علي خضران القرني ">
(1) حكاية على ارتفاع 38 ألف قدم
* كنت عائداً ذات مرة من مهمة عمل في دولة عربية شقيقة، على إحدى رحلات الخطوط السعودية المتجهة إلى جده، وكانت الخطوط السعودية آنذاك في طليعة خطوط النقل الجوي في العالم، خدمة، وسلامة ودقة في المواعيد بعكس حالها اليوم؟
* ومن المسليات التي يجدها الراكب في جيب المقعد الذي أمامه مجلة (أهلاً وسهلاً) يتسلى بقراءتها الركاب أثناء فترة الرحلة.
* وكنت أجلس في مقعد ثلاثي مع اثنين من الركاب، وبعد إقلاع الرحلة واستقرار الطائرة جواً نشب بين جاريَّ خلاف حاد حول قصيدة قرأها أحدهما في المجلة نفسها لشاعر سعودي معروف فأحدهما يشير إلى أخطاء لغوية وعروضية فيها، والآخر ينفي ذلك ويؤكد سلامتها من العيوب.
* احتدم النقاش بينهما وحاولت تحويله إلى اتجاه آخر لعدم تكافؤ المستوى بينهما، فقد ظهر لي تضلّع أحدهما في علمي اللغة والعروض بدرجة عالية والآخر يبدو أنه خالي الوفاض ونصيبه من العلم مثل نصيب (هبنقة) وقد أودى بنفسه في بحر عميق وليس بغطاس متمكن.
* وباعتباره من بني جلدتي، ورغبة في إيجاد مخرج له من الأزمة التي أشعلها وهو ليس (بقدها) وصيانة لماء وجهه، فقد قلت له هون عليك يا رجل ولا تطل الحديث فحجتك واهية وخصمك أسد هصور.
* هبطت بنا الطائرة بسلام وودعنا جليسنا قائلاً لمعارضه إذا كنت مصراً على اعتراضك فوثقه علمياً وأرسله لي على عنواني في جامعة (....) ولن أكابر إذا صح اعتراضك.. لكني سأحاكم مؤهلي وخبرة (30) عاماً أمضيتها في (دهاليز) اللغة ومشتقاتها.
* خاتمة:
* يأبى بعض الناس إلا أن يزج بنفسه - أحياناً - في مواقف كان الأجدر به تجنبها، صيانة لماء الوجه من جهة ومن قبيل (رب كلمة قالت لصاحبها دعني) ورحم الله امرأ سئل عن مسألة فأجاب بلا علم له، بدلاً من أن يهرف بما لا يعرف. وبالله التوفيق..
(2) مجلات لها شأن؟!
* مجلة البحوث الأمنية التي تصدر عن مركز الدراسات والبحوث بكلية الملك فهد الأمنية، مجلة محكمة تُعنى بنشر الدراسات والبحوث العلمية في مجالات الأمن الشامل أحظى بقراءتها كغيري ممن تهدي لهم.
* ولأهمية البحوث التي تنتشر في هذه المجلة، ولحاجة من يهتم بمطالعة محتواها وخاصة الباحثين والدارسين ممن يحضرون دراسات عليا، حبذا لو عملت إداراتها - مشكورة - على توفير بعض نسخها في المكتبات العامة وبيعها بثمن مناسب للاستفادة منها في المجال الذي أشرت إليه آنفاً.
* ولعل مما يزيد من مكانتها وقيمتها تألقاً جمع الأعداد الصادرة منها حتى اليوم في مجلدات وتوزيعها على طلبة العلم والمختصين في مجالها، للإفادة منها في بحوثهم ودراساتهم؛ لأن ما تحتوي عليه من البحوث والدراسات نادر الوجود في المجلات الأخرى.
* وأذكّر إدارتها الموقرة أن زميلنا الراحل العضو العامل في نادي الطائف الأدبي اللواء/ علي صالح الغامدي رحمه الله أحد منسوبي الأمن العام قد أصدر كتاباً بعنوان (أدب الجريمة).
* حبذا نشره في أعدد المجلة فله صلة بتخصصها وبالتالي تقديراً لرؤيته ومكانته الأمنية.
وما أحسبها إلا فاعلة ذلك.