عدسات من ذاكرة المرايا ">
(1)
كانت تغرّد للأقفاص تغريدا
وتُشرب الرّوض من فيها عناقيدا
وتُلهم الغيمة البكماء أغنية
مملوءة صلوات تبعث الجودا
تسبي سواها إذا ضاعت بلعبتها
أرجوحة العود ينسي عزفها العودا
(2)
ليس الزمان بعينيها سوى صور
تناثرت في فؤاد بات مفؤودا
والكون ما الكون إلاّ في توهّمها
بياض حلم شكا في دربه السودا
وعاد شهقة يأس نافثٍ ألَماً
بين الضلوع بذيء الفعل عربيدا
(3)
كانت وكان صدى الأقفاص ينعشها
وتحسب القفص المشغول غرّيدا
وتحسب الروض مخموراً بروعتها
وصرخة الغيم تصفيقاً وترديدا
وكلّ شيء كلا.. لولا بدائعها
حتى وعت نفسها ترعى التجاعيدا
- عبدالرحمن صالح الخميس