محافظة الدوادمي تودّع الشهيد كتاب الحمادي ">
الدوادمي - عبدالله العويس:
بمشاعر الحزن والأسى , وألسنة لاهجة بالدعاء , ودّعت محافظة الدوادمي أحد أبنائها الأبطال الفقيد الشهيد كتاب بن ماجد الحمادي الذي استشهد إثر أعيرة نارية آثمة مجهولة المصدر وهو في طريقه صباحاً إلى مقر عمله بالقويعية ، حيث أدّيت عليه الصلاة ظهر أمس في جامع الراجحي بالدوادمي الذي اكتظت ساحاته وأروقته بالمصلين يتقدمهم أعمام الفقيد وإخوانه وذويه وزملائه وفي مقدمتهم اللواء جمعان الزهراني , وكذلك مدير دوريات الأمن بالمنطقة الشرقية نايف العتيبي , ووكيل محافظة الدوادمي عبد الله الفايز العشري , ومحافظ عفيف رشيد الجبرين , ووكيل محافظة القويعية إبراهيم المنقور , وجموع كبيرة من القيادات العسكرية والمسؤولين وأهالي المحافظة ومراكزها وقراها الذين حضروا من مسافات متباعدة للصلاة عليه والسير في جنازته والمشاركة في دفنه , حيث امتلأت مقبرة الدوادمي بالمشيّعين الذين رفعوا أكفّهم سائلين المولى القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يحتسبه من الشهداء عند ربهم الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. من جهة ثانية تدفق مئات المعزين إلى منزل الفقيد بمركز عرجاء لتقديم واجب العزاء لإخوانه وأبنائه وذويه ومشاعرهم تنبض بالمحبة الصادقة للفقيد والثناء عليه وتعداد محاسنه مشيرين إلى ما يتمتع به من مكارم الأخلاق والإخلاص في العمل لخدمة دينه ومليكه ووطنه, ووافاه الأجل شهيداً – إن شاء الله – وهذا شرف لأسرته وقبيلته بل للوطن بأكمله , كيف وهو على ثغرة من ثغراته الأمنية الهامة. ( الجزيرة ) التقت شقيقي الفقيد شاهر وسلطان اللذين تحدثا وأعينهما تفيض من الدمع حزناً قائلين إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنّا على فراقك ياكتاب لمحزونون , ونحمد الله على قضائه وقدره , وإن مما يخفف مصابنا هو إخلاصه المشهود في عمله بما يرضي ضميره وربّه عز وجل خدمة لدينه ومليكه ووطنه, ولفتا إلى أن تلك الأيادي الباغية المتلطخة بدمائه الطاهرة لا ولن تفلت من أيادي العدالة – إن شاء الله – حيث إننا في هذا البلد الأمين لم تُسجّل أيّ قضية إجرامية ضد مجهول – بفضل الله – ثم جهود حكومتنا الرشيدة ورجل أمننا الأشاوس , وأضافا أننا وأبنائنا نقف خلف قيادتنا الرشيدة بأرواحنا ودمائنا فداء للوطن الغالي , وعن سمات الفقيد الشخصية قال شقيقاه : لقد كان باراً بوالديه وواصلاً لرحمه , ومحباً للإحسان وفعل الخير , وذا خلق عظيم وتعامل رفيع ، أحبّ الناس فأحبّه واحترمهم فاحترموه , مستشهدين بأقرب مثال بأن تلك الجموع الغفيرة التي توافدت و شيّعت جنازته وسارت فيها وان هذا التدفق البشري إلى منزل الفقيد من المعزّين شاهد على ذلك ، فشهود الله في أرضه , رحم الله فقيد الوطن وأسكنه فسيح جناته 0
أمّا ابنا الفقيد ماجد ذو الاثني عشر ربيعاً , وعبد العزيز ذو التسعة أعوام , فقالا : إن والدنا توفي , وحسبنا الله ونعم الوكيل على من قتله , والحمد لله أنه مات شهيداً , ونتمنى أن نلتحق مستقبلاً لخدمة وطننا الغالي كوالدنا لأن هذا فخر لنا ، أما عمّ الفقيد سعود بن كتاب الحمادي ، وابنه كتاب بن سعود الحمادي فقالا: لقد نزل علينا نبأ وفاة الفقيد الشهيد كتاب كالصاعقة كونه فجأة لحظة توجهه لعمله بالقويعية , ولكن إرادة الله فوق كلّ شيء , حيث اعترضته أياد غادرة آثمة دونما ذنب اقترفه أوخطأ ارتكبه سوى إخلاصه المعروف وتفانيه في أداء عمله لخدمة دينه ومليكه ووطنه , وعن شخصية الفقيد قالا : إنه حميد الفعال وكريم الخصال , وخير مثال للمواطن الصالح , وكان محباً للخير وساعياً له ، عوناً للمحتاج ، يتمتع بأخلاق فاضلة ، يتعامل مع الناس على حد سواء ويقف على مسافة واحدة من الجميع , فضلاً عن البر بوالديه وصلة أرحامه ومحبته لأقاربه وذويه مما أكسبهم محبته رحمه الله . فيما تحدث كلّ من : ماجد بن حشاش الحمادي ونواف بن درهوم الحمادي من أبناء عمومة الفقيد قائلين : لا نقول إلاّ كما قال الله تعالى في محكم التنزيل ( الذين إذا إصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ) فالمصاب جلل ولكنّ هذا قضاء الله وقدره , وأوضحا أن مما يهوّن المصيبة علينا أن ابن عمنا انتقل إلى الرفيق الأعلى وهو بمنزلة المجاهد في سبيل الله كونه على ثغر هام من ثغور حماية الوطن , مؤكدان أننا جميعاً نقف صفاً واحداً خلف قيادتنا الرشيدة سداً منيعاً ضد من يحاول تكدير صفو الأمن الذي تعيشه بلادنا والرخاء والاستقرار الذ ي يحسدنا عليه الحاسدون من الأعداء المتربصين الذين دأبوا على السعي لمحاولة زعزعة الأمن من خلال زرع الفتن بوسائلهم الخبيثة في هذا البلد الأمين المقدس ,ولن ينالوا من أحلامهم شيئاً , سائلين الله تعالى أن يرد كيدهم في نحورهم , وأن يرحم فقيدنا ويسكنه فسيح جناته