صدفةٌ وزلَّةٌ ورجوع ">
طرِّزي لي مِنَ الزَّمانِ مقيلا
ما سلا [الزِّيرُ] [1] من هَواهُ و[طَرْفةْ] [2]
وامنحي مَخْرجَ التَّنفُّسِ جوداً
يقتل الوقتَ رَشْفةً بعد رَشْفَةْ
جَنْدِلِيني بِخمْرِ شَهْدكِ حتَى
أمْزُجَ الشَّوقَ في كيانِك لَهْفَةْ
فإذا صِرْتُ في قوامِكَ نِصْفاً
شاركي رعْشةً تُقوِّسُ نِصْفَهْ
صار شوقي لظىً تعذَّرَ وصْفاً
له عذراً إذا تُريدين وصْفَهْ
إنَّ في روضِكِ الفريدِ يناعاً
مُهْلِكاً إنْ أبانَ جَفْوُكِ قطْفَهْ
فرمَتْني بالطَّيشِ والطَّيشُ مالي
أبرمَ العقلُ مُذْ ثلاثين حَذْفهْ
كيف أزْراكَ بالتَّعجُلِ زيغٌ
فأضلَّتْ مَشيبَكَ – اليومَ - صُدْفةْ؟
واستمرَّتْ غَضْبى تؤنِّبُ بَوْحي
..أكْرهُ الفُحْشَ و[المُمَارسَ] عِفَّةْ
إنَّ للخير مَسْلكاً إنْ تُرِدْهُ
فارقِ الشَّرَّ ما حييتَ وعَصْفَهْ
فاعْتَجَرْتُ الصَّوابَ رأياً ونفسي
تمقتُ الخِزْيَ بلْ تُشَرِّدُ عَطْفَهْ
فصَغَتْ أعْطَتِ اعتذاري اعتباراً
واعتذاري يُزَيِّنُ الخيرَ أُلفَةْ
ما أجلَّ الرجوعَ لله خوفاً
وأجلَّ الصَّوابَ يَرْجِحُ كِفَّةْ!!
أسألُ الله إنْ عتا موجُ عِشْقٍ
يُلبسِ - الشَّوقَ ما تلهَّبَ - لطْفهْ
يُسْعِدً الحبُّ من تحبَّبَ عقلاً
وهوَ يُشْقي بمن تسفَّهَ خِفَّةْ
** ** **
الهامش
1 - الشاعر عدي بن ربيعة التَّغلبي الملقب بالزير أبي ليلى المهلهل
2 - الشاعر طرفة بن العبد سكِّنتُ راءه للوزن وهو من شعراء المعلقات العشر. وهما شاعران جاهليان.
- منصور محمد دمَّاس مذكور
1473/5/4هــ
dammasmm@gmail.com