محمد خالد العرفج ">
من منا ينسى الإذاعات الصباحية التي كانت في كل مدرسة بمثابة اختبار لعزيمة الطلاب والطالبات, بعضهم سهر الليالي لم ينم من شدة الحماس, وكثير منهم بسبب الخوف!
المهم أن الجميع حرص على تقديم (معلومة مفيدة) ولاسيما في فقرة: هل تعلم؟!
ارتبطت كلمة: «هل تعلم» بمعلومة جديدة, أو يُفترض أنها كذلك, ربما سمعنا الكثير من المعلومات المكررة في أيام الدراسة حتى شعرنا بالملل عند استماعنا لهذه الفقرة.
اليوم فقرة «هل تعلم» لم تعد مدرسة, ولا جامعة, بل أصبحت دولة يزداد تعدادها السكاني بمجرد مشاركة أحدهم بمعلومة لآخر أو لمجموعة, ناهيك عن سرعة وصولها وانتشارها كانتشار النار في الهشيم. رواد العلم والمعرفة يحرصون على الارتقاء بالإنسانية, وكما هي طبيعة أي مجال, فإن الأصوات القوية يتبعها أصداء مقلدة تحاول محاكاتها، لا أبالغ لو قلت إني فقدت الرغبة في قراءة (معلومة مفيدة), ليس كسلاً مني؛ بل لأنها ببساطة: معلومة مفيدة بالفعل.. لكنها معلومة (غير) مفيدة بالنسبة لي!.
الكثير من المعلومات التي نقرأها أو نسمع عنها في المجالس حتى لو بدت صحيحة وذات جودة وكانت نتاج دراسات محلية ودولية إلا أن قائلها يجب أن يعرف الفئة التي تهتم بهذه المعلومة، عندما يمل شخص ما من قراءة كتاب أو متابعة برنامج مفيد, لكنه غير مفيد بالنسبة له, هو في الحقيقة لن يهتم بذلك المحتوى, وقد ينتج عن ذلك نفور من المعرفة برمتها!.
وهذا يفسر سبب اهتمام الناس المختلف بشتى المجالات, كل موقع يخص صاحبه لديه كامل الحرية بتقديم ما يريد, فالمهتم يتابعه وغير المهتم لديه خياران: إلغاء المتابعة أو سكيب!.
عزيزي القارئ, أقرأ ما يفيدك (أنت) وشارك معرفتك وخبرتك لمن (يهتم) ولا تجعل من نفسك مذياعاً أو قناة تعمل بنظام 7/24 حتى لا تفقد لذة عطائك وسخط الناس.
ولكي تضمن نتائج أكبر اعمل على مبدأ (السهل الممتنع) بحيث تكون معلومتك مقدمة على طبق خفيف مثل المقبلات, لأن الناس يشبعون حتى التخمة بسبب اطلاعهم المستمر على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.
إليك هذه المعلومة المفيدة: العلم بذرة وسقياها التطبيق, تنمو بزكاة نشرها, وتنضج ثمارها بحسن نيتك.