القرزعي: السكري يؤدي لأضرار وخيمة على أعضاء الجسم وأجهزته ">
يستعرض الدكتور عبدالعزيز بن سالم القرزعي - استشاري طب الأسرة والمجتمع - الإدارة العامة للخدمات الطبية للقوات المسلحة في هذا الحوار عدداً من المعلومات حول داء السكري مسبباته، آثاره طرق الوقاية وغيرها.
- ما داء السكري؟
داء السكري هو مرض مزمن، ويحدث نتيجة خلل في إفراز البنكرياس لمادة الإنسولين بكمية كافية، أو عندما تعجز خلايا الجسم عن استخدام تلك المادة بشكل فعال، والأنسولين هرمون ينظم مستوى السكر في الدم، وارتفاع مستوى السكر في الدم وعدم السيطرة عليه يؤدي مع الوقت إلى حدوث أضرار وخيمة على كثير من أعضاء وأجهزة الجسم، خصوصًا على القلب والشرايين والأعصاب، ويمكن تشخيص هذا الداء في مراحل مبكرة من خلال إجراء فحوص وقائية متوفرة وزهيدة التكلفة خصوصا لمن أعمارهم فوق الأربعين سنة.
- لنبدأ بالسؤال عن أنواع الداء وما الفرق بينها؟
ينقسم داء السكري إلى عدة أنواع أولها الذي يصيب غالبا الأطفال وصغار السن ويكون فيه البنكرياس غير قادر على إفراز مادة الإنسولين، ويُعالج مريض هذا النوع بأخذ حقن الإنسولين يوميًّا، ولا يُعرف سبب مرض السكري من النوع الأول كما لا يوجد وسائل معروفة علميا للوقاية منه حتى الآن، أما النوع الثاني فهو يصيب غالبا البالغين وكبار السن ويحدث بسبب عدم استفادة الجسم من مادة الإنسولين بشكل كاف، ويشكل نسبة 90% من حالات السكري المسجلة في شتى أرجاء العالم ومن أهم مسبباته زيادة الوزن وقلة النشاط البدني كما تلعب العوامل الوراثية دورا كبيرا في الإصابة بهذا النوع، كما أن هناك سكري الحمل وهو ارتفاع لمستوى السكر في الدم يحدث خلال فترة الحمل، ويتم اكتشافه في أغلب الأحيان عن طريق الفحوص المخبرية في مرحلة متابعة الحمل، وليس جرّاء الإبلاغ عن أعراضه.
ما الأعراض الظاهرة للمرض؟
أبرز أعراض داء السكري تتمثل في كثرة التبول، والشعور بالعطش وجفاف الفم، والإحساس المتواصل بالجوع، وفقدان الوزن، وضعف البصر، والشعور بالتعب والاعياء.
ما المضاعفات التي تترتب على داء السكري وعدم انتظامه؟
يتسبب داء السكري في حالة عدم انتظام مستواه في الدم مع مرور الوقت إلى إلحاق أضرار بمختلف الأجهزة والوظائف الحيوية في الجسم منها زيادة أخطار الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، وتتسبب هذه الأعراض في وفاة50% من المصابين بالسكري ، كما يعتبر من الأسباب الرئيسة المؤدية إلى الفشل الكلوي، ويتسبب هذا الفشل في وفاة 10 إلى 20% من المصابين بالسكري، ويزيد المرض الاعتلال العصبي الذي يصيب القدمين بسبب ضعف جريان الدم وبالتالي زيادة فرص الإصابة بتقرحات القدم مما قد يؤدي إلى بتر الأطراف في نهاية المطاف، ومن بين الآثار المترتبة على المرض كذلك اعتلال الشبكية السكري وهو من الأسباب الرئيسة المؤدية للعمى، ويحدث نتيجة تراكم طويل المدى للأضرار التي تلحق بالأوعية الدموية الصغيرة الموجودة في الشبكية، وقد وجد في بعض الدراسات العلمية أنه بعد التعايش مع السكري لمدة 15عاما يُصاب نحو 2% من المرضى بالعمى ويُصاب نحو10% بحالات وخيمة من ضعف البصر، إلى جانب الاعتلال العصبي السكري وهو ضرر يصيب الأعصاب بسبب السكري ويطال نحو 50% من المصابين بهذا المرض، ورغم تعدد المشاكل التي قد تحدث جراء الاعتلال العصبي السكري فإن الأعراض الشائعة هي نخز أو ألم أو تنمَل أو ضعف في القدمين أو اليدين، والتأخر في التئام الجروح إضافة إلى الالتهابات المتكررة، والمصابون بالسكري معرضون لخطر الوفاة بنسبة لا تقل عن الضعف مقارنة بغير المصابين به.
- هل هناك طرائق وسبل مجددة للوقاية من داء السكري من النوع الثاني؟
تبين الدراسات العلمية أن انتهاج تدابير بسيطة لتحسين أنماط الحياة من الأمور الفعالة بإذن الله في الوقاية من السكري أوتأخير ظهوره، وتشمل تلك التدابير المحافظة على وزن صحي وفي حدوده الطبيعية، وممارسة ما لا يقل عن30 دقيقة من النشاط البدني معتدل الكثافة في معظم أيام الأسبوع، مع اتباع نظام غذائي صحي غني بالألياف والتقليل من تناول السكريات والدهون المشبعة، كذلك تجنب التدخين حيث إنه يزيد أخطار الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية.
حدثنا عن طرق العلاج المتوفرة لمرض السكري؟
يهدف علاج السكري إلى تخفيض مستوى السكر في الدم وتقليل عوامل الخطر القابلة للتغيير والمضرة بالأوعية الدموية، والتحكم بمستوى السكر في الدم، بواسطة توفير الإنسولين للمصابين بالسكري من النوع الأول، أما المصابون بالسكري من النوع الثاني فيمكن علاجهم بأدوية مختلفة يقررها الطبيب المعالج تؤخذ عن طريق الفم، وقد يتم العلاج باستخدام حقن الإنسولين في بعض الحالات، إلى جانب ذلك يهتم العلاج بمراقبة مستوى ضغط الدم..،ورعاية القدمين والعناية بهما، وإجراء فحوصات دورية للكشف عن اعتلال شبكية السكر، ومراقبة مستوى الدهون في الدم وعلاج مستويات الكولسترول المرتفعة إلى جانب إجراء فحوصات للكشف عن العلامات المبكرة لأمراض الكلى المتصلة بالسكري. وينبغي كما أسلفنا دعم كل هذه التدابير باتباع نظام غذائي صحي، وممارسة النشاط البدني بانتظام، والحفاظ على وزن معقول وتجنب التدخين.