نشره في 2017 ، سوف يتناول تأثير التنوع البيولوجي للأغذية والزراعة على تحقيق الأمن الغذائي وسبل المعيشة والصحة البيئية.
وتعد منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا مركز توطين بعض الأغذية التي تزرع وتستهلك حول العالم كالقمح والشعير والعدس وأنواع الأعلاف والعديد من أشجار الفواكه وغيرها الكثير ، كما أنها المركز الرئيسي لتدجين الأبقار والماعز والأغنام والهجن والحمير.
وتحتوي المنطقة على كمية هائلة من الأغذية البرية وأنواع مختلفة من الحيوانات والنباتات غير التقليدية الصالحة للأكل قليلة الاستخدام ، وتنوع كبير في المناظر الطبيعية والنظم الإنتاجية إلى جانب علوم ومعارف السكان الأصليين حول استخدام التنوع البيولوجي للأغذية والزراعة والحفاظ عليه. وتسمح النظم التقليدية لإدارة المياه بإنتاج زراعي مكثف ومتنوع في الأراضي المركزة الموجودة ضمن المناطق الطبيعية الواسعة والجافة.